يقال إنها سكنت منذ 200 عام، وبهذا تعتبر من أقدم القرى المسكونة في الجبل.. تمتاز بطبيعتها الجميلة وخصوبة تربتها الدائمة. تتحدث بعض الكتب القديمة عن وجود معبد صغير فيها، وتناثر للبيوت القديمة على سفح الوادي إلى الجنوب الشرقي من ذلك المعبد.

إنها قرية "المنيذرة" الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة "السويداء" وتبعد عن مركز المدينة 30 كم، موقع eSuweda وأثناء زيارته لتلك القرية الوادعة، التقى السيد "حسين العياص" مختار القرية الذي تحدث عنها بقوله: «كانت "المنيذرة" واحة غناء رائعة، ولهذا السبب اختارتها الأميرة "منذرة" بنت "النعمان بن المنذر" لتكون مصيفاً لها ومكاناً للاستجمام في فصل الصيف.

مبنى البلدية مستأجر، وقد قمنا بتخصيص أرض من أملاك البلدية لبناء مقر لها وننتظر الإعانة التنموية للبدء، ونحن بصدد البدء بمشروع منصف لمدخل القرية

مرت أعوام كثيرة وظل اسم الأميرة مرتبطاً باسم تلك الواحة الخضراء، ليتحول مع الزمن من "منذرة" إلى "منيذرة" وهو اسمها الحالي.

جانب من القرية

ترتفع القرية عن سطح البحر 1250 مترا، يحدها من الجنوب أراضي "أم الرمان" و"الرافقة"، ومن الغرب أراضي "حوط" و"القريا"

ومن الشمال أراضي مزرعة "دفن" و"العين" ومن الشرق أراضي "الكارس" و"صلخد".

الأستاذ "فادي شقير" رئيس بلدية "المنيذرة"

يقطن فيها حالياً اثنتا عشرة عائلة ويبلغ عدد سكانها 2300 نسمة، يعتمدون في عيشهم على الزراعة ونسبة كبيرة من شباب القرية قد اختاروا السفر إلى فنزويلا.

تمتاز أراضيها القرية بخصوبتها وبإنتاجها حتى في سنوات الجفاف، وقد يعود السبب لطبيعتها الوعرة نسبياً وكثيرة الصخور فيها، تلك التي تحافظ على رطوبة تربتها، والأراضي الزراعية في القرية هي عبارة عن حيازات صغيرة أكبرها لا يتجاوز مئة دونم، حيث تبلغ مساحة الأراضي الزراعية المستثمرة حوالي 2500 هكتار، أما المساحة القابلة للاستثمار عن طريق الاستصلاح والتطوير فهي 1500 هكتار.

جانب من القرية تظهر فيه مدرسة القرية

تشتهر القرية بزراعة الحبوب من قمح وشعير وحمص، وبالنسبة إلى الأشجار المثمرة تكثر زراعة العنب والتين واللوزيات، وقد حاول الأهالي في فترات سابقة زراعة الزيتون والتفاح، إلا أنها لم تلق نجاحاً.

لا يوجد اعتماد على الري في زراعاتنا، بل نعتمد على مياه الأمطار وكافة الزراعات بعلية، ونعتمد في مياه الشرب على مثلث آبار "بكا".

ويوجد بئر من آبار المكرمة في المنطقة الجنوبية التي تضم حوالي 1000هكتار من الأراضي الزراعية، البئر جاهز للاستثمار وفي طور الاشتراك من قبل الفلاحين، ولكن هناك عوائق تعيق الاستثمار هي عدم وجود طرق زراعية تصل إلى البئر».

تربى في القرية من قطعان المواشي الأبقار فقط، وذلك لأن الأهالي كانوا قد وضعوا عهداً على أنفسهم بعدم تربية أي رأس غنم، وكتبوا ذلك في وثيقة وقعت من كافة أهالي القرية وقدموها للسيد المحافظ للحصول على موافقته، وبالفعل تم توقيعها من المحافظ في ذاك الوقت، أما السبب الذي دفعهم لذلك هو كثرة المشاكل بين الأهالي بسبب الرعي والضرر الذي ألحقه بمزروعاتهم.

تحوي القرية مرافق خدمية متمثلة في مركز صحي تبرع لبنائه المغتربين من الأهالي وبناه أبناء القرية، لا يزوره طبيب ولكنه يحوي طاقم طبي يقدم الإسعافات الأولية للمحتاجين، وجمعية فلاحية ووحدة نسائية ومدرستين ابتدائية وإعدادية تحملان اسمي شهيدي القرية في حرب تشرين وهما "فاضل الدعبل" وقد سميت باسمه المدرسة الإعدادية، و"فوزات أبو دقة" وتحمل اسمه المدرسة الابتدائية في القرية.

ويوجد في القرية مدرسة ابتدائية قديمة وهي غير مستثمرة حالياً، ويأمل أهالي القرية من مديرية التربية استثمارها بروضة لأطفال القرية، لحاجتهم الماسة لها لتعليم أبنائهم وتهيئتهم للدخول إلى المدرسة».

الأستاذ "فادي شقير" رئيس البلدية في قرية "المنيذرة" تحدث عن الواقع التنظيمي بقوله: «تأسست بلدية "المنيذرة" عام 1984م، وهي تقدم الخدمات لكل من قرى "عوس" و"عيون" ومزرعة "العليقة".

يبلغ إجمالي مساحة قرية "المنيذرة" 4500 هكتار، ومساحة المخطط التنظيمي 86 هكتارا وهو في طور التوسع، تقوم البلدية بالأعمال المعتادة من نظافة وصيانة لشبكات الهاتف والكهرباء والمياه في القرى الثلاث، إضافة إلى شق الطرق بشكل سنوي، حيث قمنا في العام الماضي بشق طرق بحدود 500 متر طولي، وتعبيد اقتصادي بطول 700 متر، ومد قمصان إسفلتية بطول 800 متر.

وضع الطرق بشكل عام جيد والطرق الزراعية مخدمة أيضاً بنسبة 70%، على الرغم من الصعوبات التي تواجه عمل البلدية وتتمثل في الموازنة القليلة وغير الكافية لرواتب الموظفين، وعدم وجود سيارة في البلدية».

أما حول المشاريع قيد التنفيذ، فأضاف: «مبنى البلدية مستأجر، وقد قمنا بتخصيص أرض من أملاك البلدية لبناء مقر لها وننتظر الإعانة التنموية للبدء، ونحن بصدد البدء بمشروع منصف لمدخل القرية».