ما إن تتجه باتجاه الشرق من مدينة "السويداء" باتجاه ظهر الجبل حتى تستقبلك مجموعة من القرى بينها قرية "طليلين" التي ترتفع عن سطح البحر أكثر من 1500 متر، بطبيعتها الصخرية الجبلية.

للحديث عن القرية وتسميتها وموقعها الجغرافي "مدونة وطن" eSyria وبتاريخ 13/9/2013 التقت الباحث الأستاذ "اسماعيل متعب نصر" صاحب كتاب "السويداء بين الزمان والمكان" فبيّن قائلاً: «"طليلين" القرية التي تقف على تلة شامخة ومرتفعة فوق صخور البازلت تناشد الزمن الغابر بأوابدها التاريخية، سهولها تفوح برائحة الخير حينما يحصد أهلها مواسم القمح، وأشجارها تعانق الفضاء بإنتاج التفاح والعنب، ولدى السؤال عن تلك الصفات والميزات أقول: قرية "طليلين" تقع بين "تل اللوز" و"أبو زريق" جنوباً، و"سالي" شمالاً، وتلتقي شرقاً بـ"شعف"، لتمتد غرباً إلى بساتين وأراضي "عرمان".

تتميز قريتنا بالطابع الاجتماعي الفلاحي فهي وإن تعقدت تضاريسها بين انحدار وارتفاع، لكونها فوق تل بركاني، إلا أن طبيعة أهلها المتكافلة تجعل العمل أكثر سهولة، فقد فرض أفراد مجتمعها نظاماً تكافلياً فيه من الود والاحترام والإيثار الكثير، خاصة في مجال تنفيذ الطرق الزراعية، إذ أرضنا مشتركة في طرقها الزراعية مع بعض القرى، فهناك طريق يطلق عليه اسم "عيون المحاصيل" يربط بين قريتي "طليلين وشعف"، كذلك يوجد طريق يربط بين بساتين قرية "عرمان" وقريتنا وهو طريق معروف باسم "تل الأحمر" لكنه غير معبد

يتراوح عدد سكانها حوالي ألف نسمة، أما سبب تسميتها لغوياً فهي الموقع المرتفع على انقاض الآثار، فهي تقع فوق تل بركاني ذي فوهتين شديد الانحدار، جنوباً تطل على حوضة وادٍ يسمى وادي "راجل" وسد "جبل العرب" (سد أبو زريق)، عمرانها قديم لوجود بقايا آثار فيها أهمها مبان متهدمة، كهف طبيعي، نقوش وكتابات يونانية، والأبنية الحديثة مشادة من الأسمنت المسلح، تتميز هذه القرية بتكاتف أهلها وانتشار المحبة بينهم وذلك لطبيعتها الجغرافية، إذ تتمحور أراضيها ضمن مفهوم الحيازات الزراعية بتقسيم حصص واسهم تتلاصق مع بعضها بعضاً ولهذا ترى أهل القرية يتعاونون لزراعة كامل الأراضي بمساعدة بعضهم لبعض، وهي ظاهرة التكافل الاجتماعي التي أصبحت على مر السنين ثقافة اجتماعية».

حمزة أبو مغضب

وحول نظام المجتمع في قرية "طليلين" أوضح السيد "حمزة أبو مغضب" رئيس الجمعية الفلاحية قائلاً: «تتميز قريتنا بالطابع الاجتماعي الفلاحي فهي وإن تعقدت تضاريسها بين انحدار وارتفاع، لكونها فوق تل بركاني، إلا أن طبيعة أهلها المتكافلة تجعل العمل أكثر سهولة، فقد فرض أفراد مجتمعها نظاماً تكافلياً فيه من الود والاحترام والإيثار الكثير، خاصة في مجال تنفيذ الطرق الزراعية، إذ أرضنا مشتركة في طرقها الزراعية مع بعض القرى، فهناك طريق يطلق عليه اسم "عيون المحاصيل" يربط بين قريتي "طليلين وشعف"، كذلك يوجد طريق يربط بين بساتين قرية "عرمان" وقريتنا وهو طريق معروف باسم "تل الأحمر" لكنه غير معبد».

أما عن استصلاح الأراضي فقد أشار رئيس الجمعية بالقول: «لأن أرضنا تمتاز بزراعة التفاح والعنب والمحاصيل فإن التطوير جاء الى القرية منذ عام 1996 ولكنه لم يكمل، مع ذلك نقوم باستثمار الأراضي، لإنتاج المحاصيل التي تقينا من الظروف المناخية، لأن القرية وطبيعتها الجغرافية تجعلها شتاءً معزولة عن مركز الناحية والمدينة بسبب الثلوج، وبالتالي يتم العمل على تخزين المؤونة الشتوية كل عام وهذا ما يجعلهم يزرعون القمح والشعير والعدس والحمص فقط للاكتفاء الذاتي، رغم ارتفاع تكلفة الدونم الواحد التي تصل إلى 2300 ل س بمردود أقل من التكلفة، لكن المردود العالي لدينا في الأشجار المثمرة وخاصة التفاح والعنب التي يمكن القول إنها تسد الاحتياجات ومتطلبات الحياة اليومية، وبالنسبة للثروة الحيوانية تكثر لدينا تربية الأبقار المدرجة التي جاءت منذ عقدين ونيف ضمن مشروع التدريج للأبقار الشامية والهجينة وإنتاجها يغطي حاجة القرية من الحليب ومشتقاته، خاصة أن هناك بركة ماء في قلب القرية لسقاية المواشي».

المزارع ما نع أبو مغضب

وعن الحالة الاقتصادية أوضح المزارع "مانع أبو مغضب" من أهالي القرية بالقول: «إن طبيعة قريتنا القاسية في مناخها جعل الحاجة الاقتصادية تتسلل إلى بعض البيوت، الأمر الذي دفع بعدد من شبابها للسفر لكسب العيش الكريم وتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي، ولهذا كثر سفر شبابنا إلى دول الخليج العربي، ما جعل الحالة العمرانية تتحسن والنسيج العمراني يزهو ببناء جمالي في تخطيطه وتنفيذه.

إضافة للنمط الاجتماعي في مشاركة أهالي قريتنا بعضهم لبعض في الأفراح والأتراح، كذلك مشاركة القرى المجاورة ضمن منظومة تلك العادات الجميلة التي نفخر بها في جبل العرب عامة وفي قريتنا خاصة، ولهذا ترى الأهازيج والأغاني الشعبية في الأفراح كالهولية والجوفية والفن والحداء، أما في موسم الحصاد الزراعي فترى الجميع يرددون اغاني المواسم، فكأن تلك العلاقات جعلت القرية تضم بين هوائها العليل المحبة والوداد والتكافل».

جانب من القرية