ما إن تدخل اليه حتى تشدك أدواته الكثيرة المنثورة في عدد من غرفه الكبيرة بشكل متقن، فلا يمكن أن تجدها إلا في تلك الزوايا العابقة بالماضي القريب، والأسرار المخبأة في دهاليزه المصنوعة بيد فنان عبثي غير عابئ بالديكور أو الترتيب، لتخرج منه لوحة متكاملة العناصر.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 19/4/2013 الشيخ "نايف الصحناوي" من قرية "الجنينة"، والذي تحدث عن مدخل البيت الجبلي، والنظرة الأولى التي تصادف المرء عند الدخول إليه بالقول: «عندما تدخل إلى البيت الجبلي تدخل دون استئذان لعدم وجود بوابة للبيت، وموضوع البوابة أمر متعلق بصفتين أساسيتين يفتخر بهما ساكنو البيوت الجبلية أولها يتعلق بالكرم الذي يشمل الكثير من الصفات الحميدة، والثاني متعلق بالأمان الذي ينتاب سكان الجبال بشكل كلي، وبعد دخول البوابة يظهر صحن الدار المسور بسور عال من الحجارة المشذبة والمتقنة العمارة أحياناً.

بيت السكن هو غرفة كبيرة مسقوفة بالربد في أغلب الأحيان، وتكون الجدران مدلّكة بشكل متقن وكأنها مفروشة بالمعجون، وهناك الرف الذي يبنى على ارتفاع متر ونصف في صدر البيت على شكل زوائد من الطين بعرض يصل لحوالي 20 سم مزين بزخارف طينية متناسقة، ويستخدم لوضع الصحون القديمة التي ترثها الفتيات من منزل والدها. أما (المشكّة) وهي كالرف مزينة بزخارف طينية وفيها فتحات لشك الملاعق والسكاكين، وهناك (المسرجة) وهي عبارة قطعة من الخشب على شكل نصف دائرة مدعومة من الأسفل بقطعة خشب أخرى وتستخدم لوضع مصباح زيت الكاز أو السراج، وفي حال كانت اكبر قليلاً يوضع عليها (اللوكس)، و(المطوى) الذي لا يمكن الاستغناء عنه في بيوت السكن حيث يرتفع في زاوية من زوايا البيت على شكل دكة بعرض 60 سم وذلك لطي اللحف والفرش، ويزين من الأعلى بأقواس من الطين

وعندما يطل عليك البيت تجد في الواجهة المضافة الكبيرة المرتفعة على أعمدة حجرية، قد تكون في أحيان كثيرة أعلى من باقي غرف المنزل الحجرية المتناثرة يميناً ويساراً، وقبل أن تدخل المضافة أو الغرف تشاهد (الحوش والصيرة والباكية) المسورين بالحجارة، وهم أبنية تقوم على عدة قناطر متناظرة تأوي إليها الحيوانات في الشتاء، والتبان الذي يتواجد في داخله التبن والعلف المخصص للماشية، ويكون عادة بجانب الباكية، ومفتوح عليها لتسهيل عملية ادخال واخراج العلف والتبن، إذا لم يكن له فتحة في السقف، وفي العادة يكون قن الدجاج بجوار الباكية والتبان لتربية الدجاج والحبش.

نموذج لغرفة الجلوس

أما غرفة الخرج التي تأوي العديد من الكواير والمكاور التي تضم بين جدرانها الطينية الواسعة مؤونة البيت من قمح وحمص وعدس وبرغل وملح وطحين، وقد تأوي هذه الغرفة تنوراً لصناعة الخبز الذي يكون ناره في العادة من (القصل) المستخرج من دراس القمح بعد فصله عن التبن».

أما فيما يتعلق بالبيوت السكنية، فأكد الشيخ "حسن الصالح" قائلاً: «بيت السكن هو غرفة كبيرة مسقوفة بالربد في أغلب الأحيان، وتكون الجدران مدلّكة بشكل متقن وكأنها مفروشة بالمعجون، وهناك الرف الذي يبنى على ارتفاع متر ونصف في صدر البيت على شكل زوائد من الطين بعرض يصل لحوالي 20 سم مزين بزخارف طينية متناسقة، ويستخدم لوضع الصحون القديمة التي ترثها الفتيات من منزل والدها.

