تعتبر خزان المياه الدائم للمنطقة الشرقية لمحافظة "السويداء" عندما يعز ماء الشرب للسكان القاطنين في القرى المجاورة. وتنتشر ينابيعها الجوفية جنوب القرية وشرقها. وقد بنى السكان بيوتهم وسط ثلاثة تلال متصلة بوادٍ كبير بينها، طوّعه الأهالي للسكن والحياة.

مدونة وطن eSyria التقت الأستاذ "بشير حرب" يوم الجمعة الواقع في 31/5/2013 الذي تحدث بداية عن أصل التسمية والعائلات التي سكنتها فقال: «يعود أساس التسمية حسب الأهالي الكبار في السن إلى رواية منقولة من جيل إلى آخر عن عائلة سكنت قديماً من قبل عائلة تكنى (عريجي) وانطلقت منها التسمية لتصبح عراجة.

اعتبرت قرية "عراجة" خلال العقود الماضية مقصداً للمياه العذبة لأهاليها ولبعض القرى المجاورة، ولسكان البادية ومواشيهم، وذلك لوجود عدد من الينابيع السطحية التي لا تتجاوز أعماقها 15 متراً عن سطح الأرض، والبعض منها انفجر وحده، وقد قام الأهالي ببناء الآبار وترميم البعض الآخر الموجودة أساساً، وهناك آبار معظمها موجودة منذ القديم وتعود لعصور يعتقد أنها رومانية على الرغم من عدم وجود معالم رومانية في القرية

أما بالنسبة للعائلات القاطنة فيها فهم آل "حرب"، وآل "ناصيف"، وآل "صعب"، وآل "خطار"، وآل "منذر"، وآل "الحسين"، وآل "شهاب الدين"، وآل "ريدان"، وآل "خير الدين"، وكلهم عائلة واحدة متآخية متحابة تربطهم علاقات القربى والنسب مع بعضهم بعضاً ومع القرى المجاورة».

الآبار التي تغذيها الينابيع

وحول شهداء القرية أثناء الثورة السورية الكبرى أضاف: «اشترك أهل القرية بالثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي، حيث قدمت قرية "عراجة" في هذه الثورة عشرين شهيداً، وهم "إسماعيل حسين حرب" و"حسن سليمان حرب" و"حسين فندي حرب"، و"خزاعي صالح ناصيف"، و"سلمان حمد يوسف حرب"، و"شحاذة محمود حرب"، و"علي حسين صعب"، و"علي داوود مفادي حرب"، و"فضل الله عبد الله خطار"، و"محمد صالح قبلان حرب"، و"هزاع حمد حرب"، و"أسعد سليم منذر"، و"جندل هايل ناصيف"، و"حسين محمود منذر"، و"فرحان علي شهاب الدين"، و"أسعد قاسم منذر"، و"حمد حسين حرب"، و"أسعد ناصيف"، "قاسم أسعد ناصيف"، و"شبلي قاسم حرب". وكان للعديد من أبنائها شرف المشاركة في حرب تشرين ضد العدو الصهيوني، واستشهد في حرب الاستنزاف أول ضابط متطوع من القرية في صفوف الجيش وهو الملازم أول "محمد حسين حرب" في 20 حزيران 1974».

وعن عدد السكان وعملهم، قال السيد "منير فواز ناصيف" رئيس الجمعية الفلاحية في القرية: «يبلغ عدد سكان القرية القاطنين في القرية ما يقارب 850 نسمة حيث يمارسون أعمالاً مختلفة فمنهم من يعمل موظفاً في الحكومة، ومنهم من يمارس الأعمال الزراعية، ومنهم من يعتمد على تربية الماشية كالأغنام والأبقار وغيرها، والقسم الأكبر يعتمد على الاغتراب كمصدر رزق له ولعياله، ويعتمد سكان القرية على الزراعة البعلية، حيث يزرعون المحاصيل الحقلية مثل القمح، والشعير، والعدس، والحمّص، أما مساحة المخطط التنظيمي فتبلغ 85 هكتاراً. وفي الآونة الأخيرة انتشرت زراعة الأشجار المثمرة كالزيتون حيث يوجد في القرية ما يقارب 2000 شجرة زيتون معظمها بعلي والقليل منها يوجد بجوار القرية وبين البيوت السكنية، فيعمل الناس على ريّه من المياه المتوافرة. وأيضاً تنتشر زراعة أشجار اللوز والكرمة والتين، ومعظم إنتاج هذه الأشجار هو للاستهلاك المحلي فقط مع زيادة قليلة لدى البعض يعمل على تسويقه، ولا يعتبر الإنتاج الزراعي هو الوحيد لأي أسرة فمعظم شبان القرية غير العاملين لدى الدولة يتوجهون للاغتراب في دول الخليج ولبنان وليبيا في سبيل تحسين الوضع الاقتصادي لهم ولأسرهم».

منظر للزيتون المتشابك في القرية.

وفيما يتعلق بالينابيع والآبار المنتشرة في القرية أكد الأستاذ "موفق حرب" ذلك بالقول: «اعتبرت قرية "عراجة" خلال العقود الماضية مقصداً للمياه العذبة لأهاليها ولبعض القرى المجاورة، ولسكان البادية ومواشيهم، وذلك لوجود عدد من الينابيع السطحية التي لا تتجاوز أعماقها 15 متراً عن سطح الأرض، والبعض منها انفجر وحده، وقد قام الأهالي ببناء الآبار وترميم البعض الآخر الموجودة أساساً، وهناك آبار معظمها موجودة منذ القديم وتعود لعصور يعتقد أنها رومانية على الرغم من عدم وجود معالم رومانية في القرية».

وعن الخدمات الموجودة في القرية أكد الأستاذ "توفيق حرب" المرشد الزراعي بالقول: «كان في القرية قديماً مدرسة ابتدائية وحيدة بلا مقر، ولها أكثر من مركز وموزعة في عدة أماكن منها ما هو خاص ومستأجر، وفي العام 1983 م بنيت مدرسة ابتدائية حديثة تتسع لكل الصفوف من الأول حتى السادس، وبقي الأمر كذلك إلى عام 2002 - 2003 حيث تم إحداث مدرسة حلقة ثانية سابع وثامن وتاسع، وفي عام 2005 بُدئ ببناء مدرسة جديدة للحلقة الثانية ووضعت في الخدمة في العام 2006.

تلة في القرية، مع أرض تحتاج للمياه.

كما يوجد في القرية نقطة طبية وبجهود أبناء القرية وبالتعاون مع اتحاد الفلاحين في المحافظة تم بناء مقر اجتماعي للأفراح والأتراح، ويوجد في القرية شبكة طرق معبدة جيدة تؤمن الخدمة لكل أهالي القرية، وكان آخر الطرق المعبدة في عام 2011 عن طريق مشروع التنمية الريفية ونفذ فيها ما يزيد على 1كم من الطرق المعبدة ضمن مشروع التنمية في مختلف أنحاء القرية، وككل القرى يوجد فيها الكهرباء والهاتف والمياه التي تزود بيوت الأهالي عن طريق البئر الارتوازي، وهناك بئر زراعي من آبار المكرمة بين قريتي "عراجة" و"دوما" في طور التشغيل، وهو ما يساهم في تمكين الفلاحين في أرضهم».