يشتهر مقام "عين الزمان" في السويداء بالحجارة البازلتية التي بني منها، وبقاعاته والقناطر التي في داخلها بحيث أصبح معلماً ثقافياً واجتماعياً وعلمياً.

حول علاقة الحجارة البازلتية بالفن المعماري لمقام "عين الزمان" تحدث الفنان التشكيلي "حكمت نعيم" لمدونة وطن eSyria بتاريخ 9/4/2013 فقال: «عرف مقام "عين الزمان" بالسويداء منذ عهود قديمة، ويعود بتاريخه إلى الفترة البيزنطية، ويحمل دلالات الدير القديم، وبالبحث وجد أنه دير يدعى "دير سنان" كان مخصصاً للعبادة وهو خارج المدينة القديمة، أما الآن فقد أصبح داخلها بعد أن امتدت أطرافها، ومن دلالته وجود مغارة وبئر ماء، ويتألف المقام من الداخل من صحن تحيط بجوانبه مجموعة من الغرف على طابقين يوجد في الطابق العلوي رواق يمتد على الجهات الأربع ويمتاز بوجود قناطر محمولة على أعمدة صغيرة لها تيجان مزخرفة منحوتة من حجر البازلت، والطابق العلوي محمول على قناطر كبيرة موجودة في الطابق السفلي محمولة على أعمدة رومانية قديمة، تعود تلك الحجارة البازلتية في تاريخها إلى العصر البيزنطي، وجدرانه تسمى "كلّين" وهي كبيرة وعريضة، والمكان مشاد بالحجارة البازلتية التي يكثر تواجدها في المنطقة».

عرف مقام "عين الزمان" منذ القديم بأنه المكان الذي يجتمع به الناس لحل الخلافات والمنازعات، وكذلك لصد غزوات المستعمر، إذ اجتمع به المغفور له "سلطان باشا الأطرش" مرات عدة اثناء اجتماعات الثورة السورية الكبرى للتشاور مع القادة والثوار، وسجي به الامير "سليم الأطرش" الذي كان سجين الأتراك في العهد العثماني، واليوم وبعد أن رمم واصبح معلماً ثقافياً وفكرياً واجتماعياً، يتم فيه توزيع الحسنات والحصص الغذائية للأسر المستورة المحتاجة، لذلك تراه مجمعاً للفقراء وطلاب الحاجة، وللسياح لرؤية الفن المعماري والزخرفة الفنية، وكذلك يتم فيه استقبال الوفود الرسمية والدينية والاجتماعية والثقافية كرمز تاريخي للمكان، ودلالة على التلاحم الوجداني بين أطياف المجتمع الواحد في السويداء

وحول مكانة المقام العلمية أوضح الشيخ المعمر "جاد الله نعيم" قائلاً: «بعد قصف المقام من قبل الانتداب الفرنسي كان لرجال الدين الدور في نشر التعليم ضد سياسية "التتريك والفرنسة" القاضية بسيادة الجهل، وبإلغاء عملية التعليم وخاصة باللغة العربية، حينها قام سماحة الشيخ "حسن جربوع" بترميم المقام وذلك بتاريخ 1338 للهجرة الموافق1920م، وفي الحقبة التاريخية التي كان نظام التعليم فيها يعتمد على مبدأ "الخطيب"- حيث انتشرت الأمية- كان المكان منارة للهداية والتعليم واعتبر من أهم مراكز التعليم فقد اكتسب الكثيرون العلم والمعرفة منه، وبعد أن رمم للمرة الأولى وأعيد بناؤه على يد الشيخ الجليل "أبو يوسف حسن جربوع" الملقب بـ"العالم العامل" والشيخ "داوود أبو الفضل" وآخرين، وببداية القرن الماضي أيضاً قام الشيخ "العالم العامل" بتأسيس مدرسة فيه، ومن الأساتذة العلماء في الفقه واللغة الشيخ "علي أبو حمدان"، وتخرج في تلك المدرسة أعلام الفقه أمثال المشايخ "محمد الحناوي، ونصر الدين رزق، وأمين جعفر، ويحيى جربوع، وفارس علم الدين".

من أعمال الفنان حكمت نعيم

قصف المقام مرة ثانية في ظل الانتداب الفرنسي وتهدم قسم منه، ومع بداية الثمانينيات عمد المرحوم سماحة الشيخ "حسين جربوع" إلى ترميم المبنى بشكل كامل، حيث جرى عليه بعض التعديلات الهندسية التي زادت من جمالية المكان فنياً ومعمارياً إضافة إلى الحدائق البيئية».

سماحة الشيخ "يوسف جربوع" شيخ العقل أضاف: «عرف مقام "عين الزمان" منذ القديم بأنه المكان الذي يجتمع به الناس لحل الخلافات والمنازعات، وكذلك لصد غزوات المستعمر، إذ اجتمع به المغفور له "سلطان باشا الأطرش" مرات عدة اثناء اجتماعات الثورة السورية الكبرى للتشاور مع القادة والثوار، وسجي به الامير "سليم الأطرش" الذي كان سجين الأتراك في العهد العثماني، واليوم وبعد أن رمم واصبح معلماً ثقافياً وفكرياً واجتماعياً، يتم فيه توزيع الحسنات والحصص الغذائية للأسر المستورة المحتاجة، لذلك تراه مجمعاً للفقراء وطلاب الحاجة، وللسياح لرؤية الفن المعماري والزخرفة الفنية، وكذلك يتم فيه استقبال الوفود الرسمية والدينية والاجتماعية والثقافية كرمز تاريخي للمكان، ودلالة على التلاحم الوجداني بين أطياف المجتمع الواحد في السويداء».

الشيخ يوسف جربوع
موقع المقام من خارطة غوغل