نشأت على تلة صغيرة ملأى بالمغر المشكلة بفعل البركان الذي كوّن منطقة "شهبا" كلها قبل حوالي مئة سنة من ميلاد السيد المسيح، فالتجأ إليها الإنسان قديماً للاختباء، وتربية الماشية فيما بعد.

وبعد أن سكنت فعلياً مع نهاية القرن الثامن عشر، ظهرت البيوت السكنية على التلة لتشكل لوحة منمنمة مغطاة بأشجار اللوز والزيتون ولتحوي في إطارها عدداً كبيراً من العائلات المتلاحمة.

يبلغ عدد سكان القرية حسب آخر إحصاء 1164 نسمة، ومساحة المخطط التنظيمي 66 هكتاراً، ومساحة الأراضي الزراعية تبلغ عشرين ألف دونم، مستثمر منها 5810 دونمات فقط، وتعتمد القرية على بئر "الجنينة" لتأمين مياه الشرب عن طريق الشبكة الواصلة لكل بيت، وفيها مستوصف طبي لتخديم الأهالي وتقديم اللقاحات للأطفال، وقد قامت البلدية بمد قميص إسفلتي أمام المستوصف هذه السنة، وبالنسبة للمدرسة الابتدائية فقد قامت البلدية بالإشراف على حراثة الحديقة الصغيرة وتقديم التربة المناسبة لها تحضيراً لزرعها بالأشجار المثمرة هذه السنة. وتمتد خطوط الهاتف من مركز قرية "رضيمة الشرقية" لتصل كل بيت في القرية، مع العلم أن البلدية بصدد تنفيذ مشروع بقيمة مليونين ومئتي ألف ليرة لتنفيذ مد قمصان إسفلتية بين القرى الثلاث "الجنينة" و"بارك" و"رضيمة الشرقية"

مدونة وطن eSyria زارت قرية "بارك" والتقت الأستاذ "مطيع أبو رسلان" الموظف في وزارة النقل، بتاريخ 3/3/2013 الذي تحدث عن بداية سكن القرية، بالقول: «تعتبر القرية من أصغر القرى في منطقة "شهبا"، وهي الأخت الصغرى لقرية "الجنينة" التي تحدها من الغرب، وتبعد عنها مسافة 2 كم، ويمكن لهما خلال مدة صغيرة من الزمن أن يلتقيا، ويحدها من الجنوب قرية "رضيمة الشرقية"، أما من الشمال والشرق فلا يوجد بعد "بارك" أي قرى مسكونة، وهي بذلك تبعد عن مدينة "شهبا" 12 كم.

الزيتون واللوز في سفح التلة.

فقد كانت القرية عبارة عن ممر للقوافل القادمة من الشرق والشمال باتجاه الحضر، ولأنها ملأى بالمغر الكبيرة المتصلة مع بعضها بعضاً بأنفاق صغيرة، كان الناس يلجؤون إليها للمبيت من البرد والشتاء، أو للاختباء إذا دعتهم الحاجة لذلك قبل أن يتوافد إليها عدد من العائلات للسكن في النصف الثاني من القرن الثامن عشر مثل آل "الصحناوي"، وآل "الأعور"، وآل "عسقول" (الذين استقروا في بلدة "قنوات" فيما بعد)، وآل "حامد"، وآل "السلمان"، وآل "أبو رسلان"، وآل "ذبيان"، وآل "تبل"، وآل "الجوهري"، وآل "الحلبي"، وآل "الذياب"، وآل "نور الدين"، وآل "العريضي"، وآل "جعفر"، وآل "زرزور"».

ويتابع السيد "مثقال الأعور" الحديث عمن تركوا المغر ورفعوا الأعمدة الأولى للسكن هناك، قائلاً: «بحسب كبار السن فإن أول من ترك السكن في المغر وبنى بيتاٌ فوق التلة كان أبو علي "رشيد الصحناوي" وشيخ البلد "إبراهيم الصحناوي"، و"علي تبل" و"محمد حامد"، و"محمد الذياب"، و"فايز الأعور".

