على الطريق الواصل بين حاضرتين من حواضر العهد الروماني في سورية بصرى" و"شهبا"، وعلى حدود منطقة اللجاة باتجاه الشمال الغربي من مدينة "السويداء" على بعد 12 كلم على الطريق القديمة بين "السويداء" و"أزرع" تقع بلدة "المزرعة".

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 3/10/2013 الأستاذ المحامي "مجيد الحسين" ابن البلدة ليحدثنا عن موقعها، فقال: «تتجه من مدينة "السويداء" غرباً بانعطافة إلى الشمال قليلاً، وتعبر قرية "ولغا" وجسرها الغربي، لتصل نبعة بجانب الطريق يكللها الخضار دوماً، فتبدو لعينيك كلية الزراعة الثانية، ومن خلفها تبصر النصب التذكاري لشهداء معركة المزرعة التي تعتبر ثاني معارك الثورة السورية الكبرى، وهي درة معارك هذه الثورة العظيمة وواسطة العقد فيها، والتي حدثت في 2-3 آب من عام 1925، على يسار الطريق الممتد غرباً، لتمتد بعده أمامك بيوت هذه البلدة التي يربو عدد سكانها اليوم على 11000 نسمة.

تتجه من مدينة "السويداء" غرباً بانعطافة إلى الشمال قليلاً، وتعبر قرية "ولغا" وجسرها الغربي، لتصل نبعة بجانب الطريق يكللها الخضار دوماً، فتبدو لعينيك كلية الزراعة الثانية، ومن خلفها تبصر النصب التذكاري لشهداء معركة المزرعة التي تعتبر ثاني معارك الثورة السورية الكبرى، وهي درة معارك هذه الثورة العظيمة وواسطة العقد فيها، والتي حدثت في 2-3 آب من عام 1925، على يسار الطريق الممتد غرباً، لتمتد بعده أمامك بيوت هذه البلدة التي يربو عدد سكانها اليوم على 11000 نسمة. يحد البلدة من الشرق بلدة "المجدل، ومن الشمال قريتا "جديّا" و"نجران"، ومن الغرب قرى "سميع" و"صمّا" و"الطيرة"، أما من الجنوب فتتقاسم امتدادها قريتا "الثعلة" وولغا"

يحد البلدة من الشرق بلدة "المجدل، ومن الشمال قريتا "جديّا" و"نجران"، ومن الغرب قرى "سميع" و"صمّا" و"الطيرة"، أما من الجنوب فتتقاسم امتدادها قريتا "الثعلة" وولغا"».

الأستاذ اسماعيل الملحم

الأستاذ والباحث "إسماعيل الملحم" ابن "المزرعة" أيضاً تحدث عن سبب تسمية البلدة بالقول: «كانت البلدة قديما تسمى "السجن" (سجن الخيالة)، ويقال إن الاسم نسبة لمعركة مع الاستعمار العثماني حاصر فيها الثوار الخيالة العثمانيين في خربة كانت مكان البلدة قبل سكناها، وهناك من يقول إن "السجن" هو سلسبيل الماء العذب وسميت البلدة بهذا الاسم لوجود عين المزرعة القريبة منها ذات الماء العذب.

وكانت المزرعة منطقة من البلدة تقع للشرق منها، وفيها "عين المزرعة" التي كان يرتادها أهل البلدة من أجل الماء، وفي هذه المنطقة وقرب عين الماء وقعت معركة المزرعة الشهيرة، التي سجل فيها فلاحو محافظة "السويداء" وفقراؤها البطولات المذهلة في انتصارهم الكبير على الفرنسيين، فكان واحدهم يقاتل بسلاح اشتراه من مؤونة عياله ويضع في عبه رغيفاً أو رغيفين من الخبر ليخفف من عبء الجوع على نفسه طوال أيام المعركة التي ابتدأت في الثلاثين من تموز عبر مناوشة الثوار للقوات الفرنسية ابتداءً من قطع طريق جسر بلدة "بصر الحرير" غرباً لمنع تقدم الجيش الفرنسي باتجاه مدينة "السويداء".. لتأخذ البلدة هذه التسمية "المزرعة" بموجب القرار 1570 في عام 2001، منسوبة للمعركة الشهيرة التي دارت بين الثوار والفرنسيين».

