سميت ملح قديما الاموسا وهي اسقفية أو واحدة من الاسقفيات العشرين التابعة لبصرى في زمن البطريرك انوسطاسيوس بطريرك إنطاكية 558ـ 570 ميلادي حيث بقيت هذه الاسقفيات حتى عام 1517.

اما الآن فتقع بلدة ملح- حسب ما ورد على لسان رئيس مجلس بلدتها السيد فرحان الصفدي الذي تحدث لموقع eSyria- إلى الشرق من منطقة صلخد في أقصى الجنوب الشرقي لمدينة السويداء حيث يتبع لها حوالي 13 قرية، وربما سميت ملح في العصر الحديث لمرور قوافل الملح بالقرب منها أو لملاحتها وجمالها أما الصرار فهو لقب لها وقد يكون ذلك بسبب رياحها التي تصدر صوتا يشبه الصرير فيقال ريح صرصر او ربما يكون ذلك بسبب صوت الأبواب الحجرية القديمة أي أبواب الحلس التي تصدر الصرير.

يبلغ عدد سكان ملح حاليا حوالي 10 آلاف نسمة، يعمل معظمهم بالزراعة، وقد سكنت ملح بعيد عام 1860 ميلادي ولكن كما أسلفنا تاريخها قديم جدا ما يدل على ذلك الآثار الكثيرة الموجودة بها وقد ورد ذكر ملح عند بعض ملوك الآشوريين في القرن التاسع قبل الميلاد وعند الآراميين كما حكمها الأنباط وبنو فيها المعابد والأبراج ومنها البرج الموجود حاليا في البلدة والذي يعود بناؤه إلى عام 372ميلادي وقد بني هذا القصر لرصد تحركات العدو في الصحراء وهناك أيضا الكنيسة التي يعود تاريخها إلى ما قبل القرن الثالث الميلادي وقد تم في ملح اكتشاف العديد من الكتابات اليونانية العائدة إلى العصر البيزنطي وقد تضمنت رموزا مثل رمز السمكة (اينحتيس)، صلبان ذات أشكال مختلفة، أسماء قديسين، أسماء راهبين، قطعتين حجريتين تحملان كتابتين الأولى مؤرخة من عام 425 والثانية 606 ميلادي وقد ذكرت ملح في الشعر العربي حيث ذكرها جرير عندما قال:

نهدي السلام لأهل الغور من ملح

هيهات من ملح في الغور مهدانا

يا حبذا جبل الريان من جبل

وحبذا ساكن الريان من كانا

أما في القرن الحديث فقد كان لأهل ملح دور كبير في النضال الوطني فقد لبى أهالي ملح نداء الواجب في الثورة العربية الكبرى عام 1916 وفي الثورة السورية الكبرى بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش وفي حرب تشرين التحريرية وقدموا ما يزيد على 120 شهيدا وعندما نذكر ملح لابد لنا أن نذكر الشيخ الجليل العابد الزاهد ابو علي حسين صافي المتوفى عام 1936ودفن في خلوته.