في حفلة وداع المجاهدين المنفيين المقامة في "عمان" عام 1937، على أثر السماح لهم بالعودة إلى سورية خطب المناضل الأردني "عجاج نويهض" قائلا: «أنتم عائدون إلى جبل الدروز لا بل إلى جبل العرب».

فوقف "سلطان الأطرش" وقاطع الخطيب قائلا: «نعم جبل العرب، هذه هي التسمية الحقيقية، وكل ما سواها غير مقبول».

نعم جبل العرب، هذه هي التسمية الحقيقية، وكل ما سواها غير مقبول

هذا ما قاله الأستاذ "ضامن مراد" لموقع eSuweda يوم الخميس الواقع في 18/12/2008، والذي أكده كتاب "جبل العرب" لمؤلفه المؤرخ اللبناني "حسن البعيني".

وعرف الجبل عبر تاريخه الطويل تسميات عديدة، واقترن اسمه بساكنيه أو بميزة من ميزاته، فالآشوريون أطلقوا عليه اسم "جيرانواي" أي الأرض المجوفة، والإغريق اسم "ترايهونيتد" أي بلاد الحجارة، و"التوراة" ذكرته باسم "باشان" إشارة إلى خصبة ووفرة مراعيه. وفي عصر الرومان سمي "أورانتد" ثم "أمالدانوس" وأطلق عليه العرب اسم "جبل الريان" لوفرة أشجاره وخصوبة أراضيه، حيث يقول الشاعر الأموي "جرير":

يا حبذا جبل الريان من جبل/ وحبذا ساكن الريان من كانا

وهو الاسم المحبب لأهالي محافظة "السويداء".

وعرف في فترة طويلة بجبل "بني هلال"، وهي قبيلة عربية هاجرت من نجد واتخذت مدينة "صلخد" قاعدة لها، وأطلق عيه اسم "جبل حوران" لأنه جزء طبيعي من "حوران"، وهناك بعض الكتاب والمؤرخين الذين أطلقوا عليه اسم "الجبل الأسود" لكثرة حجارته البركانية السوداء.

وقد حلت تسمية "جبل الدروز" رسميا محل "جبل حوران" بعد أن منحته السلطة الفرنسية استقلالا إداريا، وجعلت منه دولة عام 1921، ومنذ ذلك الحين أخذت هذه التسمية ترد في القرارات والبلاغات الفرنسية، والاتفاقيات المتعلقة بالجبل، والكتب والنشرات العربية والأجنبية.

وأخذت هذه التسمية تغضب الوطنيين الأحرار لأن فيها مدلولا طائفياً شاؤوا أن يبتعدوا عنه، ففضلوا عليه تسمية جبل العرب، التي تكرست رسميا في عام 1945 بعد استقلال سورية.

ويعتقد معظم أهالي المحافظة أن تسمية "جبل العرب" أطلقها الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر" أثناء زيارته لمحافظة "السويداء" عام 1958 إبان الوحدة بين سورية ومصر، عندما قال في خطابه من على شرفة السراي الحكومي "يا أبناء جبل العرب" يقول السيد "رائد أبو رايد": «إن جبل العرب أو جبل الريان هو قطعة من سورية، ويعيش أبناؤه في موزاييك ديني قل نظيره في العالم، كما هي حال المحافظات السورية الأخرى، ففيه تجد المسلم والمسيحي جنبا إلى جنب ولا تفرق بينهما لا في الاسم ولا في اللباس ولا في اللهجة.