تحيطها التلال من أغلب الاتجاهات، ما اعطاها جواً خلاباً في فصل الصيف، الذي يعج بأغلب الفاكهة الصيفية، والخضار الطازجة النظيفة المسقية من آبارها الجوفية، هذا ما اكسبها اسمها التي حملته منذ عام 361 ميلادي، وجعلها ملجأً آمناً لأهلها الطيبين.

مدونة وطن eSyria التقت السيد "رياض أبو عقل" أستاذ في مادة اللغة العربية، بتاريخ 31/3/2013، والذي تحدث عن بداية السكن الحديث في القرية، بالقول: «من المعروف أن القرية تتبع لناحية "شقا" التي تحدها من الغرب، وتبعد عنها أربعة كيلو مترات، وكانت مسكونة من قبل آل "أبو يحيى" قبل أن يسكنها آل "الصحناوي"، وبعدها جاء أقاربهم من آل "صالحة" ومن ثم جاء عدد من العائلات بعد ذلك للاستقرار النهائي في القرية التي تعتبر أرضها خصبة، وفي الحقيقة أن الجميع في القرية أسرة واحدة منذ أن سكنت، وتجمعها مع قريتي "بارك" و"رضيمة الشرقية" وحدة حال دائمة، وكأن القرى الثلاث قرية واحدة».

وهناك نسبة جيدة من المتعلمين بشهادات عالية من أطباء ومهندسين ومحامين ومدرسين وموظفين في قطاعات الدولة، ويرجع ذلك لاهتمام الأهالي بالتعليم، حيث يوجد في القرية ثلاث مدارس حلقة أولى وثانية وثانوية عامة تستقبل الطلاب من كافة القرى المحيطة

السيد "حمد الصحناوي" رئيس الجمعية الفلاحية في القرية، تحدث عما يمارسه السكان من أعمال، قائلاً: «يتجاوز عدد سكان قرية "الجنينة" ستة آلاف نسمة، ويعمل القسم الأكبر منهم في الزراعة وتربية المواشي، حيث يزرع الناس المحاصيل المعتادة مثل القمح الذي يحتل النسبة الأكبر، والشعير والحمص والعدس والجلبانة على مساحة تبلغ 27 ألف دونم من الأراضي الزراعية التي تمتد إلى الجنوب حتى حدود قرية "تيما" وبمسافة تعادل ستة كيلو مترات، وإلى الشمال والشمال الشرقي على مسافة تزيد على عشرة كيلو مترات.

التلال الظاهرة تحيطها من أغلب الجهات

أما أراضي القرية التي كانت فيما مضى من الزمن القديم غابة حقيقية كما تؤكد المصادر التاريخية وخاصة أيام حكم الرومان للمنطقة، فتنتشر فيها زراعة الأشجار المثمرة بكثرة، ومنها الزيتون الذي ساهم في زراعته مشروع الحزام الأخضر، وقام الأهالي بتطويره بأنواع جديدة أكثر مقاومة للجفاف وأكثر إنتاجية، وإلى جانب الزيتون انتشرت زراعة اللوز والمشمش والكرز.

والذي يساهم الآن بزيادة الزراعات المثمرة والخضراوات وجود البئر الزراعي الذي تم الانتهاء منه ووزعت الطوالع على أراضي الفلاحين المشتركين فيه، ويبلغ عدد الأبقار التي تتم تربيتها في القرية 172 رأساً، والأغنام 2806، والماعز 780، وهناك مربٍّ لديه ثلاثة جمال.

الزيتون والبيوت القديمة، وتظهر "بارك" من بعيد.

أما العمل الآخر للسكان فهو السفر خارج القطر إلى لبنان، والخليج، وليبيا، وإلى فنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وقد رفدت هذه الأعمال القرية بأموال كثيرة استثمرت في الأراضي الزراعية والعقارات داخل وخارج القرية».

يتابع: «وهناك نسبة جيدة من المتعلمين بشهادات عالية من أطباء ومهندسين ومحامين ومدرسين وموظفين في قطاعات الدولة، ويرجع ذلك لاهتمام الأهالي بالتعليم، حيث يوجد في القرية ثلاث مدارس حلقة أولى وثانية وثانوية عامة تستقبل الطلاب من كافة القرى المحيطة».

قرية "الجنينة" من غوغل إرث

الأستاذ "بهيج الصحناوي" رئيس البلدية تحدث عن الخدمات التي تقدمها البلدية، والمرافق العامة المتوافرة فيها، بالقول: «تقع القرية على طريق تتقاطع معه عدد من القرى مثل "بارك" و"رضيمة الشرقية" و"عراجة" و"دوما"، وهي تبعد عن مدينة "شهبا" نحو الشرق بحوالي 12 كيلو متراً، وهي تعتبر نموذجاً للقرى المتطورة في المحافظة من حيث الخدمات العامة والخاصة.

فبالنسبة للخدمات العامة يوجد في القرية ثلاث مدارس تستقبل أعداداً كبيرة من طلاب القرية والقرى المجاورة، وفيها بئر ماء كان الأول من نوعه في المحافظة بعد أن كانت الدراسات الجيولوجية تؤكد عدم وجود المياه الجوفية فيها، وفي العام 1999 كانت المياه تتدفق في البئر الذي حفر على مسافة 600 متر، واستغنت القرية عن المياه القادمة من السدود السطحية واكتفت عملياً، وتسقي القرى المجاورة في حال الحاجة، وبدأ البئر الزراعي سقاية الأرض الزراعية للمشتركين فيه، وهو ما يجعل القرية جنة حقيقية في المستقبل القريب.

أما الخدمات الأخرى فهي متعددة مثل الشبكة الكهربائية الواصلة للمنازل والتي تخدم جميع الطرق وتقوم البلدية بصيانتها بشكل دوري وشبكة الهاتف الأرضي التي تصل إلى كل البيوت وخاصة بعد تزويد القرية بالخطوط الجديدة، وفي القرية مستوصف طبي حديث البناء يقدم خدماته الطبية للمواطنين من خلال الإسعافات الأولية واللقاحات، ونحن بحاجة لسيارة إسعاف تخدم القرى كافة وتساعد المواطنين المرضى على الوصول الآمن للمشفى الوطني.

ويوجد في القرية عدد كبير من المحلات التجارية المتميزة على مستوى المحافظة، ومحلات مختصة بالبناء لتواكب حركة بناء العقارات الكبيرة التي قام بها المغتربون، وفي القرية فرن خاص يزود القرية بالخبز الطازج، ومحطة خاصة للمحروقات، وهناك واحدة أخرى قيد الترخيص.

كما يوجد مقام النبي "يحيى" الذي يقع في وسط القرية، وهو بناء قديم جداً كان بحسب دائرة الآثار كنيسة قديمة، ويؤمه الناس بشكل مستمر من كافة المناطق».

أما فيما يتعلق بأعمال البلدية، فيتابع: «تقوم البلدية بتخديم خمسة قرى، وقامت هذه السنة بمنح 45 رخصة بناء، وتعبيد طريق "الجنينة"- "بارك"- "رضيمة الشرقية" بقيمة 2 مليون ليرة سورية، بالإضافة للاشراف على حدائق المدارس في كل القرى التابعة لها، وزرعها بالأشجار المثمرة، ومتابعة أعمال الصيانة لشبكة الطرق الكهربائية وترميم الطرق، وشق الطرق الزراعية وردمها ببقايا المقالع».