منذ أن سكنت قرية "الرشيدة" اكتشف ساكنوها مغارة أثرية فيها نبع ماء، هذا النبع هو عبارة عن جرن فيه ماء، يغذى من شق في الصخر أعلى الجرن، ينزل منه الماء نقاطاً متتالية، ومنسوب الماء لا يزيد ولا ينقص، سواء ضخ الماء من هذا الجرن أو ترك لعدة أشهر على حاله.

ولهذا الموقع الأثري اسم اشتهر به وهو "الدلافة" ولهذا الاسم حكاية حدثنا عنها السيد "منير شجاع" من سكان القرية قائلاً: «اكتشف موقع "الدلافة" منذ أن سكنت القرية أي من العام 1850م، وسمي بهذا الاسم لأن الماء ينزل إلى الجرن المتوضع في الأسفل، دلفاً أي نقاطاً متتالية، مصدر الماء إلى اليوم مجهول، فهو يتسرب من بين الصخور ويتجمع في الجرن الذي حفر ربما من جراء نقاط الماء المتتالية على مدى مئات الأعوام».

اكتشف موقع "الدلافة" منذ أن سكنت القرية أي من العام 1850م، وسمي بهذا الاسم لأن الماء ينزل إلى الجرن المتوضع في الأسفل، دلفاً أي نقاطاً متتالية، مصدر الماء إلى اليوم مجهول، فهو يتسرب من بين الصخور ويتجمع في الجرن الذي حفر ربما من جراء نقاط الماء المتتالية على مدى مئات الأعوام

ينزل إلى موقع المغارة عبر 176 درجة، وهذا الدرج بني حديثاً، أما في القديم فكان النزول إليها شاقاً وصعباً، وعن هذا الأمر أضاف السيد "أديب شجاع" مختار القرية بقوله: «النزول إلى المغارة كان يتم عبر درج صخري خطر، حيث لا يتجاوز عرض الدرجة 15 سم، ولكن الغريب في الأمر أن جميع سكان القرية نزلوا إلى المغارة من أطفال ونساء ورجال، ولم يتعرض أحد للأذى، ويقال إن أحد الأولياء الصالحين سكنها قديماً، وهذا ما جعل الناس يعتقدون بأنها مكان مبارك، ومنهم من يتبارك بمائها ويأخذه للتداوي، علماً أنه ماء صالح للشرب وقد تم اختباره أيضاً، فهو نقي ولم يصب أحد ممن شرب منه بأي عارض صحي.

السيد "نجيب الأباظة" يشرب من ماء النبع

"الدلافة" معلم سياحي بارز يستحق الزيارة، فهي أحد أعاجيب الطبيعة ودليل على حضارة غابرة، زارها العديد من الأشخاص ومن محافظات مختلفة، ونتمنى أن تستثمر في المجال السياحي».

إلى أسفل الجرف الصخري الذي يقع فيه نبع "الدلافة" هناك تينة معمرة، جذورها ضاربة في الصخر، ولا يعرف المصدر الذي تتغذى عليه لتبقى على قيد الحياة، وقد حدثنا السيد "نجيب الأباظة" من سكان المنطقة عن هذه التينة بقوله: «هذه التينة قديمة، اكتشفت مع اكتشاف موقع "الدلافة" لا يعرف امتداد جذورها، فالمنطقة بأكملها صخرية وجذورها نابتة في الصخر، هذه التينة تنتج ثمار التين في موسمين سنوياً، في الشتاء وفي الصيف، وثمارها لا تنضج أبداً، ويتناقل الناس أنه عندما سكنت المغارة من قبل أحد الأولياء الصالحين، نبتت التينة ليتغذى عليها، فكان يأكل من ثمارها ويشرب من ماء "الدلافة"، وإلى اليوم نجد الكثيرين يأخذون من ثمارها وأوراقها وأغصانها للتداوي، كل حسب اعتقاده، ومنهم من يعلق منديل أمنياته عليها».

موقع الدلافة في قلب الصخر

بقي أن نذكر أن "الدلافة" تقع على سفح "وادي الشام" بجانب القرية، ويشاهد على جوانب مجرى الوادي بقايا آثار المطاحن المائية وأشجار اللوز والزعرور، وجدران البساتين القديمة التي كانت تشكل غابة كثيفة من الأشجار، قضت عليها الجيوش الغازية قديماً.

التينة النابتة في الصخور