تشتهر بأنها من أكبر قرى "الجبل" بالمساحة، وتتربع على تل بارتفاع /1160/ متراً سكنت قرية "الخالدية" قبل خمسة آلاف عام من الآن، وكانت تعرف بتل "خليد" قبل أن يغطي التل غابة من الأشجار ما زالت جذوعها تظهر إلى الآن، فسميت تل "المعرش"، ومازالت بعض الوثائق القديمة تحمل نفس الاسم، إلى أن سكنت من جديد قبل مئة وستين عاماً.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشيخ "جاد الكريم قرضاب" يوم السبت الواقع في 16/11/2013 الذي تحدث عن بداية السكن في القرية والعائلات التي سكنتها: «قبل مئة وستين عاماً جاء إلى خربة "خليد" شخص مع عائلته قادماً من قرية "لاهثة"، ويدعى "حسين عز الدين" فحسن البيوت القديمة المتهدمة، وكالعادة في ذلك الوقت فقد لحقه عدد من العائلات الراغبة في الاستقرار مثل: آل "نصر الله"، و"آل صوان"، فبات "عز الدين" شيخاً للقرية التي بدأ سكانها يحسنون مصادر المياه المتعددة في القرية التي تقبع عالياً، وراحوا يزرعون ويحسنون من معيشتهم، وبعد فترة من الزمن تبعهم عدد كبير من العائلات مثل: "أبو حمرا، وجمول، وأبو شاح، والزوبعة، والصفدي، ونوفل، الحلبي، وقرضاب، حمشو، والزير، واللوص"».

قبل مئة وستين عاماً جاء إلى خربة "خليد" شخص مع عائلته قادماً من قرية "لاهثة"، ويدعى "حسين عز الدين" فحسن البيوت القديمة المتهدمة، وكالعادة في ذلك الوقت فقد لحقه عدد من العائلات الراغبة في الاستقرار مثل: آل "نصر الله"، و"آل صوان"، فبات "عز الدين" شيخاً للقرية التي بدأ سكانها يحسنون مصادر المياه المتعددة في القرية التي تقبع عالياً، وراحوا يزرعون ويحسنون من معيشتهم، وبعد فترة من الزمن تبعهم عدد كبير من العائلات مثل: "أبو حمرا، وجمول، وأبو شاح، والزوبعة، والصفدي، ونوفل، الحلبي، وقرضاب، حمشو، والزير، واللوص"

ولقصة التسمية القديمة للقرية حكاية تروى منذ أجيال بعيدة، تشبه في تفاصيلها قصة مشهورة عن الشاعر السوري "أبي العلاء المعري"، قام بسردها السيد "علي سلامة نصر الله" فقال: «كان التل يدعى "المعرش"، ويبدو أن الاسم كان محلياً لكثافة الأشجار على سفوحه، لكن الجفاف قضى على الأشجار بشكل كامل، ونسي الاسم ليعاد إحياء "خليد" من جديد.

السهل الواسع من الأعلى.

غير أن قافلة من البدو الرحل كانت تقطع التل من أجل الوصول إلى أحد مصادر المياه للتزود منها، وكانت بينهم عجوز معمرة وضريرة، وعندما بدأت القافلة بالصعود نحو التل سألت العجوز عن اسم المكان المقصود، فقالوا لها إنهم يصعدون نحو تل "خليد"، فقالت لهم هو تل "المعرش" وأمرتهم بأن ينتبهوا إلى رؤوسهم أثناء الصعود، وخاصة من الأشجار الشوكية الكثيفة، وصعدت وهي تحني رأسها وسط استغراب الجميع الذين اكتشفوا أثناء صعودهم بقايا جذوع الأشجار، غير أن الأهالي الذين سكنوا القرية في القرن التاسع عشر أطلقوا عليها "الخالدية" بدلاً من الأسماء القديمة، لتفاؤلهم ببداية عهد جديد».

وعن الحدود والموقع الجغرافي ومعالمها الأثرية ومساحة القرية، تحدث الأستاذ "شادي نصر الله" الموظف في بريد مدينة "شهبا" قائلاً: «تقع القرية إلى الشرق من بلدة "لاهثة" المتربعة على وادي "اللوى" وطريق (دمشق – السويداء)، وتبعد عنها مسافة /7/كم، ويحدها من الشمال أراضي قرية "رضيمة اللوى"، ومن الشرق قرية "السالمية"، ومن الجنوب قريتي: "المتونة والهيات". وتبعد عن مدينة "شهبا" /27/كم، وعن مدينة "السويداء" /48/كم، وتعتبر ثاني أكبر القرى في الجبل بمساحتها الزراعية بعد قرية "ذيبين" حيث تبلغ المساحة /26400/ دونم زراعي، ما يؤهلها لتكون خزان حبوب حقيقي للمنطقة في حال توافرت الشروط المناسبة للزراعة.

