جاورت أراضيها منطقة ظهر الجبل الغنية وتحولت بسواعد أهلها إلى بساتين تفاح باتت ثروة "بوسان" وكنزها الأخضر.

هي إحدى القرى الشرقية في جبل العرب، التي اشتهرت بالزراعة كنشاط اقتصادي يعني الكثير لسكانها الذين ارتبطوا بالأرض كمورد للرزق إلى جانب الاغتراب، الذي ساهم في إحياء وتطوير القرية التي بقي أولادها أوفياء لها.

"بوسان" من القرى المعروفة على مستوى جبل العرب وبوصفها قرية شرقية باردة تنعم بثلوج غزيرة في فصل الشتاء تلك التي تجعل الحياة فيها أكثر قسوة من غيرها من المناطق، لكنها تبقى المكان الأرحب لأولادها الذين فضلوا البقاء وممارسة الزراعة ومن اغترب منهم لدول أمريكا اللاتينية أو الخليج بنوا منازلهم فيها لقضاء الإجازات ونفذوا مشاريع مختلفة، وكان لهم دور واضح في دعم أي مشروع اجتماعي أو خدمي في هذه القرية التي تملك موقفاً كبيراً للجنازة وكثيراً من الفعاليات التي تجمع الأهالي الذين انعدمت بينهم الأمية وارتفعت نسبة التعليم بشكل واضح

العم "أبو جلال مزيد الشاعر" تحدث، لموقع eSuweda الذي زار قرية "بوسان"، عن ضيعة غنية بالينابيع والمياه الجوفية ينتظر لها مستقبلا واعدا يرسمه أهلها الذين تميزوا بحب العمل والإخلاص لأرض نقبوا حجارتها بسواعدهم لتتحول لبساتين غناء وقال: «قريتنا غنية بالينابيع والتربة الخصبة التي لا تحتاج إلا للعمل حيث تجد أكثر من ثلاثة ينابيع في وسط القرية وبين المنازل القديمة منها عين النبي "أيوب" ونبعة "القصر" ونبع روماني قديم وهذا دليل على توافر المياه، وعلى الرغم من وعورة الأرض فإن أهالي القرية لم يهجروها وبقيت مسكونة عامرة كما كانت في سالف العهود ففي هذه القرية بقايا لحضارات قديمة تعاقبت عليها، وإذا كان تاريخ القرية قد رسم على جدران الأبنية التاريخية فإن مستقبل "بوسان" جسده أهلها بالعمل على استصلاح أراضيها وتحويلها لأراض صالحة للزراعة كانت نتيجة تعاون الأهالي مع مشروع الاستصلاح الذي قدم للقرية منذ عدة سنوات وحقق الكثير على أرض الواقع، ولم يقف الأهالي عند هذا الحد، بل تابعوا العمل ليتخيل للناظر اليوم لهذه القرية أنه يتجول في بستان واسع للتفاح الذي أصبح المنتج الزراعي الأهم فيها.

رئيس البلدية حسان غزلان من اليمين وأبو جلال مزيد الشاعر وأبو علاءشحاذي الشاعر الذي استضاف موقعنا في منزله

فقد ظهر الاجاص البري في الأراضي الشرقية المجاورة لقرية "اسعنا" واعتمد الأهالي على زراعة القمح والحمص والشعير واللوز والكرمة، لكن التفاح غطى المساحة الأكبر من البساتين، وتتوزع الملكية بدرجات مختلفة حيث تبدأ من 4-5 دونمات لتصل إلى عشرات الدونمات، حيث ترتفع الإنتاجية بشكل متزايد بالتوازي مع زيادة الاهتمام والرعاية لهذه البساتين التي أصبحت ثروة هامة، وليكون موسم القطاف من أهم المواسم فقد يتوافد على البساتين ما يزيد على 2000 عامل من القرية وخارجها في يوم واحد».

موقع "بوسان" على كتلة بركانية واسعة تحدث عنه الأستاذ "حسان غزلان" رئيس بلدية "بوسان" حيث قال: «يتبع لبلدية بوسان قريتا "اسعنا" و"الشبكي"، حيث تحدها من الشمال بلدة "المشنف" ومن الجنوب قرية "سالة" ومن الشرق قرى "اسعنا" و"الشبكي" و"الشريحي" وهي قرى حدودية، وتقع "بوسان" على الكتلة البركانية العالية التي تمتد حتى منطقة الزلف لحدود ظهر الجبل لتتميز بموقع جيد حيث لا تبتعد عن مدينة "السويداء" للشرق أكثر من 20 كم، بارتفاع 1500 متر عن سطح البحر.

بساتين تفاح على أطراف القرية

وقد خدمت بشبكة طرقية جيدة خلال السنوات الماضية، وهي قرية زراعية بامتياز حيث تنتشر الأشجار المثمرة وفيها ما يزيد على 32 ألف غرسة تفاح، وقد ساهم المغتربون في دعم هذه الزراعة التي حظيت بالاهتمام من قبل الدولة من خلال مشروع الاستصلاح الذي نطمع بتكراره ليشمل مساحات جديدة ويساعد الفلاح على استثمار مساحات أوسع تعود عليه بالخير خاصة أنها منطقة غنية ومناسبة للتفاح بشكل خاص، وتمثلت مشاركة المغتربين بتأسيس وحدات للتبريد وصل عددها إلى ثلاث وحدات كانت إحدى العوامل المساعدة لتطوير الزراعة، وتبقى الحاجة ماسة للطرق الزراعية التي من شأنها تيسير الوصول للبساتين ولا ننكر أهمية الشبكة المنفذة حالياً، لكن بحكم توسع المشاريع فالحاجة أكبر لهذه الطرق لتخديم الأراضي ونقل الإنتاج لوحدات التبريد داخل وخارج القرية».

ينسحب على "بوسان" طابع القرى الشرقية بتقاليدها ونمط معيشة أهلها حسب السيد "رفيق الشاعر" المقيم في هذه القرية وقال: «"بوسان" من القرى المعروفة على مستوى جبل العرب وبوصفها قرية شرقية باردة تنعم بثلوج غزيرة في فصل الشتاء تلك التي تجعل الحياة فيها أكثر قسوة من غيرها من المناطق، لكنها تبقى المكان الأرحب لأولادها الذين فضلوا البقاء وممارسة الزراعة ومن اغترب منهم لدول أمريكا اللاتينية أو الخليج بنوا منازلهم فيها لقضاء الإجازات ونفذوا مشاريع مختلفة، وكان لهم دور واضح في دعم أي مشروع اجتماعي أو خدمي في هذه القرية التي تملك موقفاً كبيراً للجنازة وكثيراً من الفعاليات التي تجمع الأهالي الذين انعدمت بينهم الأمية وارتفعت نسبة التعليم بشكل واضح».

عين النبي أيوب وسط القرية مياهها نقية وصافية

الجدير بالذكر أن عدد سكان "بوسان" يصل إلى /187/ نسمة مقيمين فيها إلى جانب 1500 نسمة في "فنزويلا"، وتبلغ مساحتها /19/ ألف دونم، مخدمة بالهاتف والكهرباء والمياه وتتوافر فيها المدارس إلى جانب نقطة طبية ووحدة إرشادية.