تقع بلدة "القريا" إلى الجنوب من مدينة "السويداء"، وتبعد عنها مسافة 19 كم، وإلى الشرق من مدينة "بصرى" الأثـرية.

تشـتهر بطبيعتها المنبسـطة، وجوها المعتدل ومناخها شبه الرطب، ما أغرى البشر ومنذ فجر التاريخ (منذ العصر الحجري الأول) بالتوطن، وعلى الرغم من طمس بعض الآثار نتيجة تتابع الحضارات، فقد بقيت فيها بعض الآثار في البلدة ومحيطها، ففي خربة "حزحز"، شمال البلدة، نجد فخاريات وهراوات بازلتية تدل على العصر الحجري، وفي خربة "دفن" شرقي البلدة نجد أن الأنباط قد شيدوا بيوتاً تصل لأربع طبقات، وهناك أمثلة وسط البلدة مثل المدرج المستقيم المسقوف بالربد البازلتي فوق أعمدة أسطوانية غير مزخرفة تدل على حضارة الأنباط قبل الفتح الروماني، كما أن الأنباط كانوا قد جرّوا مياه الشرب إلى البلدة مسافة 4 كم بأقنية بازلتية.

انقطع التوطن الحضاري بعد تلك الفترة حتى بداية القرن السابع عشر وليس هناك ما يشير إلى إعادة التوطن إلا ما ذكره "بركهاردت" عن القريا عام 1810 فلقد رصدت 10 بيوت فقط، وهناك ما يدل على تزايد للسكان بعدها وهو وجود ما يزيد على 4 مطاحن تعمل بالاستفادة من إسقاط المياه فوق عنفة على شكل دولاب يدير حجر الطحن، وفي لقاء eSuweda مع الأستاذ "هيثم حسون" رئيس بلدية القريا يوم الأحد 15/6/2008 تحدث عن واقع القرية من الناحية الزراعية والخدمية وما تقدمه البلدية من خدمات للمواطنين فقال: يعتمد أهالي البلدة على زراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والحمص والشعير وأشجار الكرمة والتين والزيتون.

يوجد في بلدة "القريا" شبكة كاملة من الطرق المعبدة وخطوط الصرف الصحي على كافة مساحة المخطط التنظيمي والبالغة 630 هكتاراً، وكافة الخدمات كالكهرباء والمياه والهاتف والمركز الثقافي والمصرف الزراعي ومؤسسة العمران وصندوق التوفير ومركز البريد ومركز صحي وثانوية وإعداديتين و5 مدارس ابتدائية وثانوية صناعية، إضافة لكل هذه الانجازات العظيمة، هناك اهتمام خاص من القيادة بصرح شهداء الثورة السورية الكبرى، والذي يعتبر من أهم الصروح الوطنية على مستوى المحافظة، والذي يضم بداخله رفاة قائد الثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش". بُدئ العمل بهذا الصرح منذ سنوات والآن هو قيد الاستثمار بكل أقسامه.

يقوم مجلس بلدة "القريا" بتقديم الخدمات وإعداد الخطط والمشاريع اللازمة من طرق وحدائق عامة وشبكات الصرف الصحي وكافة الخدمات لحوالي 16 ألف نسمة في البلدة والقرى التابعة لها.