الأستاذ عماد شمس الدين

أما عما تضمه البلدة من خدمات فيتحدث الأستاذ "عماد شمس الدين" رئيس مجلس بلدة "المزرعة" بالقول: «حسب تصنيف الإدارة المحلية فإن مجلس بلدة "المزرعة" يتبع إلى منطقة "السويداء" ومجلس المحافظة ووزارة الإدارة المحلية، وقد تم إحداث مجلس البلدة في المزرعة عام 1969، حيث كانت البلدة القديمة، وكان هناك مركز للناحية، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي للبلدة 450 هكتاراً وتاريخ اعتماده عام 2001، ومساحة الحد الإداري 2200 هكتار، وعدد السكان حسب النفوس 7400 نسمة والعدد الفعلي يزيد على 11000 نسمة، والنشاط الاقتصادي في البلدة هو الزراعة والرعي، حيث يعمل أهالي البلدة في زراعة المواسم الحقلية، ويزرعون كافة أنواع الحبوب كما يزرعون الأشجار المثمرة خاصة أشجار الزيتون إذ يزيد عدد الأشجار في البلدة على 12800 شجرة مروية وبعلية، كما يربي الأهالي في البلدة الأغنام والأبقار.

البنى التحتية متوافرة بشكل معقول، حيث تغطي الطرق المعبدة كل البلدة الأساسية وتبلغ نسبة الطرق المشقوقة والمعبدة في محيطها 35%، والكهرباء أكثر من 90%، والهاتف 90%، والمنشآت الحكومية الموجودة فيها هي: مبنى مجلس البلدة، ومخفر للشرطة، ومبنى لمديرية الأحوال المدنية، ومبنى للهاتف والبريد، ومبنى للمركز الصحي، ومبنى المركز الثقافي، ومبنى المنشأة الشبيبية، ومبنى الجمعية الفلاحية، أما فيما يخص المواقع الأثرية فالبلدة تحتوي فقط على بقايا كنيسة وبرج قديم يعودان للعصر الروماني، وفيها النصب التذكاري لشهداء معركة المزرعة الذي بني في عام 1970، ومجموعة كبيرة من النصب التذكارية لشهداء البلدة، لعل أقدمها مشهد البطل "سليمان العقباني" شهيد معركة المزرعة.

جانب من البلدة

ومن الناحية التعليمية تحتوي بلدة المزرعة اليوم على الخدمات التالية: روضة أطفال نموذجية وثلاث ابتدائيات وإعدادية للتعليم الأساسي وثانوية عامة، ومعهد زراعي، ومعهد تقنيات حاسوب، وكليات جامعية عدة تتبع لجامعة دمشق فرع السويداء، وقد تقرر إقامة جامعة باسم البلدة وهي ملاصقة للبلدة من جهة الجنوب الشرقي، أما في الجانب الصحي فيوجد في البلدة مستوصف صحي يقدم الخدمات لكل أهل البلدة، والمراكز الإدارية الأخرى تقدم خدماتها على مدار الدوام الرسمي، ويوجد معمل سجاد يدوي تابع لوزرة الشؤون الاجتماعية، وفيها جمعية المزرعة الخيرية، وشعبة للهلال الأحمر، والمزرعة تعتبر كمدينة صغيرة جاذبة للسكان، وهم موزعون على شرائح ديمغرافية متنوعة وتعداد عائلاتها كبير».

أما عن منطقة عين المزرعة التي تجاور المشهد فيتابع الأستاذ "إسماعيل الملحم" بالقول: «"عين المزرعة" هي النبع الذي تنبثق مياهه من تحت الطريق الرئيسي الذي يصل "السويداء" ببلدة "المزرعة"، وكان هذا النبع يروي سكان البلدة، حيث كانت مياهه تجري في قناة مكشوفة لمسافة 2كم لتصب في بركة داخل بلدة "المزرعة"، فيقصدها الناس للاستفادة منها في الشغل والحاجات المنزلية، كما كان يستفاد من هذه المياه في قناة أخرى لإرواء المواشي والحيوانات، وكان النبع يكفي لإرواء البلدة والقرى المجاورة أحياناً، فترى في أشهر الصيف سكان عدد من القرى المجاورة مثل "المجدل" و"ولغا" يأتون للاستفادة من مياهه في الشرب وغير ذلك، ثم في ثلاثينيات القرن الماضي جُرّت مياه النبع في أنابيب إلى وسط البلدة، حيث كانت تصب في خزان تؤخذ مياهه إلى صنبور ماء أقيم في وسط ساحة من ساحات البلدة الرئيسية، وكان السكان يستخدمون هذا الماء للشرب والاستعمال المنزلي ولغسل القمح وبعض الأثاث من الماء الفائض من هذا الصنبور الذي كان يظل مفتوحاً على مدى الساعات الأربع والعشرين، وكانت مياهه الزائدة تجري في قناتين إحداهما باتجاه المطخ الذي أقيم بدلاً منه اليوم الموقف الرئيسي للبلدة، وقناته الثانية كانت تصب في البركة وأقيم على أرضها اليوم معمل السجاد اليدوي، وقد اعتمدت البلدة اليوم على مياه الآبار الارتوازية التي تصل جميع بيوتها واستغنت عن مياه هذا النبع الذي نضبت مياهه بسبب سنوات الجفاف».