خريطة للقرية

أما أهم معالمها الأثرية الواضحة فتتمثل ببلدتها القديمة مصادر المياه التي تحيط بالقرية من كافة الاتجاهات، فالسكان القدماء وجدوا طريقة مثلى للمحافظة على سكناهم من خلال حفر مجموعة كبيرة من الآبار في قلب التل العالي، وصل العدد إلى /250/ بئراً، وأهمهم على الإطلاق بئر "الهورة" الذي كان يسقي القرية مدة ثلاثة أشهر متواصلة.

غير أن أهم معلم أثري تم اكتشافه من قبل فلاح في القرية هي بركة رومانية كبيرة تبعد عن التل مسافة /2/كم نحو الشرق، وقد بقيت من أهم المعالم المساهمة في استقرار السكان».

المدرسة وبئر الماء في القرية.

أما فيما يتعلق بعمل السكان وعددهم والأعمال التي يمارسونها، فأوضح السيد "محمود قرضاب" ذلك: «يبلغ عدد السكان في القرية ما يقارب ثلاثة آلاف نسمة، استقر بعضهم في "شهبا"، و"جرمانا" بريف "دمشق"، و"السويداء" في هجرات داخلية بقصد العمل، أما الأهالي هنا فيعمل الأغلب في الزراعة البعلية التقليدية مثل: القمح والشعير والحمص، فالأرض كبيرة وتحتاج إلى من يرعاها، وفي الحالات التي تجود بها السماء بالخير تكون المواسم جيدة جداً لأن الأرض خيرة وتحتاج فقط إلى العناية والمياه.

وقد قامت الدولة بحفر بئر زراعي من آبار المكرمة لكنه يبعد عن القرية مسافة /2/كم، ولذلك لا يستفيد منه إلا قلة قليلة من الفلاحين، وهو ما جعل مديرية الموارد المائية تحفر بئراً ثانياً في سفح التل، ولكنه غير مستثمر إلى الآن، وبالنسبة للأشجار المثمرة مثل الزيتون فهو لا يزرع إلا ضمن المخطط التنظيمي وملاصق للسكن ضمن الحواكير فقط! لأنه بحاجة إلى المياه، ويكفي السكان حاجتهم.

ويعمل بعض الأهالي بتربية المواشي، ففي القرية ما يقارب /400/ رأس من الأغنام والماعز، و/60/ بقرة حلوباً يتم من خلالها الاكتفاء الذاتي من الحليب والأجبان والألبان، أما بقية الأهالي فيعمل بعضهم في وظائف الدولة، وفي المهن الحرة. وبالنسبة إلى السفر خارج القطر فالأعداد قليلة ومقتصرة على: "فنزويلا، ولبنان، وليبيا"».

وعن الخدمات المقدمة من قبل الدولة، تحدث الشاب "غيث نصر الله" الطالب في الثانوية الصناعية بمدينة "شهبا" عن هذا الواقع فقال: «في القرية مدرستان حلقة أولى عدد طلابها /150/ طالباً وطالبة، وحلقة ثانية يبلغ عدد طلابها /80/ طالباً وطالبة، ويكمل الطلاب تعليمهم في ثانوية "لاهثة"، أو في ثانويات "شهبا"، ويوجد في القرية شبكة هاتف ثابت، والكهرباء، وشبكة جيدة من مياه الشرب، حيث يتواجد في القرية بئران للمياه تابعان لمؤسسة المياه، واحد منهم يغذي القرية والقرى المجاورة أثناء الحاجة. وهناك بئران من آبار المكرمة واحد مستمر، ولكنه بعيد عن القرية، والثاني مازلنا ننتظر تشغيله.

وفي القرية مستوصف كامل وجاهز من كل شيء عدا الطاقم الطبي الذي يشغله لخدمة الأهالي الذين يذهبون إلى بلدة "لاهثة" لقضاء حاجة طبية بسيطة مثل اللقاحات والإسعافات الأولية. والطرق في القرية جيدة على الرغم من طبيعة القرية الصعبة، لارتفاعها عن سطح البحر بمسافة تقدر بـ/1160/ متراً، ولكنها تحتاج إلى شق الطرق الزراعية، وتعبيدها لتسهيل عمل الفلاحين في الوصول إلى أراضيهم».