نفقٌ مسقوفٌ بحجارة الربد بارتفاع نحو المترين وعرض متر وطول ثمانية أمتار في "سيع"، وأجزاء من الحي الروماني الذي يحيط بالمسرح الصغير في مدينة "السويداء" القديمة، هي الحصيلة الأولية لبعثة التنقيب الأثرية الحالية في "السويداء".

وقد تحدث الدكتور "نشأت كيوان" مدير دائرة الآثار في "السويداء" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 تشرين الثاني 2017، عن النفق المكتشف في "سيع": «يضيف اكتشاف النفق في "سيع" عنصراً معمارياً جديداً إلى المخطط المعماري والتقسيمات المعمارية في الموقع، وهو يقع في الزاوية الشمالية الشرقية لمعبد "بعل شامين" الذي يعود إلى عام 31 قبل الميلاد، ويعد أقدم معبد أثري في المحافظة.

أعمال التنقيب للبعثة الحالية لهذا الموسم كشفت أجزاء من الحي الروماني الضخم الذي يحيط بالمسرح الصغير "الأوديون"، والذي يقع ضمن البلدة القديمة غرب "الكنيسة الكبرى"، وذلك من خلال الأسبار والمسح الطبوغرافي للموقع، والمخططات الهندسية التي تمتد على مساحة 300 متر، هذه المخططات وضع تصورها الباحث الفرنسي "ميكائيل كالوس" خلال مدة التعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف، والمعهد الفرنسي لآثار الشرق الأدنى بين عامي 1997-2000. هذا إضافة إلى بعض العناصر المعمارية، مثل المحال ومستودعات التخزين الممتدة على نسق واحد من الجنوب إلى الشمال بمحاذاة الأوديون، ويتقدمها رواق مبلط تظهر فيه بقايا البلاطات الحجرية للطريق، فوقه مجموعة من خرزات الأعمدة الحجرية التي كانت تحمل رواقاً معمداً، وهو سقف يتقدم البناء، ولا تزال قواعدها موجودة

وظيفة هذا النفق غير معروفة إلى الآن، والفترات اللاحقة للتنقيب ستوضح هذا الأمر، وهو مبني من حجارة متوسطة الحجم، ولا يوجد له مدخل أو باب نظامي، علماً أنه عثر بداخله على لقى فخارية وسراج فخاري كامل، ومسكوكات؛ (أي قطع نقدية). وتشير هذه المكتشفات إلى أن النفق بني واستخدم قبل بناء المعبد الحالي، وهناك احتمالية وجود معبد سابق يعود إلى أواخر الفترة الهلنستية، فجرت توسعته وإعادة بنائه عام 32 قبل الميلاد، وما يدعم هذه الفرضية كشف مذبح مضلع صغير يعود إلى أواخر الفترة الهلنستية وجد في الركام الموجود تحت قدس أقداس في المعبد الحالي، إضافة إلى كسرة فخارية من النوع الرقيق فيها بعض الأحرف اليونانية، وأساس الجدار العرضي الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب، إلى جانب الجدار الشمالي للمعبد. ونحو 80 قطعة من النقود البرونزية تعود إلى فترات زمنية مختلفة مر بها المعبد وموقع "سيع" من نبطية إلى رومانية وبيزنطية، كما وجدنا كسرات عظم حيوانية جنوب جدار المعبد الجنوبي».

الدكتور "نشأت كيوان" مدير الآثار في "السويداء"

وبالنسبة للمكتشفات في بلدة "السويداء" القديمة، أضاف رئيس البعثة الوطنية للتنقيب في الموسم الحالي "طلعت العفيف" قائلاً: «أعمال التنقيب للبعثة الحالية لهذا الموسم كشفت أجزاء من الحي الروماني الضخم الذي يحيط بالمسرح الصغير "الأوديون"، والذي يقع ضمن البلدة القديمة غرب "الكنيسة الكبرى"، وذلك من خلال الأسبار والمسح الطبوغرافي للموقع، والمخططات الهندسية التي تمتد على مساحة 300 متر، هذه المخططات وضع تصورها الباحث الفرنسي "ميكائيل كالوس" خلال مدة التعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف، والمعهد الفرنسي لآثار الشرق الأدنى بين عامي 1997-2000.

هذا إضافة إلى بعض العناصر المعمارية، مثل المحال ومستودعات التخزين الممتدة على نسق واحد من الجنوب إلى الشمال بمحاذاة الأوديون، ويتقدمها رواق مبلط تظهر فيه بقايا البلاطات الحجرية للطريق، فوقه مجموعة من خرزات الأعمدة الحجرية التي كانت تحمل رواقاً معمداً، وهو سقف يتقدم البناء، ولا تزال قواعدها موجودة».

بعثة التنقيب الحالية
صورة للنفق