تعتبر واحدة من أكثر القرى شهرة في الجبل، ويكمن تميزها في الكم الكبير للحاصلين على الشهادات العالية من طب وهندسة وعلوم وفيزياء، وتعتبر خزان الجبل الدائم في إنجاب أصحاب العقول النيرة.

مدونة وطن eSyria التقت الشيخ "محمد نوفل" إمام قرية "الهيات" يوم الخميس الواقع في 11/7/2013 الذي تحدث عن بداية سكن القرية وأوابدها الأثرية، فقال: «هي الأخت الصغرى لقرية "الهيت"، وتبعد عنها شمالاً بأقل من اثنين كيلومتر، وكذلك يحدها من الشرق قرية "البثينة" الغارقة في القدم، وتبعد عن ناحية "شقا" شمالاً خمسة كيلومترات. وقد حملت اسمها منذ قديم الزمان، حيث ترجع للألف الرابع قبل الميلاد، وقد تعاقبت عليها عدة حضارات من الغساسنة إلى الأنباط إلى الرومان فالحضارة الإسلامية كما تقول كتب التاريخ وعلماء الآثار الذين قدموا إلى القرية من أجل البحث في تاريخها، وخاصة الكليبة والكنيسة والقصر الملكي».

هي الأخت الصغرى لقرية "الهيت"، وتبعد عنها شمالاً بأقل من اثنين كيلومتر، وكذلك يحدها من الشرق قرية "البثينة" الغارقة في القدم، وتبعد عن ناحية "شقا" شمالاً خمسة كيلومترات. وقد حملت اسمها منذ قديم الزمان، حيث ترجع للألف الرابع قبل الميلاد، وقد تعاقبت عليها عدة حضارات من الغساسنة إلى الأنباط إلى الرومان فالحضارة الإسلامية كما تقول كتب التاريخ وعلماء الآثار الذين قدموا إلى القرية من أجل البحث في تاريخها، وخاصة الكليبة والكنيسة والقصر الملكي

وعن العائلات التي سكنتها، وعددهم وأعمالهم قال: «كان آل "نوفل" وآل "عامر" الذين ينحدرون من أب واحد يسكنون في قرية "أم الزيتون"، قبل أن يقرروا الرحيل منها قاصدين عدداً من القرى، ومنها قرية "الهيات" التي ضمت إلى جانبهم عدداً من العائلات التي توافدت إليها قبل نهاية القرن التاسع عشر مثل آل "الأعور" وآل "العلي" وآل "فخر" وآل "زيتوني" وآل "سلوم"، أما عددهم حسب آخر إحصائية فقد بلغ العدد 2250 نسمة، ولكن عدداً غير قليل منهم سكن في المدن في "شهبا" و"السويداء" من أجل العمل، وكثير من الشباب يتابع تحصيله العلمي في العاصمة، وقرر المكوث فيها، ولكن العمل الأساسي للسكان هو الزراعة، فالفلاحون هنا يزرعون القمح والشعير والبقوليات، وقد تحول عدد منهم إلى زراعة أشجار الزيتون واللوزيات والكرمة، وهي تغطي حاجة الفلاحين فقط مع طفرة قليلة في المواسم الخيّرة ما يدفعهم لبيع قسم منها، أما الباقي من السكان فهم موظفون في الدولة أو في القطاع الخاص، وفي الحقيقة الاغتراب قليل في القرية بسبب توجه الشباب نحو العلم».

مدرستها الشاهدة على تميز أبنائها.

وعما قام به الأهالي إبان الاحتلال العثماني والفرنسي للوطن، قال الأستاذ "سالم حماد" المهتم بالبحث في التاريخ والتراث: «لقد قدمت القرية رجالاً كثراً خدمة للوطن وللدفاع عنه، وخاصة المجاهدين "حمود نوفل" و"محمد نوفل" اللذين اشتركا في معركة "المفعلاني" الشهيرة في تاريخ الصراع مع العثمانيين، والتي تكمن أهميتها في كونها أول معركة ينتفض فيها الأهالي بشكل واضح وصريح ضد المستعمر، وهو ما بات يعرف اليوم بالانتفاضة الشعبية العامية، ونفس الشخصين كانا في عداد المجاهدين ضد الفرنسيين، حيث استشهد "محمد" في معركة "المزرعة" واستشهد "حمود" في "معلولا" وزوجته الشهيدة "فريدة عامر" تلك المناضلة التي نزحت مع أولادها وعائلتها إلى منطقة "الصفا"، وعند عودتها إلى بيت زوجها قام طيران الاستعمار الفرنسي بقصفهم فاستشهدت على الفور، وكذلك استشهد "كاظم عامر" في "معلولا"، و"سعيد نوفل" في "المزرعة" أيضاً».

وتحدث الأستاذ "كمال نوفل" الموجه الأول لمادة الرياضيات في المحافظة عن واقع التعليم في القرية التي ينتمي إليها، فقال: «تعتبر القرية واحدة من القرى النادرة التي تقدس العلم، وتعتبره أساسياً في الحياة العامة، وفي القرية كلمة أمي تعني أن يكون المرء حاملاً لشهادة الدراسة الإعدادية على أقل تقدير، ويكمن السر في الغيرة التي انتابت الأهالي وأبناؤهم في تحصيل العلوم العالية، وهي حالة إيجابية جداً قطفت القرية وأهلها النتائج الباهرة، وبالتالي الوطن كله، ففي بداية الستينيات من القرن الماضي حصل أحد الطلاب على علامات عالية خولته دراسة الطب، ولكنه كان له رأي آخر في دراسة فرع أقل تكلفة، غير أن رجال القرية والعائلة منعوه من ذلك ونصحوه بإكمال تعليمه العالي في كلية الطب مهما كانت العواقب، وهكذا كان حيث فتحت هذه الشهادة الباب واسعاً أمام الشباب المتحمس، ففي القرية الآن أعداد كبيرة من الأطباء بكافة الاختصاصات، وكذلك المهندسون وباقي الاختصاصات في الكيمياء والفيزياء والرياضيات والحقوق الذين أكملوا الدراسات العليا وباتوا رافداً مهماً للعلم والمعرفة، وقد خرجوا جميعاً من مدرسة ابتدائية واحدة، قبل أن ينشأ مدرسة ثانية، والجميع يكمل تعليمه في "الهيت" أو "شقا" أو "شهبا"».

طبيب الأسنان "سلمان عامر" تحدث عن الخدمات الموجودة في القرية، فقال: «ككل القرى في المحافظة تتمتع القرية بكافة الخدمات الضرورية والبنية التحتية من كهرباء وهاتف وشبكة مياه الشرب التي تصل المنازل من البئر الارتوازي الموجود في القرية، وطرق جيدة قامت البلدية بترميم بعضها هذه السنة، حيث تبلغ مساحة القرية ككل 70 فداناً من الأراضي الزراعية والمنظمة، ويعتمد الفلاحون على بئر الهيت الزراعي في سقاية محاصيلهم المروية، ولكن البئر دائم الأعطال ما يؤثر على إنتاجهم، حيث زرعوا الزيتون المثمر واللوزيات التي تتحدى الجفاف. وفي الحقيقة مخطط البئر الزراعي في القرية جاهز ومقرر، ولكنه لم ير النور حتى الآن، وهو إن تم وبات جاهزاً يحيي القرية وأرضها من جديد، ويقدم خدمة كبيرة للفلاحين».