أرضها صعبة المراس لكونها صخرية، ولذا أطلق عليها اسم "صلاخد"، هي واحدة من قرى محافظة "السويداء" تقع على طرف اللجاة الشرقي إلى الغرب من مدينة "شهبا" وتبعد عنها مسافة 5 كم.

مدونة وطن eSyria زارت قرية "صلاخد" بتاريخ 12/6/2013م، للتعرف على أهم ما تتميز به تلك القرية والتقى عدداً من سكانها.

اختار الناس بقعة شبه خالية من الركام البركاني للسكن فيها، ولكنهم لم يبنوا البيوت في وسط السهل، بل على طرفه، ليقوموا بفلاحة السهل وزرعه، وهكذا قامت صلاخد، ونرجح أن منازلها قد بنيت بعد أن أصبحت اللجاة آمنة في القرن الثاني

السيد "كرم مونس" مختار القرية تحدث عنها قائلاً: «قرية "صلاخد" واحدة من قرى المحافظة المتواضعة، تتميز القرية بحالة التكاتف والتماسك بين جميع أبنائها، فهم أناس طيبون لم يأخذوا من طبيعة القرية القاسية الصخرية شيئاً، وطبيعة أرضها هي سبب تسميتها "صلاخد".

مدخل قرية صلاخد

سكنت القرية نهاية القرن الثامن عشر تقريباً، يبلغ عدد سكانها 1891 نسمة، من عائلات مختلفة منهم آل أبو حسون وآل مكارم وآل عزام وآل جنود وآل حمزة وآل قريشي وآل حمشو وغيرهم».

أما عن الأراضي الزراعية وأهم الزراعات في القرية، فأضاف السيد "كرم" بقوله: «القرية محاطة بأراضي أملاك الدولة من كافة الجهات، وتقدر مساحتها بحوالي 6000 دونم، أما المخطط التنظيمي للقرية فتبلغ مساحته 90 هكتاراً، الأراضي الزراعية في قرية "صلاخد" قليلة ويعود سبب ذلك لأنها تقع وسط منطقة "اللجاة" الوعرة، لكن تربتها تتميز بإنتاجها الجيد، وتشتهر القرية بزراعة الحبوب من قمح وشعير والبقول بأنواعها، وتنتشر فيها زراعة الزيتون وبعض الأشجار المثمرة.

من البيوت القديمة في القرية

هناك العديد من الآبار الجوفية في القرية، حيث قامت الدولة بحفر آبار في جوانب القرية بالإضافة إلى الآبار الخاصة، ويوجد فيها شبكة من الطرق الزراعية والتي يحتاج بعضها إلى تعبيد وتزفيت».

قرية "صلاخد" تتبع ادارياً إلى مدينة "شهبا"، وتتبع تنظيمياً إلى بلدية "مردك"، ولمعرفة الخدمات التي تقدمها بلدية "مردك" للقرية، التقينا الأستاذ "برهان نوفل" رئيس بلدية "مردك" الذي حدثنا بقوله: «تقوم البلدية بكافة الأعمال الخدمية في القرية من خطوط الإنارة وشق وتعبيد الطرق والحفاظ على النظافة العامة، وتنفيذ المخطط التنظيمي الذي أنجز منه أكثر من 80% وهو الآن في طور التوسع القادم.

الدكتور "علي أبو عساف"

يوجد في القرية مدارس حلقة أولى وحلقة ثانية، ونقطة طبية وجمعية فلاحية تهتم بشؤون الفلاحين».

أما عن أهم الصعوبات التي تواجه سكان القرية، فأضاف الأستاذ "نوفل" قائلاً: «بعد أن أصبحت مستودعات الوقود في بلدة "عريقة"، أصبح خط سير الشاحنات والصهاريج الكبيرة في وسط القرية، وهذا يتطلب أن يكون الطريق عريضاً، لذا قامت البلدية مع النقابات الشعبية بمخاطبة السيد المحافظ الذي أوعز إلى كافة الجهات المسؤولة، وتم وضع دراسة كاملة لهذا المشروع حيث سيدرج ضمن خطة عمل في الخطط السنوية القادمة».

يوجد في القرية بعض الأبنية القديمة، وبعض الأديرة الرومانية القديمة مثل "كوم الرديان" و"كوم العزبان" وهذه الأسماء أطلقها السكان على تلك الأماكن، إلا أنه لم تقم مديرية الآثار والمتاحف في محافظة "السويداء"، بأي أعمال تنقيب وسبر لآثار القرية، ولكن في كتاب الدكتور "علي أبو عساف" مدير الآثار في سورية سابقاً، تم ذكر قرية "صلاخد" في الجزء الأول من كتاب (الآثار في جبل حوران)، حيث تحدث الدكتور "علي" بقوله: «اختار الناس بقعة شبه خالية من الركام البركاني للسكن فيها، ولكنهم لم يبنوا البيوت في وسط السهل، بل على طرفه، ليقوموا بفلاحة السهل وزرعه، وهكذا قامت صلاخد، ونرجح أن منازلها قد بنيت بعد أن أصبحت اللجاة آمنة في القرن الثاني».