قرية "حزم" هي واحدة من القرى القديمة على طرف "اللجاة الشرقي" شمال مدينة السويداء، ومازال فيها أجزاء من البيوت القديمة بحجارتها الرومانية المتينة، وكل معالم التنوع الحيوي من طيور وحيوانات برية ونبات نادر.

مدونة وطن eSyria التقت الدكتور "علي أبو عساف" المختص بالآثار في المنطقة الجنوبية بتاريخ 13/2/2013 فقال: «هي واحدة من القرى القديمة على طرف "اللجاة" الشرقي، وما زلنا نرى فيها أجزاء من بيوتها القديمة، ومنها باب حجري بدرفتين "الحلس" وهو بارتفاع مترين وستين سنتيمتراً، وفي الحقيقة أن الدراسات الأثرية شبه غائبة عن هذه القرية، على الرغم من كثرة آثارها وتميزها، وهذا يرجع لكثرة المواقع الأثرية المتواجدة منذ آلاف السنين، والإمكانيات المتواضعة لدائرة الآثار والمتاحف».

تمتد أرض "اللجاة" حتى الحدود الإدارية مع محافظة "درعا"، وهي أرض صخرية وعرة وهشة، فيها أشجار حراجية تمتد جذورها لآلاف السنين مثل البطم، وقد وجد الأهالي معالم واضحة لعمل الإنسان هنا مثل زراعة الزيتون والتين، فالفلاح الذي سكن هذه الأرض رصف حجارة جعلها ثابتة حول الشجر، وهي طريقة لحفظ المياه من التبخر، وعندما وصلنا إلى هنا زرعنا الشجر في مكانها المخصص

يقول الشيخ "رامز عامر" أحد سكان القرية عن الباب الحجري الكبير: «هو باب حجري بازلتي يحمل لون الحجر المائل إلى البياض، درفتاه ملساء ناعمة، وواحدة أكبر من الأخرى، وهي عائدة للسيد "راضي عامر" وما زالت تخبئ خلفها منزلاً أثرياً مسكوناً، ومقابل الباب يتوضع جدار كان يزينه قنطرة رائعة الجمال، ولكنها سقطت بفعل العوامل الجوية المتتالية، ويبدو أنه كان فوقها جدار أو طابق ثان،وتتميز البلدة القديمة بحجارتها الرومانية المتينة، والمتماسكة، والمتوازنة التي تتشابه فيما بينها، وهناك أكثر من باب حجري بدرفتين في عدد من البيوت القديمة، ولا يمكن أن يفتحه أعتى الرجال مع آلات كبيرة لمتانته وسماكته وثقله، وتتميز البيوت القديمة بقناطرها وغرفها الكبيرة، وككل البيوت الرومانية القديمة هناك أمكنة مخصصة للمواشي، وإسطبلات ومعالف تمتاز بكبرها».

بئر رومانية قديمة مع مسيلاتها

الأستاذ "عادل أبو العز" تحدث عن الجانب الغربي من القرية الذي يعرف "باللجاة"، وما خلفته الطبيعة من آثار تستحق الذكر، فقال: «تمتد أرض "اللجاة" حتى الحدود الإدارية مع محافظة "درعا"، وهي أرض صخرية وعرة وهشة، فيها أشجار حراجية تمتد جذورها لآلاف السنين مثل البطم، وقد وجد الأهالي معالم واضحة لعمل الإنسان هنا مثل زراعة الزيتون والتين، فالفلاح الذي سكن هذه الأرض رصف حجارة جعلها ثابتة حول الشجر، وهي طريقة لحفظ المياه من التبخر، وعندما وصلنا إلى هنا زرعنا الشجر في مكانها المخصص».

وأضاف: «"جورة الفحط" هي أهم المعالم الأثرية الموجودة في هذه البقعة من "اللجاة"، وهي عبارة عن حفرة عملاقة في الأرض يمكن النزول إليها بحذر شديد، جدرانها مبنية في الأرض بشكل غير مستوٍ، ولكننا لا نعلم شيئاً عن مدى استفادة الإنسان منها، وعلى مقربة من الجورة يبرز "حوش الشقيري" المبني بحجارة رومانية قديمة جداً، ويبعد عن القرية مسافة أربعة كيلومترات، وعلى ما يبدو هو معزب للمواشي، أو مكان آمن للخيول، وهذه المنطقة تحتاج فعلاً إلى العناية والحماية والدراسة مثل الذي حصل مع جزء من "اللجاة" القريبة من هنا».

واجهة بيوت رومانية مع قناطرها

السيد "ممدوح الحلبي" قال: «في القرية ما يقارب الستين بئراً رومانياً كلها ما زالت صالحة لحفظ الماء، وكانت هذه الآبار المصدر الوحيد لماء الشرب، وكنا إلى وقت قريب لا نستطيع الاستغناء عنها، لأن خطوط المياه لم تكن قد وصلت إلى هنا، ولا يوجد بئر ارتوازي لمياه الشرب، وكان وادي "اللوى" يغذي هذه الآبار بالمياه عن طريق قنوات حجرية تصل كل بئر، وكل سنة كانت تفيض من بابها الحجري، غير أن الحياة تغيرت بشكل جذري عندما توقف الوادي عن السيلان بسبب سد "شهبا" الذي حجز المياه القادمة من التلال باتجاهه لتغور في أرضه دون أن يستفيد منها أحد، وفي المقابل شحت مياه الآبار بشكل أصبح وجودها متعلق بسنوات الخير التي لا تأتي إلا لماماً، وبالتالي تغيرت الحياة من حوله، فأهملت أغلب الآبار، وأصبحت حجارتها البديعة من الداخل تئن من وطأة العطش».

قرية "حزم" على خريطة غوغل