هي قرية وادعة بسيطة، مازالت تحتفظ في حناياها بعبق العصور الماضية، تتربع على تل مرتفع وتصطف بيوتها الحجرية القديمة بعضها فوق بعض بترتيب قد لا يكون مقصوداً.

موقع eSuweda زار القرية والتقى الشيخ "أحمد سلام" من مواليد عام 1934م قال: «سكنت هذه القرية قبل /125/ عاما، وأول من سكنها الشيخ "يوسف سلام" الذي قدم من قرية "طربا" وأولاده الخمسة "علي" و"سليم" و"فارس" و"ابراهيم" و"سالم"، ثم تتالت العائلات إليها من "آل سلام" و"آل صعب" و"آل سرحان" و"آل قيصر" وآل الجباعي".

تتربع قرية "الشريحي" على تل يتصف بأنه تل منشرح حيث تستطيع وعند الوقوف في قمته رؤية كافة القرى والأراضي المحيطة به بوضوح، أي إن الاسم جاء من الانشراح، وهذا هو الشائع لسبب التسمية

تقع القرية فوق تل وكانت في القديم مشتى للماشية فيها العديد من المغاور الطبيعية والعديد من أصناف الأشجار البرية مثل "اللويزي، والزعرور، واللوز البري"، ولكن ومنذ 35 عاما بدأت القرية تعاني من الجفاف وقلة الأمطار ما أثر على الزراعات بشكل كبير، حيث يوجد فيها عدد قليل من اللوزيات والعنب والتي تتأثر بالبرد القارس والرياح القوية في الشتاء ما يؤثر على الثمار قبل نضجها. تزرع أراضيها بالمحاصيل الحقلية من "قمح وشعير وعدس" ولا تزال تحصد يدوياً لعدم وجود طرق زراعية تخدم أراضينا وتسمح للحصادات الآلية بالوصول إليها، وتبلغ مساحة أراضي القرية بالكامل 9600 دونم».

الشيخ "أحمد سلام"

ثم أضاف عن مصادر مياه الشرب في القرية: «نعتمد في مياه الشرب على المياه المستجرة من آبار "الدياثة"، وبالنسبة لمياه الري فنحن نعتمد بشكل كلي على مياه الأمطار وهي قليلة وفي كثير من السنوات نادرة، تم حفر بئر "مكرمة" لري أراضي القرية ولكنه بعيد عن القرية ولا يخدمنا، ونحن نطالب بوجود خزان مياه قريب من أراضي القرية نستجر المياه إليه من البئر لنستخدمها في ري مزروعاتنا».

السيد "راضي سلام" من أهالي القرية حدثنا عن سبب تسمية القرية بهذا الاسم قائلاً: «تتربع قرية "الشريحي" على تل يتصف بأنه تل منشرح حيث تستطيع وعند الوقوف في قمته رؤية كافة القرى والأراضي المحيطة به بوضوح، أي إن الاسم جاء من الانشراح، وهذا هو الشائع لسبب التسمية».

مضافة الشيخ المرحوم "يوسف سلام" أول من سكن القرية

القرية تتبع تنظيمياً لبلدية "المشنف" التي تقدم الخدمات لقريتنا من نظافة وصيانة لشبكات الإنارة والهاتف، وفي القرية يعتبر وضع الطرق مقبولا، ونحن بحاجة لشق المزيد من الطرق وخاصة الزراعية.

لا يوجد في القرية آثار رومانية أو نبطية، ولكن بيوتها القديمة لا تزال مسكونة إلى اليوم وأبرزها مضافة الشيخ "يوسف سلام" التي لا تزال تحتفظ برونقها التراثي القديم، تلك التي احتضنت المجاهدين أيام النضال ضد المستعمر وآوتهم ليالي عدة».

بيوت القرية كما تبدو من أعلى التل

ويوجد في القرية مقام ديني للشيخ "أبو عبد الله محمد القرشي" وعن قصة اكتشافه تابع السيد "راضي" قائلاً: «المقام في السابق كان رجماً من الحجارة يقع على طريق الشام كما كان يسمى قديماً، إلى أن رأت عمتي السيدة "زيدا سليم سلام" حلماً يخبرها بوجود مقام لرجل صالح في ذلك المكان هو "محمد القرشي" أو "محمد الكلمة" وهو الاسم الشائع وطُلب منها إخبار عمها "ابراهيم" بأمر المقام ليقوم ببنائه، وتكرر الحلم أكثر من مرة فما كان منها إلا أن أخبرت عمها الذي قام ببناء المقام مع أهالي قريته الذين تبرعوا بالمال والمواد لإنجازه».

الآنسة "وفاء سلام" رئيسة اللجنة النسائية في القرية وعضو قيادة رابطة تحدثت عن واقع نساء القرية فقالت: «عانت فتيات القرية من صعوبة إكمال تعليمهن بعد الاعدادية، فقد كان الأمر يقتضي ذهابهن إلى "المشنف" لدراسة الثانوية ولكن الفقر كان عاملاً أساسياً في منع حدوث ذلك الأمر، ما أدى إلى تزايد أعداد الفتيات غير المتعلمات في القرية، فأقمنا في الوحدة النسائية عدداً من الدورات التدريبية للفتيات مثل محو الأمية ودورة تمريض ساهمنا من خلالها في القضاء على الأمية، ودربنا الفتيات على أساسيات التمريض، ونعمل بشكل دائم على إدخال دورات جديدة تساهم في نشر ثقافة مختلفة».