على بعد عشرين كيلو متراً من مدينة "السويداء" وضمن لفيف من الأشجار الحراجية وعلى مرتفع شاهق، وبين نسائم الهواء العليل النقي الذي يجول في فضائها، تتربع قرية "مياماس" التي تنطوي على تاريخ يعود إلى العصر الروماني والبيزنطي، وسط أشجار تدل على تاريخها حينما تلتقي في تلتها شجرة توت قدر عمرها بألفي عام، إضافة إلى حجارتها البازلتية التي تروي قصص الماضي التليد وتشتم بها رائحة الأصالة والكرم.

حول تسمية قرية "مياماس" وتاريخها وطبيعتها بين الأديب "نواف رشراش كيوان" لموقع eSwueda قائلاً:

ما يميز قريتنا أنها ذات طبيعة اجتماعية مختلفة إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من ثلاثة آلاف نسمة، يغلب عليهم الطبيعة الجبلية في أعمالهم اليومية لأن المجتمع هنا زراعي فلاحي، لذلك تراهم يساهمون في مساعدة بعضهم بعضا، وروح التعاون والإخاء متجذرة، خاصة إن قريتنا ساهمت في الكفاح الوطني، وما أضاف إلى جمالها جمالا آخر، هو العلاقة الإنسانية بين الأجيال والفئات، فما إن تدخل إلى مضافة من مضافاتها حتى تستقبلك رائحة البن والهيل وتستمع إلى أصوات الترحيب والتهليل، لترى نقوشاً أثرية على مداخلها دلالة على قدمها وأصالتها كالسنديان الذي يكثر بها

«قريتي من القرى الجميلة الوادعة ضمن محافظة "السويداء" سميت "مياماس" لأن اسمها أتى من "الميس"، وهو نوع من أنواع "الزبيب" و"ميسة" هي من الأشجار الحراجية التي تغرس للزينة وقد وجد على آثارها رسوم ونقوش من أشجار العنب وغيرها، تقع هذه القرية إلى الجنوب الشرقي من مدينة "السويداء" وتبعد عنها عشرين كيلو مترا، تتميز بطبيعتها الساحرة ومناظرها الخلابة حيث تحيط بها التلال المكسوة بأشجار السنديان، دائمة الخضرة، وتكثر فيها أشجار التفاح والعنب والكرز وكأنها سجادة ربيعية خضراء على مدار العام، إضافة إلى هوائها العليل، ما يجعلها مصحاً نفسياً ومنطقة سياحية مميزة، يتوافر فيها كل ما يبهج النفس ويسر العين، تحتوي على الكثير من الآثار والأوابد التاريخية حيث تمتد جذورها إلى عصور ما قبل التاريخ وأهم آثارها المتبقية المعابد الوثنية الرومانية التي بنيت على معابد وثنية الأنباط، ثم تحولت في العصور البيزنطية إلى كنائس مسيحية من هذه الآثار الكنيسة والقصر في وسط القرية إضافة إلى الحمامات التي حمامات "شهبا" وفي غرب القرية موقع "دير ماسك" والذي نرى فيه شجرة توت معمرة يمتد عمرها إلى أكثر من ألفي عام.

نواف كيوان من أمام البلدية

بنيت القرية في العصر الحديث عام 1850 م، وشارك أبناؤها في كل المعارك ضد الاستعمارين العثماني والفرنسي وبرز منهم أبطال قادة للثورتين الكبيرتين: العربية والسورية كما شاركوا في الدفاع عن الوطن في كل المعارك ضد العدو الصهيوني وقدموا قوافل الشهداء منذ تأسيس القرية وحتى اليوم.

تشهد القرية نهضة علمية وأدبية باسقة، وبها شعراء وكتاب معروفون».

بلدية مياماس

ولدى لقاء مختار القرية السيد "سليم فهد كيوان" أوضح بعض خصائص مجتمع القرية بالقول: «ما يميز قريتنا أنها ذات طبيعة اجتماعية مختلفة إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من ثلاثة آلاف نسمة، يغلب عليهم الطبيعة الجبلية في أعمالهم اليومية لأن المجتمع هنا زراعي فلاحي، لذلك تراهم يساهمون في مساعدة بعضهم بعضا، وروح التعاون والإخاء متجذرة، خاصة إن قريتنا ساهمت في الكفاح الوطني، وما أضاف إلى جمالها جمالا آخر، هو العلاقة الإنسانية بين الأجيال والفئات، فما إن تدخل إلى مضافة من مضافاتها حتى تستقبلك رائحة البن والهيل وتستمع إلى أصوات الترحيب والتهليل، لترى نقوشاً أثرية على مداخلها دلالة على قدمها وأصالتها كالسنديان الذي يكثر بها».

وعن طبيعة القرية الزراعي أوضح الأستاذ "علي جميل كيوان" من الوحدة الإرشادية قائلاً:

الاستاذ هزاع كيوان

«"مياماس" قرية جميلة تكثر فيها الأشجار الحراجية وخاصة أشجار السنديان ما يجعلها خضراء على مدار العام، تعتمد بشكل رئيسي على الزراعة وأهم زراعتها "العنب والتفاح واللوزيات"، وهي تعتمد على الأمطار ولا يوجد فيها آبار مياه للري ومعدل الأمطار في القرية يبلغ 450 ملم، والمساحة المغروسة من التفاح تبلغ أكثر من 9000 دونم بالإضافة إلى أكثر من 4000 دونم مغروسة بالكرمة، ويتم تسويق العنب والتفاح إلى الأسواق المحلية وجزء من العنب يصنع إلى مادة الدبس حيث توجد في القرية معصرة قديمة ويقوم صاحبها "منير كيوان" بتحديثها لتشمل تصنيع وتعليب المنتج آلياً، الثروة الحيوانية في القرية قليلة لعدم وجود مساحات للرعي وسيطرة المساحات الزراعية لكون قرية "مياماس" منطقة استقرار أولى حيث يبلغ عدد الأبقار 30 رأسا والخيول 60 رأسا».

وعن خطة بلدية "مياماس" بين الأستاذ "هزاع كيوان" رئيس البلدية بالقول: «لعل قريتنا التي تتميز بجمالها الطبيعي ونسائمها العليلة تفتقر إلى الإمكانيات المادية التي تحتاجها لتزيد من نظارتها، لذلك تنحصر خطة البلدية بعملين ماديين ضمن خطتها الاستثمارية هما تعبيد وتزفيت طرق بطول 900 م، واستملاك الشارع الرئيسي وبعض الطرق الفرعية ومركز إداري لبناء مقر البلدية، ونحن نسعى لتقديم مشاريع نأمل لحظها في السنوات اللاحقة ضمن خطة المحافظة لأنها تأخذ الأولوية والأهمية وهي مشروع الصرف الصحي، خاصة أن شبكة الطرق المعبدة في القرية أكثر من 15 كم، وهذا ما يجعلنا نطالب أكثر لكون ميزانيتها المالية منخفضة قياساً لمتطلبات القرية».

والسؤال الذي يمكن قوله أين عيون السياحة عن قرية فيها كل مقومات جمال البيئة والتنوع الحيوي؟؟!! لعل سؤالنا يترك للقادم من السنين...