تأسست "كنيسة الراعي الصالح" في قرية "خربا" الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة "السويداء" عام 1901 وتعد من أقدم الكنائس التي بنيت في المنطقة الجنوبية أي في "السويداء" و"درعا".

حيث لم تبدأ الطوائف المسيحية الأخرى ببناء كنائسها إلا في عام 1932 حيث كانت عبارة عن بيت للسكن يجتمعون فيه ويؤدون التراتيل الدينية والصلوات، وبقيت كذلك حتى عام 1924 حيث بني بناء رسمي للكنيسة وحمل اسم "كنيسة يسوع نور العالم" التابعة لطائفة الاتحاد المسيحي، في عام 2007 وبدعوة من رئاسة الطائفة تقرر إنشاء كنيسة في وسط "السويداء" باسم "كنيسة الراعي الصالح" وكانت هي الأولى.

أحلامنا كبيرة.. وطموحاتنا أكبر، ثم أبواب الكنيسة مفتوحة للجميع.. والثقافة الدينية ليست حكراً على طائفة وحدها، نتمنى أن نستطيع إيصال رسالتنا على أكمل وجه.. رسالة المحبة والسلام لكل البشر

موقع eSuweda وللتعرف أكثر على هذه الكنيسة التقى راعي الكنيسة "فرحان العيد" الذي تحدث عنها قائلاً: «الاسم الذي أطلق على الكنيسة ألا وهو "الراعي الصالح" مأخوذ عن آية قالها السيد المسيح: "أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن خرافه"، تأسيس الكنيسة في وسط "السويداء" كان بمثابة الحلم لي ولزوجتي، فنحن سافرنا كثيراً خلال سنوات حياتنا وبحكم خدمتي الدينية تنقلت كثيراً وفي عدة بلدان، في الفترة الأخيرة من السفر تلقيت دعوة من رئاسة الطائفة بالعودة إلى سورية، كنت حينها في سويسرا وقد بدأت أفكر بالاستقرار قررت العودة مع زوجتي إلى سورية والبقاء أسبوع واحد في "السويداء".

راعي الكنيسة "فرحان العيد"

لكن من اليوم الثاني لزيارتنا اتخذنا قرارنا بالبقاء في "السويداء" والاستقرار فيها، الغريب في الأمر أن زوجتي التي زارت معي اثنتي عشرة دولة على مدى عشر سنوات لم تشعر بالراحة التي شعرت فيها هنا، حيث تركت "السويداء" انطباعاً جميلاً في نفسها فهي ولدت في لبنان وعاشت في "حلب" إلا أنها اختارت البقاء في "السويداء" وخدمة الكنيسة، أما بالنسبة لي فهي العودة إلى الجذور فأنا من قرية "عرمان" وكانت "السويداء حاضرة معي أينما ذهبت من خلال حديث الوالد وذكرياته وحنينه الدائم لها في بلاد الاغتراب».

أما عن عدد الغرف في الكنيسة وعدد الأشخاص القائمين على الخدمة، فأجاب: «بداية كانت عبارة عن غرفة واحدة لكن مع ازدياد العدد قمنا بأعمال الترميم والتصليح لتوسيع المكان حيث أصبحت الآن عبارة عن أربع غرف منها قاعة صغيرة ومضافة للضيوف، أما بالنسبة للأشخاص القائمين على خدمة الكنيسة فيوجد ثلاثة من أصل مصري مع زوجاتهم وأنا وزوجتي، وما يشجع على البقاء في "السويداء" هو أن أبناء الجبل لديهم العادات والتقاليد نفسها على الرغم من انتمائهم الطائفي أو الديني، ثم أننا في سورية بشكل عام وفي "السويداء" على وجه التحديد، نحن لا نصطنع التعايش أو نتعلمه لأنه موجود ويولد معنا، فنحن في العمل وفي الشارع وفي البناء نفسه من طوائف دينية مختلفة، ومن مناطق مختلفة لكن تجمعنا العادات والتقاليد الاجتماعية الجميلة نفسها التي تكسر حاجز الغربة لدى أي فرد، ومن يعيش في سورية يلاحظ هذا الأمر، والدليل على هذا الأمر وجود مصرييين اثنين متزوجين من "السويداء" والثالث زوجته استرالية لكنها تتقن اللغة العربية، وجميعهم يصرون على العيش هنا وخدمة الكنيسة».

قاعة الاجتماعات في الكنيسة

وعن النشاطات التي تقوم بها الكنيسة؟ أضاف: «لدينا في كل أسبوع يوم لتعليم الأطفال ليس فقط بما يتعلق بالأمور الدينية، يتعلمون المبادئ والأخلاق والطاعة للأهل والمدرسين، هذا النشاط دائم وعلى مدار العام، ولدينا نشاط أسبوعي مخصص للشباب ولمناقشة قضاياهم وهمومهم وبناء طموحاتهم ومعالجة مشاكلهم، دائماً وفي احتفالات عيد الفصح والميلاد تقدم لنا الدولة مسرح التربية أو صالة المركز الثقافي للاحتفال في كل عام، لدينا أيضاً مشاركات اجتماعية ومع كافة المؤسسات الثقافية والاجتماعية ونشاطات مشتركة مع الجمعية السورية للمعاقين جسدياً وبيت اليتيم والشؤون الاجتماعية».

وبالنسبة للصعوبات التي تواجه العمل وتقف في وجه تحقيق أحلامهم؟ قال: «الصعوبة الوحيدة التي تواجهنا هي ضيق المكان، لدينا أحلام كبيرة في حال تم تأمين المكان المناسب ببناء روضة نموذجية مع العلم أن الكوادر موجودة، وبناء معهد لتعليم اللغات بكل الوسائل السمعية والبصرية وبأسعار رمزية جداً لكي لا يشكل عائقاً أمام الإمكانيات المتواضعة والضعيفة لدى البعض، نطمح لبناء دار للمسنين تضمن لهم رعاية نفسية وجسدية ودار للأيتام، نتمنى الوصول إلى كافة قرى "السويداء" ولو بزيارة في كل أسبوع للتواصل معهم دينياً واجتماعياً».

مع "بابا نويل" وتحضيرات لهدايا العيد

وبكلمة أخيرة أضاف: «أحلامنا كبيرة.. وطموحاتنا أكبر، ثم أبواب الكنيسة مفتوحة للجميع.. والثقافة الدينية ليست حكراً على طائفة وحدها، نتمنى أن نستطيع إيصال رسالتنا على أكمل وجه.. رسالة المحبة والسلام لكل البشر».