حصدت مسرحية "ستاتيكو" للكاتب "شادي دويعر"، والمخرج "جمال شقير" ثلاث جوائز في "أيام قرطاج" المسرحية، بناء على تميز مسرحي يضاف إلى رصيد المسرح السوري.

فقد احتضن مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" بدورته التاسعة عشرة في "تونس" العمل المسرحي السوري، لينال جائزة أفضل نص لـ"شادي دويعر"، وأفضل ممثلة لـ"نوار يوسف"، وأفضل ممثل للدكتور الفنان "سامر عمران"، وهو العرض الثالث المكلل بقيمة مضافة للنجاح في "تونس" بعد "بيروت" و"السويداء"، والعرض الأم "دمشق" منتصف نيسان الماضي.

الجميل في العمل أنه خرج من عباءة (كثر خيرن عم يشتغلو)، فالعمل الرديء -على الرغم من توفر المبرر- ضعف للمسرح وللفن السوري بوجه عام، بينما نجد في "ستاتيكو" عملاً ينتمي إلى عصر المسرح الذهبي، وبذلك فهو إضافة راقية تستحق الجائزة والتكريم، وهنا تكاملت صناعة مسرح محترف من النص إلى الإخراج والتمثيل، فخطف الضوء في هذا المهرجان

فكرة النص معالجة لتساؤلات وجودية كما عبر عنها السيناريست "شادي دويعر" من خلال حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 كانون الأول 2017، وقال: «يطرح النص مجموعة من التساؤلات الوجودية عن نتاج البشرية منذ بدايتها، تسردها شخصية "حكم" بطل المسرحية بوصفه نتاجاً مشبعاً بالحروب والعنف وصراعات المصالح بين البشر، الأمر الذي خلق لديه الرغبة بالابتعاد النهائي والانتحار. أحداث المسرحية تجري في شقة في "دمشق"، حيث يمثل الواقع السوري الحالي خلفية غير مباشرة للأحداث، وهي في الوقت ذاته تحاكي الهمّ الإنساني العام، ويمكن أن تجري أحداثها في أي شقة أو مدينة في هذا العالم الذي لا يتجزأ فيه الوجع».

الكاتب شادي دويعر

نجاح العمل والسيناريو بوجه خاص تتمة لنجاح ومسيرة عمل أخبرنا عنها "دويعر" بالقول: «هذا العمل كرس فكرة التكامل الفني؛ وهو ما أهّل "ستاتيكو" للجوائز الثلاث في هذا المهرجان المرموق الذي أهديه وزملائي للمسرح السوري، لكون فريق العمل قدم الحالة الحضارية للعمل المسرحي السوري الذي نحلم به.

والعمل نصي الثاني مع المسرح القومي، وسبقه "غراب الأوبرا" إخراج "مازن العباس"، الذي عرض على مسرح "الحمرا"، ومونودراما عرض بطولة شخص واحد بالمسرح الجامعي، وعدة لوحات في "بقعة ضوء" و"أهل الغرام"، عندما حولت نص "ستاتيكو" إلى حلقة من هذا المسلسل للمخرج "الليث حجو" بصيغة سيناريو تلفزيوني».

الجائزة والدرع

خروج عن فكرة (شكراً لمن يعمل بهذه الظروف)، تقييم السيناريست "شادي كيوان" الذي تابع العمل، وقال: «الجميل في العمل أنه خرج من عباءة (كثر خيرن عم يشتغلو)، فالعمل الرديء -على الرغم من توفر المبرر- ضعف للمسرح وللفن السوري بوجه عام، بينما نجد في "ستاتيكو" عملاً ينتمي إلى عصر المسرح الذهبي، وبذلك فهو إضافة راقية تستحق الجائزة والتكريم، وهنا تكاملت صناعة مسرح محترف من النص إلى الإخراج والتمثيل، فخطف الضوء في هذا المهرجان».

وعن المسرحية يضيف: «نظلم المسرحية إن صنفناها بالواقعية أو العبثية، فكاتب النص والمخرج استطاعوا صناعة توليفية غريبة ومبدعة بين المدرستين، بداية من رسم الشخصية إلى التجسيد وكافة مكونات العمل، واستطاع المخرج تجسيد النص ليوصله بحرفية ومتعة عالية وعرض أخاذ، وبذات الوقت كان راقياً عبر أداء الممثلين أو السينوغرافيا أو الأصوات والخلفية وروح المكان، وكل فريق العمل قدم وأعطى أجمل ما يمكن».

السيناريست شادي كيوان

ما يجدر ذكره، أن "شادي دويعر" من مواليد عام 1974، يحمل شهادة التجارة والاقتصاد، وتحول إلى الكتابة. ومن أعماله أيضاً مسلسلا "رومانتيكا" و"أنت هنا". شارك مع "سامر برقاوي" بمسلسل "شبابيك"، ومسلسلي "فوق السقف"، و"بعد السقوط" ضمن مجموعة من الكتاب، وقصة مسلسل "الطواريد"، وسبقهما فيلمان قصيران "خشب" و"معك ولاعة".