هي بقعة صخرية عند أطراف "اللجاة" الشمالي، تقبع بجوار طريق "دمشق" القديم وسط أشجار الزيتون التي كبرت وحدها بين الحجارة الرومانية المرصوفة، منتظرة وادي "اللوى" حتى يطوف ويملأ الاقنية الجارية نحوها.

مدونة وطن eSyria زارت قرية "حزم" بتاريخ 14/2/2013 والتقت المدرس "عادل أبو العز" في مدرستها الوحيدة الذي تحدث عن أصل التسمية والعائلات التي سكنتها، بالقول: «يحد "حزم" من الغرب "اللجاة"، ومن الشمال قرية "الصورة الكبرى"، ومن الجنوب قرية "أم حارتين"، ومن الشرق تجمعات البدو الرحل الذين استقروا في "أبو حارات" و"مرتع الفرس"، ويقال إن التسمية الأساسية لها "حزم الشور" أي من الشورى، ففي أحد الأيام العاصفة في المنطقة التي احتلت من العثمانيين عند منتصف القرن التاسع عشر، اجتمع عدد من الثوار في هذه البقعة من الأرض، وتعاهدوا على القتال حتى الموت بكل حزم، وبرأي واحد، حتى كانت حزم الشور، ومن ثم "حزم" التي حملت الاسم إلى الآن.

تعد قرية "حزم" واحدة من القرى التي تتبع لبلدية "خلخلة"، فيها مدرسة للتعليم الأساسي تضم 124 طالباً وطالبة في الحلقة الأولى، وهناك مدرسة إعدادية طور البناء في القرية، ويذهب الطلاب إلى ناحية "لاهثة" لإكمال تعليمهم الثانوي، وفي القرية مركز للهاتف يخدم القرى المجاورة، وبئر لمياه الشرب موصول بشبكة تصل كل بيت. وضمن الإمكانيات المتوافرة تقوم البلدية بأعمال الصيانة الدائمة للطرق، وفتح وشق طرق جديدة ضمن المخطط التنظيمي، ومنح التراخيص اللازمة للبناء، وصيانة الشبكة الكهربائية، وأعمال النظافة الدائمة

وكان أول من سكنها آل "أبو خطار" الذين حملوا لقب (الشيخ) جرياً على العادة السائدة في الجبل لكل من سكن القرى في البداية، وهم أكبر العائلات في القرية، وبعدها بدأت قوافل الوافدين من باقي العائلات بالاستقرار فيها مثل آل "عامر"، وآل "أبو العز"، وآل "نوفل"، وآل "صقر"، وآل "الحسنية"، وآل "أبو نجيم"، وآل "الحلبي"، وآل "أبو فاعور"، وآل "عماشة"، وآل "زين الدين"، وآل "الخطيب"، وآل "الكحلوني"، حيث بلغ عدد السكان ما يقارب الألف نسمة، وهي بقناعة كل أهل القرية تعد من أكبر القرى في وادي "اللوى" لولا الجفاف المتلاحق الذي ضرب المنطقة هنا، ما دفع أغلب الشباب للسير باتجاه المغتربات البعيدة، وحتى الآن لا يوجد بيت واحد في القرية إلا وفيه مهاجر أو مغترب، ولولا ذلك لما تبقى أحد في القرية.

وككل القرى في الجبل تعرضت "حزم" إلى قصف بالطيران الفرنسي بشكل مروع عندما علمت قيادة الاحتلال أن "سلطان باشا الأطرش" ورفاقه الثوار متواجدين في زيارة بيت الشيخ "نايف أبو خطار"، ما تسبب بخراب هائل وجرح عدد من الأهالي الأبرياء دون أن تستطيع تلك الطائرات التأثير على أحد من الثوار».

وعن المهن التي يمارسها الأهالي أكد الشيخ المسن "كامل عماشة" بالقول: «تبلغ مساحة الأراضي السهلية القابلة للزراعة 13 ألف دونم، حيث يزرع فيها ما يعادل 85% الشعير بسبب قلة الأمطار السنوية التي لا تتجاوز 200 مم، والباقي يزرع قمحاً، ولو هطلت الأمطار أكثر من ذلك لتحولت الأراضي إلى جنة حقيقية، فنسبة المحل والجفاف عامة، ما يدفع الشباب للهجرة وطلب الرزق في المغتربات، وفي الحقيقة شباب القرية هم أول من اقتحم دروب السفر نحو استراليا، وكندا، والبلدان العربية، وأن 80% من البيوت الحديثة هي نتاج الغربة.

أما ضمن المخطط التنظيمي فنزرع الزيتون الذي يتم ريه من مياه الشرب الزائدة عن الحاجة، ومن الوادي الذي تقطعت أوصاله منذ بناء سد "شهبا" الذي قطع المياه الجارية عن الأراضي، وباقي الأراضي فهي متوضعة في "اللجاة" الغربي، وتبلغ عشرة آلاف دونم، حيث قام عدد من الأهالي باستصلاح ما أمكن لهم ذلك، وزرعوا الأشجار المثمرة مثل الزيتون والتين، وعلى مقربة منها يتواجد شجر البطم الموجود على هذه الأرض منذ أن بردت صخور البراكين التي كونت هذه المنطقة، والرومان كانوا يزرعون أشجارهم هنا ويرصفون الحجارة حولها لتحافظ على المياه من التبخر، ومازالت هذه الحجارة موجودة إلى الآن.

وهناك عدد من الأهالي مشتركون في البئر الارتوازي المخصص للزراعة، والمحفور في أراضي قرية "أم حارتين"، ويستفيد منه ما يقارب 150 فلاحاً يزرعون اللوزيات المتحملة للجفاف ونحن بانتظار النتائج.

"حزم الشور" من غوغل إرث

وتكمن أزمة فلاحي "حزم" بقلة الطرق الزراعية التي تخدم الفلاحين للوصول السهل إلى أراضيهم، وعدم وجود بئر ارتوازي لري الأشجار والمحاصيل الزراعية، وعدم منح الفلاحين رخصاً لحفر الآبار الخاصة بالزراعة، وحل مشكلة وادي "اللوى" الذي كان يرفد ما يقارب ستين بئراً رومانياً ما زالت تخدم الأهالي عندما تمتلئ بالمياه».

وعن الخدمات المتوافرة في القرية، وما تقدمه بلدية "خلخلة" التي تتبع لها "حزم"، قال الأستاذ "جواد هلال" رئيس المجلس البلدي: «تعد قرية "حزم" واحدة من القرى التي تتبع لبلدية "خلخلة"، فيها مدرسة للتعليم الأساسي تضم 124 طالباً وطالبة في الحلقة الأولى، وهناك مدرسة إعدادية طور البناء في القرية، ويذهب الطلاب إلى ناحية "لاهثة" لإكمال تعليمهم الثانوي، وفي القرية مركز للهاتف يخدم القرى المجاورة، وبئر لمياه الشرب موصول بشبكة تصل كل بيت.

وضمن الإمكانيات المتوافرة تقوم البلدية بأعمال الصيانة الدائمة للطرق، وفتح وشق طرق جديدة ضمن المخطط التنظيمي، ومنح التراخيص اللازمة للبناء، وصيانة الشبكة الكهربائية، وأعمال النظافة الدائمة».