هي تاريخ حافل بصور البطولة والكفاح، تشـتهر بطبيعتها المنبسـطة وجوها المعتدل ومناخها شبه الرطب، وهذا ما أغرى البشر ومنذ فجر التاريخ أي منذ العصر الحجري الأول بالتوطن فيها.

إنها بلدة "القريا" التي تقع إلى الجنوب من مدينة "السويداء"، وتبعد عنها مسافة 19 كم، وإلى الشرق من مدينة "بصرى" الأثـرية.

يعتمد أهالي البلدة على زراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والحمص والشعير وأشجار الكرمة والتين والزيتون

مدونة وطن "eSyria" التقت في تاريخ 15/6/2008 الآنسة "جمانة الرمحين" من أهالي قرية "القريا" والتي تحدثت عنها بالقول: «تعتبر القريّا من أشهر قرى وبلدات المحافظة إعلامياً وسياحياً لكونها بلدة القائد "سلطان باشا الاطرش" القائد العام للثورة السورية الكبرى وقد زارها رؤساء وشخصيات مهمة من فنانين وأدباء وكتاب من مختلف الدول على مدار العقود الماضية ومازال يتم التردد إليها الى يومنا هذا نظراً لما تمتلكه من مزايا اجتماعية وثقافية متعددة».

المركز الثقافي في "القريا"

السيد "ميشيل الرمحين" من أهالي القرية ومهتم بتاريخها أشار بالقول: «على الرغم من طمس بعض الآثار نتيجة تتابع الحضارات، فقد بقيت فيها بعض الآثار في البلدة ومحيطها، ففي خربة "حزحز" شمال البلدة نجد فخاريات وهراوات بازلتية تدل على العصر الحجري، وفي خربة "دفن" شرقي البلدة نجد أن الأنباط قد شيدوا بيوتاً تصل لأربع طبقات، وهناك أمثلة وسط البلدة مثل المدرج المستقيم المسقوف بالربد البازلتي فوق أعمدة أسطوانية غير مزخرفة تدل على حضارة الأنباط قبل الفتح الروماني، كما أن الأنباط كانوا قد جرّوا مياه الشرب إلى البلدة مسافة 4 كم بأقنية بازلتية.

انقطع التوطن الحضاري بعد تلك الفترة حتى بداية القرن السابع عشر وليس هناك ما يشير إلى إعادة التوطن إلا ما ذكره "بركهاردت" عن القريا عام 1810 "فلقد رصدت 10 بيوت فقط، وهناك ما يدل على تزايد للسكان بعدها وهو وجود ما يزيد على 4 مطاحن تعمل بالاستفادة من إسقاط المياه فوق عنفة على شكل دولاب يدير حجر الطحن"».

من أحجارها العريقة

يضيف: «أهم ما يميز بلدة القريّا المعلم الوطني السياحي والتاريخي وهو ضريح قائد الثورة العربية الكبرى "سلطان باشا الأطرش"، بالإضافة إلى المتحف الذي يجسد ويعرض ما يتعلق بالثورة السورية الكبرى ورجالها، وهناك مضافة "سلطان الاطرش" وما لها من اهمية تاريخية فكم من لقاءات واجتماعات قامت فيها وتروي تاريخ مضى كله امجاد وذكريات تاريخية عظيمة، بالإضافة إلى كثير من المعالم الطبيعية الجميلة في بلدة القريا وآثارها الباقية منذ عصر الانباط والآثار الرومانية التي توجد بشكل متفرق بالبلدة أهمها المدرج (العمد) الاثري ومباني ومعالم تعود لحضارات قديمة وهناك دلائل على أن البلدة والمنطقة سكنت منذ العصر الحجري.

هناك اهتمام خاص من القيادة بصرح شهداء الثورة السورية الكبرى، والذي يعتبر من أهم الصروح الوطنية على مستوى المحافظة، والذي يضم بداخله رفاة قائد الثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش"، بدأ العمل بهذا الصرح منذ سنوات والآن هو قيد الاستثمار بكل أقسامه».

ضريح القائد "سلطان باشا الأطرش"

الأستاذ "هيثم حسون" رئيس بلدية القريا، تحدث عن واقع القرية من الناحية الزراعية والخدمية وما تقدمه البلدية من خدمات للمواطنين بالقول: «يعتمد أهالي البلدة على زراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والحمص والشعير وأشجار الكرمة والتين والزيتون».

يتابع: «كما يوجد في بلدة "القريا" شبكة كاملة من الطرق المعبدة وخطوط الصرف الصحي على كافة مساحة المخطط التنظيمي والبالغة 630 هكتاراً، وكافة الخدمات كالكهرباء والمياه والهاتف والمركز الثقافي والمصرف الزراعي ومؤسسة العمران وصندوق التوفير ومركز البريد ومركز صحي وثانوية وإعداديتين و5 مدارس ابتدائية وثانوية صناعية».

ويختم حديثه بالقول: «يقوم مجلس بلدة "القريا" بتقديم الخدمات وإعداد الخطط والمشاريع اللازمة من طرق وحدائق عامة وشبكات الصرف الصحي وكافة الخدمات لحوالي 16 ألف نسمة في البلدة والقرى التابعة لها».