طرقت "ثراء المؤيد" باب الرواية الإنكليزية، حيث وقّعت رواية "My Silent Letter: The Key" بوصفها باكورة أعمالها باللغة الإنكليزية؛ على أمل إنشاء نواة للرواية بلغتها المفضلة.

شابة أعطت للغة الإنكليزية اهتماماً، وتثقفت بآدابها، وتماهت مع رواياتها، فأسست مشروعها الأدبي على وزن هذه اللغة، وتنشر روايتها كما قالت من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الثاني 2018: «روايتي بالإنكليزية غير مترجمة، وعنوانها: "المفتاح"، حيث اتخذت منحى السيرة الذاتية، حاولت فيها الخروج من الأسلوب التقليدي مستعينة بأسلوب غنائي قوامه سرد حالم رومانسي يرصد التحولات التي حدثت في مسار حياتي، لأختار نهاية هي فقط بداية رحلة جديدة لصاحبة الكتاب، تحكي عن أهمية التفاصيل ودورها بحياتنا.

بقيت اللغة محور عملي، وتنثر عطرها الجميل على عملي كمدرّسة لها، وتدفعني لإنتاج أول عمل روائي لي متحدية صغر حجم الشريحة القارئة، لكن إصراري كبير على النشر باللغة الإنكليزية لتوسيع دائرة المهتمين والقراء تبعاً لتوسع شريحة المتكلمين بهذه اللغة

أحبّ الاختلاف، وطموحي كسر حواجز عدم المعرفة والحصول على المعلومة بامتلاك مفاتيح هذه اللغة، وعدم الارتهان للمعتاد في إهمال لغة غير لغتنا الأم التي نعتزّ بها، فاللغة شخصية ثانية ارتقى فيها إحساسي بالأشياء بشغف لنيل المزيد، قد يكون ذلك عائد إلى طفولتي التي أمضيتها في "لبنان"، حيث درست اللغة باهتمام شديد حتى عمر الحادية عشرة، لأعود إلى "سورية" وأتخرّج في جامعة "دمشق"، قسم الأدب الإنكليزي عام 2015».

الكاتبة ثراء المؤيد مع فواز عزام ورزين بيرم

وتابعت: «بقيت اللغة محور عملي، وتنثر عطرها الجميل على عملي كمدرّسة لها، وتدفعني لإنتاج أول عمل روائي لي متحدية صغر حجم الشريحة القارئة، لكن إصراري كبير على النشر باللغة الإنكليزية لتوسيع دائرة المهتمين والقراء تبعاً لتوسع شريحة المتكلمين بهذه اللغة».

ناقش الرواية المترجم "عدنان عزام"، الذي قال: «أن تكتب فتاة روايتها عن العالم الضيق حولها بلغة غير لغته، ذلك اغتراب عنه، ويبدو ذلك كافياً لتبدأ القراءة. لا تستعرض "ثراء" هنا قدراتها باستخدام لغة مختلفة عن لغة القراء حولها، هو الاغتراب فقط. حيث تقول: (العالم الذي نعرفه ضيق بضيق قواميسنا، امتلك لغة تشبه ما يجري، وابدأ تسجيل ما يحدث حولك وداخل رأسك. لا توجد لغة ثانية ولغة أم، اللغة التي ترويك ترويك.. سجل ما يجري ومن دون ملامح الناس والبيوت بلغتك).

المترجم عدنان عزام

دوّنت "ثراء" ما يجري بلغتها هي، والمراقبون الآن عليهم بالقواميس كسلالم إن أرادوا القفز فوق سورها. نحن بصدد رواية بسرد حالم أقرب إلى النثر تبدو كأنها سيرة ذاتية لفتاة، لكن ليس جيداً للرواية أن نبحث عن سيرة الفتاة "بيلا" داخلها الشخوص من دون خطوط بنهايات أو بدايات، علينا فقط أن نبدأ مراقبة ناس الرواية عن طريقة قراءتها، ونستمر في المراقبة ومن دون ملامح الناس حتى نموت هماً.

فالسيرة هنا أشياء لم تبح بها صاحبة الرواية، حين كانت فقط تراقب وتسجل ملامح أفراد أسرتها، وحديقة منزلها الخلفية، والسائق الذي غادر بها إلى أرض وعوالم ومعالم جديدة... الرواية جميلة وتستحق القراءة».

غلاف الرواية

ما يجدر ذكره، أن رواية "ثراء المؤيد"؛ وهي من مواليد "السويداء" عام 1991، صدرت عن دار "هدوء"، بإدارة الكاتب "فواز عزام".