«تقع قرية "لاهثة" في القسم الشمالي من محافطة "السويداء" على طريق عام "دمشق- السويداء" وتبعد عن مركز المدينة (35 كم) وترتفع عن سطح البحر حوالي (800 م).

يتربع على المدخل الشرقي نصب تذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى. واسم لاهثة يعني كما ورد في "السريانية" (الأرض العطشى) حيث يسكنها الأهالي منذ حوالي (200) عام ويعملون بالزراعة الحقلية البعلية (قمح– شعير)».

إنه يشكو الفراغ الذي شكلته قلة الأمطار والتي أوقفت المياه فيه بعد أن كان يجري طوال فصل الشتاء وكذلك البرك والآبار الرومانية التي كانت تشكل المورد المائي للمواطنين، فكانت تملأ من هذا الوادي وأصبحت فارغة تنتظر رحمة الله

ويتابع الأستاذ "نواف أبو حمرا" رئيس بلدية "لاهثة" لموقع eSuweda يوم السبت الواقع في 25/10/2008: «بعد توافر المياه الجوفية من الآبار الارتوازية اعتمد الأهالي على زراعة الزيتون والعنب وأصبحت تشكل اكتفاء ذاتياً للمواطنين وقد بلغ عدد الأشجار المثمرة الأخرى بحدود (8500) شجرة زيتون و(1000) شجرة عنب وبعض الأشجار المثمرة الأخرى بحدود (2000) شجرة مثل التين واللوز والفستق الحلبي والرمان بالإضافة إلى تربية المواشي (أبقار– أغنام– ماعز). ويشكل السفر المؤقت إلى خارج القطر والعمل الوظيفي مورداً مالياً للسكان ويبلغ عدد سكان القرية (3200) نسمة ومجموع مساحة أراضي القرية (6865) هكتاراً، الأراضي القابلة للزراعة (1800) هكتار المستثمر منها (1370) هكتاراً.

القرية عبارة عن أسرة واحدة رغم تعدد العائلات تسود بينهم علاقة المحبة والتآخي والتعاون في السراء والضراء. لا يوجد معالم تاريخية سوى بيوتها القديمة المبنية من الحجر الأسود البازلتي والتي أصبحت تشكل لوحة متجانسة تجمع بين الخجر الأسود وبناء الإسمنت الحديث تحيطها أشجار الزيتون والعنب وبعض أزهار الزينة التي تزين مداخل البيوت حيث أصبح عدد المنازل (500) منزل، متوسط عدد السكان في كل منزل (6) أفراد....

وعن أعمال البلدية والقرى التي تتبع لها قال: «قرية "لاهثة" مركز بلدية أحدثت عام (1974) ويتبع لها قرى "الخالدية، الحقف، السالمية" وجميعها باتجاه الشرق على مسافة (6 كم) إلى (14 كم)، ومجموع سكان تلك القرى حوالي (4000) نسمة يعملون بالزراعة وتربية الماشية، وتقوم البلدية بتخديم المواطنين من خلال شق الطرق وتعبيدها، حيث تصل شبكة الطرق في جميع القرى إلى كل منزل من منازلها وفي كل قرية مخطط تنظيمي تعمل البلدية من خلاله بالإضافة إلى شبكة إنارة للشوارع التي تلبي الحاجة. ولا يوجد شبكات صرف صحي في قرى البلدية حيث سيتم تنفيذها مستقبلاً عندما تتوافر الإمكانيات المادية، ويتم جمع النفايات المنزلية بواسطة جرار البلدية بمعدل يوم في الأسبوع لكل قرية، وبعد حصولنا على جرار ثانٍ سيتم جمع النفايات بشكل يومي، وذلك خلال الفترة القريبة القادمة.

كافة الأبنية في قرى البلدية مرخصة أصولاً ولا يوجد مخالفات بناء، يتم تنفيذ حدائق صغيرة ضمن كل قرية وتزرع بأشجار الزينة والورد وكذلك جوانب الطرق في مداخل قرية لاهثة المزينة بأشجار الزينة والأزهار».

الأستاذ "فضل الله العك" عضو مجلس المحافظة قال لموقعنا: «القرية عبارة عن مدينة مصغرة تحوي كافة الأمور الخدمية، فبالإضافة إلى مبنى البلدية المتربع وسط القرية وأمامه ساحة جميلة بداخلها شلال مياه وبعض أزهار الياسمين، نرى المركز الصحي الذي يخدّم أبناء القرية ومركزاً للهاتف الآلي والبريد بالإضافة إلى مبنى الثانوية العامة والإعدادية والابتدائية، وفيها أيضاً مركزاً ثقافياً بجانب مبنى البلدية، والبناء عائد للبلدية، وبناء للفرقة الحزبية والنادي الرياضي، وأيضاً مبنى الجمعية الفلاحية وآخر للجمعية الاستهلاكية التي تؤمن المواد التموينية للإخوة المواطنين، وفي القرية مبنى الوحدة الشبيبية المستقلة ومقر للرابطة النسائية وفيها مبنى للوحدة الإرشادية الزراعية التي تخدم الإخوة الفلاحين ومبنى لمعمل السجاد اليدوي المتوقف عن العمل حالياً».

أما الوادي الذي يتوسط القرية من الجنوب إلى الشمال والمسمى وادي "اللوا" فيقول عنه الأستاذ "العك": «إنه يشكو الفراغ الذي شكلته قلة الأمطار والتي أوقفت المياه فيه بعد أن كان يجري طوال فصل الشتاء وكذلك البرك والآبار الرومانية التي كانت تشكل المورد المائي للمواطنين، فكانت تملأ من هذا الوادي وأصبحت فارغة تنتظر رحمة الله».

وأضاف: «تعمل البلدية على ترسيخ العلاقات الإيجابية مع كافة المواطنين من خلال تسهيل العمل في مكتب البلدية وحسن الاستقبال والتعامل، ولم تؤجل معاملة أي مواطن إلى يوم آخر، بل تنجز كافة المعاملات في نفس اليوم وكذلك يقوم مجلس البلدية بالعمل على نشر مفهوم الإدارة المحلية بين المواطنين من خلال اللقاءات العادية والرسمية وتجسد هذا الفهم من خلال العمل اليومي في البلدية، حيث يقوم بشق الطرق حسب الخطة الموضوعة وبتنازل رضائي من كافة الإخوة المواطنين ولم يحتج إلى الاستملاك، وهذا يؤكد أن العمل في رئاسة البلدية يحتاج إلى ترسيخ مفهوم العدالة والمساواة بين جميع المواطنين وعدم التعامل بمكيالين ومن ثم الدخول إلى قلب المواطن ووجدانه قبل الدخول إلى بيته وأرضه».

وبذلك تكون بلدة "لاهثة" القرية الوحيدة الخالية من مخالفات الأبنية ما يجعلها من القرى الرائدة على مستوى القطر بهذا الأمر.