يعتقد وحسب الدراسات العلمية، أن الأصول الوراثية للمحاصيل البرية تتوزع بين أربع قرى في "جبل العرب" في "السويداء" وهي: "سهوة البلاطة، قنوات، المشنف، وسهوة الخضر" حيث تشكل هذه القرى النواة التاريخية للمجمع الوراثي النباتي ضمن التنوع الحيوي.

أحزمة أخضورية

يعد "جبل العرب" المهد الأول للأصول البرية للمحاصيل الحقلية "القمح الشعير والعدس وغيرها"، وجرى توثيقه وفق تموضع هذه المحاصيل في قرى "السويداء" المتنوعة، إضافة لقيام العديد من الباحثين قديماً وحديثاً بتنفيذ مجموعة من الدراسات الميدانية، بغية التأكد من مصادر علمية عن تطورها ونشأتها العائدة الى أكثر من عشرة آلاف عام، وفق ما أكده الباحث الجغرافي "جميل شقير" في كتابه "الجغرافيا والإنسان" ضمن موسوعة الجبل، والذي أوضح في حديثه لموقع مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 1 حزيران 2021 بالقول: «تتوضع على الجبل أحزمة أخضورية متدرجة من الأعلى حتى الأسفل، في أشرطة عريضة من الغرب وضيقة باتجاه الشرق، وتتطلب هذه الأحزمة التعمق في الدراسات الأخضورية المختصة لتحديد أنواع وأجناس وفصائل النبات الموجودة في المنطقة، وهذا ما بينه الدكتور "أنور الخطيب" في بحثه بأن الدراسات الأفلورية أي التصنيفية النباتية المحددة للأنواع الطبيعية، امتدت فترة طويلة من الزمن، منذ بدء التاريخ حتى مئة وخمس وعشرين سنة مضت».

قام الباحث "الدكتور" محمود صبوح" بدراسة علمية مستفيضة بيّن فيها "الأصول الوراثية للبقوليات الغذائية"، وأوضح أن الأنواع البرية ذات الصلة بالأنواع المزروعة قد لعبت دوراً هاماً في تطور ونشأة هذه المحاصيل لأن هذه الأنواع البرية منتشرة في الجبل منذ قديم الزمن، وبدأ الإنسان باستئناس بعضها منذ عشرة آلاف سنة تقريباً

أسباب التنوع

ويرى الباحث "شقير" أن التنوع في المنطقة يعود لأسباب أهمها انعزالها عن طرق الحجيج وبعدها عن المواقع السياحية، وعدم التأثر كثيراً بالتكنولوجية المعاصرة، وربما يعود ذلك لطبيعة الأرض الصخرية القاسية ووعورتها حيث تكثر بين صخورها النباتات البرية، مضيفاً: «قام الباحث "الدكتور" محمود صبوح" بدراسة علمية مستفيضة بيّن فيها "الأصول الوراثية للبقوليات الغذائية"، وأوضح أن الأنواع البرية ذات الصلة بالأنواع المزروعة قد لعبت دوراً هاماً في تطور ونشأة هذه المحاصيل لأن هذه الأنواع البرية منتشرة في الجبل منذ قديم الزمن، وبدأ الإنسان باستئناس بعضها منذ عشرة آلاف سنة تقريباً».

الأستاذ جميل شقير

دراسات ميدانية

الباحث الدكتور بيان مزهر

وأشار الباحث "الدكتور بيان مزهر" الرئيس الأسبق لمركز البحوث العلمية الزراعية في "السويداء" أنه تم القيام بدراسة علمية ميدانية لتحديد مواقع التقصي للأصول البرية الوراثية في "جبل العرب" والتي تم حصرها في أربع قرى، وذلك بما يخص الأصول البرية الوراثية، منها قرية "سهوة بلاطة" الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة "السويداء" والتي تكثر فيها زراعة "اللوز البري، والبلوط، والإجاص البري، والزعرور، والعدس البري، والجلبان والبازلاء البرية والإيجيلوس والتريتيكوم والبيقية" إضافة إلى العديد من الأعشاب الحولية النجيلية والبقولية.

نبانات برية

ويضيف "مزهر" : «هناك أيضاً قرية "قنوات" المعروفة تاريخياً بقدمها، والتي تتمتع بمناخ سياحي مميز، وهي تتربع في الجهة الشمالية من "السويداء" حيث يكثر الحراج البري، مع وجود تجمعات للعدس البري و" الإيجيلوس"، وعدد من النباتات العلفية مثل "التريفولام" والبيقية وأنواع من الجلبانة، وهناك قرية أخرى في الخط الشرقي وهي قرية "المشنف" التي تتوسط الجهة الشرقية من قرى "جبل العرب"، ورغم علوها وارتفاعها عن سطح البحر وتميزها بطقسها البارد، لكنها تتميز بوجود أنواع الحبوب البرية بشكل كثيف جداً من طراز rt.dicoccoides، وجنس الجلبانة وأعشاب حولية معمرة نجيلية أخرى وبعض أنواع الحمص البري، ولجهة الغرب يوجد العدس البري والأنواع العلفية البرية وبخاصة التابع لجنس trifolium، وبعض أنواع البيقية، أما القرية الرابعة فهي "سهوة الخضر" وتحديداً في موقع "تل الحرف" حيث يكثر العدس البري ونباتات إفرادية متنوعة»

من النباتات البرية