على بعد أكثر من مئة كيلومتر من مدينة "السويداء" وفي الجهة الشرقية المطلة على البادية السورية، تتمركز منطقة أثرية تعود في قدمها إلى العصر الروماني وهي "النمارة"، والتي شكلت منارة تاريخية لعوامل اقتصادية وموارد طبيعية لشعوب سكنتها عام 328 للميلاد.

حول موقع منطقة "النمارة" وطبيعتها وتاريخها بين الباحث الأثري "حسين زين الدين" لموقع "مدونة وطن" eSyria وبتاريخ 8/7/2013 قائلاً: «تقع منطقة "النمارة" شرقي آخر قرية مسكونة بمحافظة السويداء "الرشيدة" بحدود 60 كيلومتراً وهي عبارة عن تلة طبيعية بني فوقها في الفترة الرومانية مركزاً عسكرياً متقدماً لمراقبة تحركات البدو في منطقة الحرة، وتأتي أهمية هذا الموقع من وجود العديد من آبار الماء حوله، وذلك لوقوعه على "وادي الشام"، أحد أهم واديين، هما: "وادي الشام" و"وادي الغرز"، يحملان الماء من المرتفعات الشرقية لجبل العرب إلى منطقة الحرة ويصبان في الرحبة، ونظراً لتوافر الماء فيها فقد كانت تلك المنطقة مقصداً للإنسان القديم من عصور ما قبل التاريخ وعصور "البرونز" ومن ثم لاحقاً للعديد من القبائل العربية التي تعتمد تربية الماشية كمورد رئيسي لها، أو حتى من الحضر في جبل حوران، ولا يفوتنا في هذا المجال التذكير بأن أقدم كتابة عربية مكتشفة حتى الآن من عام 328 للميلاد كتابة "امرئ القيس بن عمرو ملك العرب" التي تم معرفتها عام 1901 من قبل الباحث الفرنسي "ر. ديسو" على بعد كيلومتر واحد فقط شرقي تلة "النمارة"».

تقع منطقة "النمارة" شرقي آخر قرية مسكونة بمحافظة السويداء "الرشيدة" بحدود 60 كيلومتراً وهي عبارة عن تلة طبيعية بني فوقها في الفترة الرومانية مركزاً عسكرياً متقدماً لمراقبة تحركات البدو في منطقة الحرة، وتأتي أهمية هذا الموقع من وجود العديد من آبار الماء حوله، وذلك لوقوعه على "وادي الشام"، أحد أهم واديين، هما: "وادي الشام" و"وادي الغرز"، يحملان الماء من المرتفعات الشرقية لجبل العرب إلى منطقة الحرة ويصبان في الرحبة، ونظراً لتوافر الماء فيها فقد كانت تلك المنطقة مقصداً للإنسان القديم من عصور ما قبل التاريخ وعصور "البرونز" ومن ثم لاحقاً للعديد من القبائل العربية التي تعتمد تربية الماشية كمورد رئيسي لها، أو حتى من الحضر في جبل حوران، ولا يفوتنا في هذا المجال التذكير بأن أقدم كتابة عربية مكتشفة حتى الآن من عام 328 للميلاد كتابة "امرئ القيس بن عمرو ملك العرب" التي تم معرفتها عام 1901 من قبل الباحث الفرنسي "ر. ديسو" على بعد كيلومتر واحد فقط شرقي تلة "النمارة"

وعن كتابات "النمارة" تابع الباحث "حسين زين الدين" قائلاً: «تكثر في منطقة "النمارة" الكتابات الصفائية التي تعتبر الآثار الباقية لعدد من القبائل العربية التي استوطنت مناطق شمالي الجزيرة العربية وشرقي الأردن وجنوبي سورية أساساً وذلك في الفترة الممتدة بين القرن الثاني قبل الميلاد ونهاية القرن الثالث الميلادي على أبعد تقدير، والعربية الوسيطة أي العائدة للفترتين الأيوبية والمملوكية، القرن 12- 15 للميلاد والرسوم الموجودة في المنطقة بدءاً من تلة "النمارة" نفسها باتجاه الشمال الشرقي، وعلى جانبي وادي الشام، وصولاً إلى سد "الزلف"، حيث تم معرفة 694 كتابة ورسماً حجرياً، وجرى توثيق 376 منها قراءة وتصويراً والباقي تمت قراءته في الموقع فقط، وهذه الكتابات مازالت تنتظر النشر حتى الآن، وبدورنا قمنا بمسح المنطقة المذكورة بحثاً عن كتاباتها ولكن هذه المرة باتجاه الغرب والجنوب الغربي من تلة "النمارة" وبمحاذاة الجانب الشمالي لوادي الشام، أخذت منطقة بحدود 3 كيلومترات مربعة، كانت نتائج العمل غنية بكل المقاييس، حيث بلغ عدد الكتابات والرسوم المكتشفة في كلا الموسمين أكثر من ألفي كتابة صفائية وعربية وسيطة ورسماً حجرياً، وهي الآن قيد الإعداد للنشر».

الباحث حسين زين الدين

ومن أهالي قرية "الرشيدة" الأديب والشاعر "محمد شجاع" الذي أوضح أهمية منطقة "النمارة" بقوله: «منذ القديم وأجدادنا يقرّون أن منطقة "النمارة" التي تبعد عن قريتنا "الرشيدة" أكثر من 60 كيلومتراً كانت تضم شعوباً وقبائل، وقد زارها باحثون وأثريون ووجدوا بها الكثير من المعالم التاريخية الدالة على قدمها وتاريخها، وخاصة أنها ملأى بالكتابة الصفائية والرسوم، وبالأعم ما دُوّن من كتابة "امرئ القيس بن عمرو ملك العرب" بمعنى أن الحضارة العربية تمركزت وتموضعت في تلك المناطق وشكلت ممالك لها، لم تترك وراءها الشعر والأدب فحسب بل الكتابة الصفائية والنقوش والرسوم الحجرية والعديد من الكتابات العربية العائدة للفترة الأيوبية والمملوكية بين القرنين 12-15 للميلاد وفيها ذكر لبعض قرى حوران مثل قرى: "الرشيدة واسعنا وشعف وبوسان"، فإحدى هذه الكتابات تذكر أن جبل حوران سكنه بنو "هلال" وبنو "أسد"، وتشير المعارف والمراجع التاريخية إلى ما دوّنه إمام قرية "شعف" في الجبل، وكتابة أخرى لكاتب من قرية "اسعنا" عبارة عن مقطوعة دعاء ديني أدبي، وبينها كذلك بعض الكتابات بالخط الكوفي الجميل، عدا كتابة يونانية قديمة أخبرتنا بها دائرة الآثار في السويداء، ونحن من الجيل الذي سعى لمعرفة تاريخ وتدوين تلك المآثر لما لها من الأهمية في ثقافتنا العربية وتاريخنا المعاصر».

النمارة والمناطق المحيطة
الشاعر محمد شجاع