بئر الماء الذي حولها إلى واحة خضراء

وفي الحقيقة أن الأهالي في المنطقة يعلمون جيداً أن أول شرارة للثورة العربية الكبرى ضد الأتراك بدأت من هذه القرية الصغيرة، والقصة المعروفة جيداً تتلخص بقيام ثلة من الجنود الأتراك بدهم القرية بحثاً عن رجال الدين لزجهم في السجن، وقتلهم فيما بعد، فخرج لهم شيخ البلد "إبراهيم الصحناوي" الذي أجاب عن أسئلتهم، حيث قالوا له من شيخ البلد في "بارك"؟ فأجاب أنا، ومن شيخ البلد في "رضيمة الشرقية" فأجاب أنا، ومن شيخ "الجنينة" فأجاب أيضاً أنا.. أنا شيخ القرى الثلاث.

لقد فدى الشيخ بنفسه لحماية أقاربه في القرى الثلاث، فقام الجنود بربط يديه وقدميه بالسلاسل الحديدية، وساقوه أمامهم باتجاه "السويداء"، وبعد عودة عدد من رجال القرية الذين كانوا في قرية "عراجة" وشاهدوا النساء خارج المنازل، فعلموا الأمر، وأسرعوا بخيولهم حتى لحقوا بالجنود، وكان معهم بندقية (جفت) حيث قتلوا جنديين، وقضوا على الثالث بالسيف، وحرروا الشيخ وعادوا به إلى القرية، وهنا جهز الأتراك حملة كبيرة تجمعت في قرية "مجادل" للسير إلى القرية وتأديبها، ولكن الثوار قد أشعلوا الثورة العربية الكبرى ضدهم في المقرن الجنوبي، وتحديداً في "امتان"».

قرية "بارك" من غوغل إرث

وعن عمل السكان، وما يزرعونه من محاصيل، قال السيد "مزيد الجوهري" العامل في بلدية "الجنينة": «أغلب العائلات في القرية تهتم كثيراً بالعلم، ومن النادر أن تجد بيتاً واحداً لا يوجد فيه حامل شهادة جامعية أو اثنان، فلدينا الأطباء والمهندسون والمحامون والمدرسون والموظفون في الدولة، ولدينا مدرسة واحدة للتعليم الأساسي (حلقة أولى).

ويزرع الفلاحون أرضهم بالقمح والشعير، وعندما أصبح البئر الارتوازي المخصص للزراعة جاهزاً للعمل، تحولت أراضي القرية القريبة من السكن إلى حقول خضراء يانعة، حيث تم زراعتها بأشجار اللوز التي أثبتت قدرتها على العطاء، وقد استفاد الفلاحون من ذلك مادياً، وهنا أيضاً نجحت زراعة الزيتون وإن كانت المياه قليلة نسبياً لسقايتها، ويزرع الأهالي التين والرمان باعتبار التربة الموجودة على التلة مناسبة لزراعة هذه الأشجار، أما بالنسبة لباقي المزروعات فهي تعتمد بشكل كامل على مياه الأمطار، وهو ما يجعلها خاسرة، ولا ترد على الفلاح شيئاً».

رئيس البلدية في قرية "الجنينة" الأستاذ "بهيج الصحناوي" تحدث عن الخدمات التي تقوم بها البلدية في قرية "بارك" وعدد السكان ومساحة الأراضي، ذاكراً: «يبلغ عدد سكان القرية حسب آخر إحصاء 1164 نسمة، ومساحة المخطط التنظيمي 66 هكتاراً، ومساحة الأراضي الزراعية تبلغ عشرين ألف دونم، مستثمر منها 5810 دونمات فقط، وتعتمد القرية على بئر "الجنينة" لتأمين مياه الشرب عن طريق الشبكة الواصلة لكل بيت، وفيها مستوصف طبي لتخديم الأهالي وتقديم اللقاحات للأطفال، وقد قامت البلدية بمد قميص إسفلتي أمام المستوصف هذه السنة، وبالنسبة للمدرسة الابتدائية فقد قامت البلدية بالإشراف على حراثة الحديقة الصغيرة وتقديم التربة المناسبة لها تحضيراً لزرعها بالأشجار المثمرة هذه السنة.

وتمتد خطوط الهاتف من مركز قرية "رضيمة الشرقية" لتصل كل بيت في القرية، مع العلم أن البلدية بصدد تنفيذ مشروع بقيمة مليونين ومئتي ألف ليرة لتنفيذ مد قمصان إسفلتية بين القرى الثلاث "الجنينة" و"بارك" و"رضيمة الشرقية"».