هو ذاك البئر الذي شهد أحداثاً غريبة، وحكايات جميلة، روافده تمتد من قرية "بهم" إلى داخل الأراضي الأردنية، وهو لا ينضب صيفاً ولا شتاءً، ولم يسجل أي حالة غرق فيه.

حول طبيعة بئر قرية "بهم" بين الأستاذ "موفق أبو مغضب" المهتم بالدراسات التاريخية لمدونة وطن eSyria بتاريخ 1/11/2012 قائلاً: «منذ أن سُكنت قريتنا "بهم" والبئر موجود ومستوى المياه فيه لا يرتفع ولا ينخفض، حيث تحيط بقاعه فتحات هي ينابيع تزيد على أربعة، تتدفق منها مياه تستخدم في سقاية المواشي والزراعة والاستخدامات الزراعية مثل غسل "صويل" القمح وما شابه، ذلك لأن طبيعة تلك المياه مالحة ولا تصلح لأن تكون مياهاً للشرب.

انحصر استخدام ماء البئر في قريتنا على الاستخدامات الزراعية فقط، كسقاية المواشي، وغسيل منتجاتنا من الحبوب، وأثناء صناعة البرغل يعملون على غسل صويل القمح بمائه، لكنه أثري إذ يعود للعصر الروماني وربما أقدم من ذلك، لكنه دخل ضمن عادة اجتماعية عند أهالي القرية في التجمع حوله عند كل مناسبة، وأصبح مركزاً للقاءات الاجتماعية

لكن هذا البئر أصبح جزءاً من القرية إذ يحيط بجدرانه الحجارة البازلتية التي تعود بقدمها إلى العصر الروماني، والدليل على وجودها هناك أجران تعبأ المياه فيها وهي أربعة أجران بقي منها ثلاثة فقد سرق منها جرن ولم يعلم من هو الجاني حتى وقتنا الحالي، والأهم الأودية التي منها وادي سمي "وادي راجل" الذي ينبع من أقاصي الشرق الشمالي ضمن أراضي وقرى جبل العرب المتاخمة لقرية "بهم" من الجهات الشرقية، وتمر في البئر وبوادي "راجل" الذي يصل إلى منطقة "الأزرق" في الأردن».

الشيخ ماجد أبو مغضب يشرح قصة غرقه

من المعلوم عند أهالي قرية "بهم" أن تاريخ البئر لم يسجل حالة غرق أدت إلى وفيات، لكنه غرق به منذ ما يزيد على ستة عقود ونيف طفل لمدة تزيد على ساعة وخرج حياً ومازال إلى وقتنا الحالي على قيد الحياة، واليوم أوضح الشيخ "ماجد أبو مغضب" قصة غرقه ونجاته قائلاً: «كنا مجموعة من الأطفال نلعب في ساحة القرية، خاصة أن البئر يقع في الجهة الغربية لجسر القرية وهو منخفض عنه ومحاط بأجران أربعة، لعبنا حوله وحبنا للفضول جعلنا نقترب منه أكثر وإلى مدرجاته، رأيت خيالاً لي في الماء فانتابني دوار شديد ثم وقعت داخله، تجمع أهل القرية بعد ساعة، واستخدموا الطرق التقليدية في انتشالي كغريق وأخرجوني من البئر، حينها كنت اسمع من الناس أن الولد قد مات، لكنني تنفست وشهقت شهقة أخرجت ما بداخلي من ماء مالح، ومازال هذا البئر إلى تاريخه لم يشهد إلا حادثة غرقي هذه».

للبئر شكل هندسي دائري وفيه وسائل لانتشال الماء منه والقيام بأعمال خدمية، حول استخدامات مائه بين الأستاذ "أديب الأطرش" من أهالي قرية "بهم" قائلاً: «انحصر استخدام ماء البئر في قريتنا على الاستخدامات الزراعية فقط، كسقاية المواشي، وغسيل منتجاتنا من الحبوب، وأثناء صناعة البرغل يعملون على غسل صويل القمح بمائه، لكنه أثري إذ يعود للعصر الروماني وربما أقدم من ذلك، لكنه دخل ضمن عادة اجتماعية عند أهالي القرية في التجمع حوله عند كل مناسبة، وأصبح مركزاً للقاءات الاجتماعية».

أجران بئر بهم

يذكر أن قرية "بهم" ذات طبيعة زراعية وهي تتميز بزراعة المحاصيل والحبوب، وتربية المواشي من الأغنام والماعز، وأبنية القرية ذات دلالة تاريخية على قدمها، وهي ذات بيئة جبلية في مناخها.

من غوغل إرث