تجمع قرية "مصاد" بين طبيعتين مختلفتين في العلاقة والتطور بين المدينة والريف، وتتربع على موقع جغرافي أثري متميز، حيث حافظ أهلها على تراثهم الأصيل وطبيعة قريتهم الوادعة، وتفوقهم العلمي الذي جعلهم موضع احترام وتقدير كبيرين.

حول سبب تسمية قرية "مصاد"، وموقعها، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 تموز 2018، التقت "فندي عريج" رئيس البلدية الأسبق لقرية "الرحا"، التي تتبع لها إدارياً قرية "مصاد"، الذي بيّن قائلاً: «تتميز قرية "مصاد" بجمال طبيعتها الخلابة وحجارة مضافاتها التي تدل على علاقة تبادلية بينها وبين التاريخ المعاصر، فهي تتميز بمنظومة من العلاقات الاجتماعية جعلت من سكانها يمثلون حالة من التكافل والترابط فيما بينهم، وقرية "مصاد" معروفة أنها من القرى المجاورة لمدينة "السويداء" عرفت بهذا الاسم من الصيد، فيقال قديماً "عين الصيد"، ومع الزمن استبدلت بـ"مصاد"؛ أي من "المصاد"؛ وتعني "الصيد"، وقد بحث المهتمون بالشأن اللغوي عن معناها في المعجم "الوسيط"، فوجدوا أن معنى كلمة "مصاد" تعود دلالته إلى المطر، والهضبة العالية، والبرد، وكذلك تم البحث في معجم "لسان العرب" عن دلالتها ومعناها، فوجدوا أيضاً أن معناها الهضبة العالية وقمة الجبل.

تعدّ قرية "مصاد" القرية المدنية والريفية معاً، ويعود ذلك إلى أن طبيعتها الريفية الخلابة ومجاورتها لتل سمي باسمها "تل مصاد"، الذي يرتفع عن سطح البحر 1300 متر، وهو مشجر بأنواع الأشجار المتنوعة بين المثمر والحراجي، حيث أكسبها طبيعة ريفية، وحين تخالط وتعيش بين أهلها تشتم رائحة المدنية والحضارة، وتلمس الازدهار والرقي الجمالي في البناء والتعمير، فهي تحوي نسبة عالية من الشباب المتعلمين، وتخلو تماماً من الأمية، وتضم بين أحيائها حيّاً عرف بحي "القصور" دلالة على المغتربين ورغبة الاستثمار العمراني فيها، عدا شبكة الطرق بين بيوتها القديمة والحديثة، وهي ذات تاريخ موغل في القدم بالنسبة للطرق التجارية والزراعية

أما موقعها، فهي تقع جنوبي شرقي مدينة "السويداء"، وتشكل الخاصرة الذهبية للمدينة، ولم تكتب أي لوحة أو دلالة تشير إلى انفصالها عن مدينة "السويداء"، أو رغبة منها بالانفصال عنها، لأنها تحمل بعداً اجتماعياً ووطنياً وأثرياً كغيرها من قرى "جبل العرب"، حيث استطاعت أن تكون حاضنة للأوابد التاريخية، إذ يتوسط القرية معبد نبطي روماني جُلبت بعض قطعه الأثرية إلى متحف "السويداء"، كما يوجد معبد آخر بسفح "تل الأحمر" المجاور للقرية نقلت بعض لقاه إلى المتحف أيضاً».

فندي عريج

وأشار "فندي عريج" إلى مساحاتها وطبيعة عمل أهلها، قائلاً: «تعدّ قرية "مصاد" القرية المدنية والريفية معاً، ويعود ذلك إلى أن طبيعتها الريفية الخلابة ومجاورتها لتل سمي باسمها "تل مصاد"، الذي يرتفع عن سطح البحر 1300 متر، وهو مشجر بأنواع الأشجار المتنوعة بين المثمر والحراجي، حيث أكسبها طبيعة ريفية، وحين تخالط وتعيش بين أهلها تشتم رائحة المدنية والحضارة، وتلمس الازدهار والرقي الجمالي في البناء والتعمير، فهي تحوي نسبة عالية من الشباب المتعلمين، وتخلو تماماً من الأمية، وتضم بين أحيائها حيّاً عرف بحي "القصور" دلالة على المغتربين ورغبة الاستثمار العمراني فيها، عدا شبكة الطرق بين بيوتها القديمة والحديثة، وهي ذات تاريخ موغل في القدم بالنسبة للطرق التجارية والزراعية».

وعن طبيعة القرية ومساحاتها واهتمام أهلها، بيّن المهندس الزراعي "أكرم الأباظة" من أهالي القرية، قائلاً: «منذ القدم عرفت قريتنا بأنها من أوائل القرى المسكونة بعد "السويداء"، وقد زارها الرحالة الألماني "زتسن" عام 1805. وهي قرية وديعة جميلة المنظر تمزج بين الريف والمدينة في مكوناتها وتركيبها، وتبلغ مساحتها ألف هكتار، وأهم ما يعمل به أهلها الزراعة وخاصة الأشجار المثمرة من الكرمة واللوز والزيتون والتين والتفاح، ويعملون أيضاً بتربية الأبقار والدواجن. ويبلغ مساحة المخطط التنظيمي للقرية 237 هكتاراً، أما مساحة الأراضي المستثمرة بالأشجار المثمرة، فتبلغ 290 هكتاراً. وعدد سكانها المسجلين 3650 نسمة، ويقطنها حالياً أكثر من عشرين ألف نسمة، وعلى الرغم من زحف الحضارة والتقنية التكنولوجية، إلا أنها مازالت محافظة على بعض الصناعات اليدوية التراثية القديمة، مثل صناعة "القش" التي مازالت مستمرة إلى يومنا الحالي، وهناك مطحنة تقليدية يجتمع حولها الناس من القرى المجاورة ويتبادلون الأحاديث والآراء حتى يتم إنجاز عملهم من طحن الدقيق وغيره من المواد الغذائية المستخدمة في فصل الشتاء، فهي قرية عرفت باسمها أنها الهضبة العالية أو البرد وفق الباحثين اللغويين والتاريخيين، لكن أجمل ما فيها أنك تشعر بها مدينة وقرية بالوقت المناسب لكل فرد من أفراد المجتمع».

صورة مصاد من القمر الصناعي
المهندس أكرم الأباظة