تقع في التل الشرقي الملاصق لخربة "طفحة" الأثرية، وهي جزء من أسطورة التلال التي تحيط بمدينة "شهبا" من جميع الجهات، وهذه المغارة كغيرها من المواقع الدينية القديمة في المنطقة لم تخل من قصص الأساطير التي تناقلتها الألسن، فتحولت مع الزمن إلى مزار يؤمه المؤمنون والسياح الراغبين في الاستكشاف.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشيخ "سالم مراد" يوم الجمعة الواقع في 21 شباط 2014، وهو الذي يخدم مقام الملاك "جبرائيل"، حيث تحدث عن المغارة التي تتربع فوق التل من الجهة الشرقية: «تعدّ هذه المغارة التي تحمل اسم "جبرائيل" مزاراً يؤمه المؤمنون من كافة أرجاء المحافظة، ومن المحافظات الأخرى، وكذلك من خارج "سورية".

تعدّ هذه المغارة التي تحمل اسم "جبرائيل" مزاراً يؤمه المؤمنون من كافة أرجاء المحافظة، ومن المحافظات الأخرى، وكذلك من خارج "سورية". حيث ترمز إلى زيارة قام بها الملاك "جبرائيل" إلى هذا التل، وسكن المغارة الصغيرة فيه، وكان لديه كرسياً فسيحاً محفوراً بالصخر ما زال موجوداً إلى الآن، وللمغارة باب داخلي يفضي إلى مكان ضيق لا يتسع سوى لشخص واحد من أجل الراحة والنوم في داخله. حيث يقول المؤمنون: إن "جبرائيل" كان يستقبل الناس في المغارة بهيئة نبي مرسل من الله عز وجل، لكي يزيد من إيمانهم وعزيمتهم ويدلهم على الطريق القويم. والآن يأتي الناس إلى المغارة لرؤية معالمها وليتباركوا منها، حيث يضعون النذور، ويشعلون الشموع داخلها. وقد حرص أهالي مدينة "شهبا" على جعل هذا المقام مناسباً من أجل الزيارة، فتم توسيعه من الأعلى بشكل كبير، ما يسمح لعدد كبير من الناس بالقدوم إلى هنا. حيث يبقى الملاك الحارس "جبرائيل" لكل الناس من كل الديانات السماوية

حيث ترمز إلى زيارة قام بها الملاك "جبرائيل" إلى هذا التل، وسكن المغارة الصغيرة فيه، وكان لديه كرسياً فسيحاً محفوراً بالصخر ما زال موجوداً إلى الآن، وللمغارة باب داخلي يفضي إلى مكان ضيق لا يتسع سوى لشخص واحد من أجل الراحة والنوم في داخله.

باب المغارة.

حيث يقول المؤمنون: إن "جبرائيل" كان يستقبل الناس في المغارة بهيئة نبي مرسل من الله عز وجل، لكي يزيد من إيمانهم وعزيمتهم ويدلهم على الطريق القويم. والآن يأتي الناس إلى المغارة لرؤية معالمها وليتباركوا منها، حيث يضعون النذور، ويشعلون الشموع داخلها.

وقد حرص أهالي مدينة "شهبا" على جعل هذا المقام مناسباً من أجل الزيارة، فتم توسيعه من الأعلى بشكل كبير، ما يسمح لعدد كبير من الناس بالقدوم إلى هنا. حيث يبقى الملاك الحارس "جبرائيل" لكل الناس من كل الديانات السماوية».

الشموع على الجدران من أجل التبارك.

أما السيد "طارق الدمشقي" الذي التقيناه مع عائلته داخل المغارة، فتحدث عن زيارته لها، وماذا تعني في واقع الأمر، فقال: «لا شك أن التقرب من الله يريح المرء كثيراً، وإن أخذ هذا التقرب أشكالاً عدة. والواقع إن الدخول إلى هذه المغارة الصغيرة، والنظر إلى ما تعنيه يأخذك إلى عوالم كثيرة، وإن بدت في نظر الناس أسطورة.

فهذا المكان المقدس المحفور بالصخر البركاني بفعل البراكين، وليس بفعل البشر، لهو عبرة كبيرة، فكيف إذا اقترن باسم ملاك؟ وهنا ترى الناس يأتون من أجل تقديم النذور، وإشعال الشموع، وترك آثار لهم على جدران المغارة. ومنهم من يجلس في مقعد "جبرائيل" لزيادة البركة، وفي الأعلى تم تشييد مقام له، وتم توسيع المرافق من حجر وساحات وتوابع من أجل الزيارة الدورية للناس.

المغارة مقصد ديني وسياحي.

وبشكل عام يبرز مكان المقام في الرحلة التي تأخذك من "شهبا" باتجاه الشرق صعوداً حتى تصل نحو (كوع العسلية) كما يطلق عليها بالعامية، وبعدها بمئة متر تقريباً يأتيك طريق فرعي ضيق بين أشجار الزيتون، ويصعد بك إلى التل الصغير نسبياً مقارنة مع التلال المحيطة بالمدينة، لتصل إلى المقام المحاط بالبساتين، والأشجار المثمرة، ولذلك تجد هنا الهواء العليل المنعش في الصيف والربيع».

وكان المؤرخ الراحل "جمال أبو جهجاه" قد أورد في محاضرة بعنوان (شهبا من الناحية الدينية) عن تل الملاك "جبرائيل"، فقال: «تعدّ التلال الموجودة في محيط مدينة "شهبا" جزءاً من أسطورة تتناقل عبر العامة كلما تسنى لها زيارة أحدها، وملخصها أن السيدة "سارة" زوجة نبي الله "إبراهيم الخليل" كانت قد وفدت مع مجموعة من قومها إلى هذه المنطقة التي كان أهلها يرفعون محصول القمح بعد الحصاد، وكان القوم القادمون من العراق بحالة جوع شديد، فطلبت السيدة "سارة" من الفلاحين بعض الطعام أو القمح إن أمكن، لكن الفلاحين راحوا يضحكون عليها ويقولون لها إن هذه الأكوام ما هي إلا رمال سوداء. فطلبت من الله المعونة، ليحقق لهم ما أخبروها به، فاستجاب الله لندائها، وحوّل تلال القمح إلى تلال رملية، والجمل البارك بينها تحول إلى تل هو الآخر. وقد زار السيد المسيح هذه المدينة، وكان يلتقي مريديه في تل كبير جنوب المدينة، ما لبث أن حمل اسمه.

أما فيما يتعلق بتل النبي "جبرائيل" فالأسطورة تروي حكاية الملاك الطائر الذي حط في هذا التل الذي يقع في الجهة الشرقية من المدينة، وأقام في مغارة بركانية صغيرة، راح خلال رحلته يتعبد الخالق، ويقابل المؤمنين من أبناء المنطقة في المغارة، حيث كان يجلس على كرسيه الحجري الملاصق للحائط الشمالي، وينام في حجرة صغيرة داخل المغارة التي حملت اسمه فيما بعد».