هي واحدة من القرى الوادعة الواقعة غرب مدينة "شهبا"، وقد بناها الجنود الرومان المسرحون من الخدمة العسكرية إبان الحكم الروماني للمنطقة. وأكثر ما يميز القرية حديثاً شبابها الطامح للمعرفة والعلم، فكانت في السنوات الأخيرة مثلاً في التفوق العلمي.

مدونة وطن eSyria التقت الأستاذ "عدنان مكارم" يوم الأحد الواقع في 1/9/2013 وهو المهتم بالتوثيق، حيث تحدث بداية عن موقع القرية، فقال: «تقع على حافة "اللجاة" الجنوبية، إلى الغرب من قرية "مردك"، وتحدها من الجنوب قرية "سليم"، ومن الغرب "ريمة اللحف"، ومن الشمال قرية "صلاخد" إضافة إلى مدينة "شهبا" التي تبتعد عنها إلى الشرق مسافة 3 كم. وهي التي يتبع لها تل "دبة بريكة" الأثري الشهير عبر التاريخ بفضل توسط مدينته الأثرية لطرق المواصلات القديمة في العالم العربي، وخاصة مع المصريين القدماء. ويقع على بعد كيلو متر واحد نحو الجنوب وعرف قديماً باسم "دوبو". ترتفع عن سطح البحر 895 متر، ومناخها معتدل صيفاً إلى بارد في الشتاء».

تعتبر القرية من القرى المكتفية في المحافظة بالخدمات والبنية التحتية، مثل الكهرباء والهاتف الثابت والمياه المخصصة للشرب والري، والطرق التي تغطي كامل القرية، إضافة إلى مدرستين لمرحلة التعليم الأساسي، وفيها نقطة طبية. وهي تتبع إدارياً إلى بلدية "مردك" التي تأسست في العام 1976. وفي القرية عدد كبير من البيوت الأثرية وأماكن العبادة الموثقة من قبل دائرة الآثار، بالإضافة إلى تل الدبة الذي يعتبر من أهم المواقع الأثرية في المنطقة

وعن أصل التسمية وأول من سكنها، تابع بالقول: «من المعاني المتداولة لأصل التسمية هي المباركة، وتصغير للبركة وعرفت منذ القديم باسم (بوريكات سابا يوروم) وهي التي بناها الجنود المسرحون أيام الاحتلال الروماني. وقد سكنها آل "الحمدان" في العام 1711 ثم قدم إليها آل "عامر" في العام 1837 من قرية "مردك"، وفي العام 1858 وفد إليها آل "مكارم"، تلاهم آل "غرز الدين" بعد سنتين ثم آل "قرعوني" و"تاج الدين" و"الحكيم" و"الحلبي" و"الوهبي"، وفي العام 1888 قدمت باقي العائلات. حيث اصطدموا بوجود الاحتلال العثماني، فشاركوا كغيرهم من أبناء الجبل بطرده من المنطقة، وسقط منهم عدد من الشهداء، كما ساهموا بثورات الوطن لطرد المحتل الفرنسي، ومن الشهداء الذين سقطوا إبان الاحتلال العثماني والفرنسي وما بعدهما: "هاني الحلبي"، و"قاسم مكارم"، و"فايز غرز الدين"، و"سلمان قرعوني"، و"فارس الحلبي"، و"مجول قرعوني"، و"سيطان الحكيم"، و"صلاح حمود مكارم"، وهؤلاء كان يرافقهم عدد كبير من الثوار الذين تابعوا النضال الوطني، وكانت هذه المرة بوصلتهم فلسطين، حيث شارك أكثر من أربعين ثائراً في جيش الإنقاذ لتحريرها في العام 1947».

الأخضر يلفها إينما اتجهت.

وعن عدد السكان وأهم الأعمال التي يقومون بها، تحدث الأستاذ "سامر الحلبي" مدير المدرسة الإعدادية السابق بالقول: «يبلغ عدد السكان حسب آخر إحصائية 2651 نسمة، ويعمل أغلب السكان في الزراعة التقليدية من القمح والشعير والبقوليات، وفيها كروم الأشجار المثمرة مثل الزيتون واللوزيات والتوت الشامي، وكذلك الأشجار الحراجية الموجودة في مشروع الحراج الواقع شرق القرية. حيث تبلغ مساحة القرية الزراعية حوالي 44 فداناً، والمساحة الإجمالية 4390 دونماً أراضي صالحة للزراعة، و6 آلاف دونم وعراً. وقد وجد عدد من السكان طريقة لتحسين المعيشة من خلال الهجرة نحو الخليج وفنزويلا، وهم ليسوا بقلة، وهناك عدد من العائلات خرج من القرية باتجاه المدن القريبة، وأغلبهم عادوا في الفترة الماضية، أما الباقون فهم موظفون في قطاعات الدولة المختلفة».

وعن الوضع التدريسي في القرية، أكد الأستاذ "فواز عامر" مدير المدرسة في الحلقة الثانية بالقول: «تعتبر القرية من أهم القرى في المحافظة من حيث نسب التعليم العالية، حيث بلغت نسبة النجاح خلال السنة الماضية 97%، وهو ما ينسحب على السنوات السابقة، من نسب وصلت إلى 100%، وكل ذلك من خلال مدرستين الأولى يبلغ عدد طلابها 160 طالباً وطالبة، والحلقة الثانية يبلغ عدد طلابها 65 طالباً وطالبة، ومن الأشياء التي تذكر بفخر أن المدرسين جميعاً هم كادر كامل من أبناء القرية، وهو ما يشكل أهم عامل استقرار في العملية التعليمية التي تسهل التميز للطلاب، وبالتالي إكمالهم طريق العلم وصولاً إلى تحصيل عال في الجامعات».

مشاريع الزيتون واللوزيات في أرضها الطيبة.

أما فيما يتعلق بالخدمات الموجودة في القرية، فتحدث السيد "فؤاد عامر" عن ذلك بالقول: «تعتبر القرية من القرى المكتفية في المحافظة بالخدمات والبنية التحتية، مثل الكهرباء والهاتف الثابت والمياه المخصصة للشرب والري، والطرق التي تغطي كامل القرية، إضافة إلى مدرستين لمرحلة التعليم الأساسي، وفيها نقطة طبية. وهي تتبع إدارياً إلى بلدية "مردك" التي تأسست في العام 1976. وفي القرية عدد كبير من البيوت الأثرية وأماكن العبادة الموثقة من قبل دائرة الآثار، بالإضافة إلى تل الدبة الذي يعتبر من أهم المواقع الأثرية في المنطقة».

تلال "شهبا" تطل على القرية.