البياطس الخاصة بحفظ السمن، والدبس، والزيت

أما (المشكّة) وهي كالرف مزينة بزخارف طينية وفيها فتحات لشك الملاعق والسكاكين، وهناك (المسرجة) وهي عبارة قطعة من الخشب على شكل نصف دائرة مدعومة من الأسفل بقطعة خشب أخرى وتستخدم لوضع مصباح زيت الكاز أو السراج، وفي حال كانت اكبر قليلاً يوضع عليها (اللوكس)، و(المطوى) الذي لا يمكن الاستغناء عنه في بيوت السكن حيث يرتفع في زاوية من زوايا البيت على شكل دكة بعرض 60 سم وذلك لطي اللحف والفرش، ويزين من الأعلى بأقواس من الطين».

وفيما يتعلق بأدوات المنزل الجبلي، فهي واسعة ومتعددة، حيث تحدث عنها الشيخ "أجود الحمدان" بشكل مفصل، قائلاً: «هذه الأدوات موجودة في كل بيت، وخاصة البيوت الميسورة الحال، والتي يقوم صاحبها بشكل دائم بالولائم الكبيرة، حيث لا يمكن للفقراء القيام بها في ذلك الوقت فيعتمدون على الميسورين للاستعارة، وخاصة الأواني المتعلقة بالكرم.

نحاسيات وأطباق.

ومن هذه الأدوات الموجودة في البيت الجبلي تبرز الأدوات الفخارية مثل البيطس أو أكثر من واحد لوضع الدبس والسمن والزيت، وهناك عدد من (النعاير) المصنوعة من الفخار، لوضع الدهن أو (القاورمة) كما يسميها العامة في بعض مناطق القطر، و(الزلعات) وهي أيضاً أوان فخارية لوضع اللبن والمعقود المصنوع من الفاكهة، وعدد من الصحون والأواني المختلفة التي يحتاجها كل بيت.

أما أدوات القش فهي تصنع من قبل النساء أيام البيدر من سيقان القمح، حيث تقوم النساء بوضع عيدان القمح في (لكن) موجود بداخله مياه ساخنة وصبغة لتظهر بألوان زاهية، ومن أهمها الأطباق الخاصة بالطعام، و(منسفة) لتنظيف البرغل والحمص من القشور، و(المغمقان) لنقل الحبوب والخضار والفاكهة. أما المكاور فهي مخصصة لوضع الملح والبرغل والطحين».

يضيف: «ومن الأشياء التي يحرص على جلبها الناس في الجبل الأدوات النحاسية المخصصة كما قلنا لطبخ الذبائح من أجل إقامة الكرمة، وهي تتألف من دست لطبخ الولائم (قدر كبيرة) و(اللكن) أو أكثر، وعدد من الطناجر ومقلى وقلاية وعدد من الصحون، و(منسف) أو أكثر، حيث يحرص صاحب البيت على اقتناء أكثر من (منسف) وفي العادة يقوم صاحب الوليمة الكبيرة بالاستعانة بالأهل والجيران لجلب المزيد من الأدوات الخاصة بالوليمة، مثل (الكبشات) و(سطل) من أجل نقل السمن و(الملحية) أثناء الوليمة، وعدد من الطاسات من اجل ماء الشرب وعدد من الملاعق، ومن الأدوات الحجرية بلاطة لدق اللحمة والكبة والملح والبهارات، وجاروش لجرش القمح والحمص والبرغل ومدحلة على كل سطح أيام الشتاء. ومن أدوات القش ما هو للزينة على شكل تعاليق في المضافة أو البيت، وهناك الخابية التي تتواجد في المضافة من أجل الضيوف، ويحرص صاحبها على وضعها في زاوية لا تطولها الشمس، وهي من الأدوات الفخارية المصنوعة محلياً لماء الشرب».

من الجدير بالذكر أن البيوت الجبلية متنوعة من حيث البناء، وخاصة من الداخل، ولكن بشكل عام تأخذ طابعاً موحداً من الخارج.