فرضت الفنانة "ملدا عجلاني" حضوراً محفزاً للخيال والعقل في معرضها الفردي الثالث، الذي أقيم ليوم واحد في المركز الثقافي بـ"شهبا"، الذي حمل عنوان: "الإنسان الأخير"؛ لطرحه إشكالات بنيوية عميقة تتعلق بصراع الحضارات.

مدونة وطن "eSyria"، التقت الفنانة "ملدا عجلاني" القادمة من "دمشق" بتاريخ 8 نيسان 2017، لتحدثنا عن فكرة معرضها بالقول: «إن معرضي يطرح "صراع الحضارات" كقضية إنسانية نتائجها لا تقل إشكالية عن أسبابها، وهي الفجوة التي أغفلتها الطروحات المقدمة سابقاً من نظريات، فهي بحثت الصراع في إطار دول، وليس في إطار شخصي إنساني، مع أن هناك تصوراً عاماً فحواه أن القيادات والنخب هي التي توجه العالم لصراع الحضارات، للحفاظ على وجود النخب بعد تأطيره بعقائد أو فلسفات وأديان وقيم؛ وهذا لا يشير إلى تطور فكر الفرد وتغييره. والمعرض يعبر عن تناقض قيم وأهداف الإنسان الأول والإنسان الأخير، واستراتيجياته للوصول إلى العالم المثالي من وجهة نظره الإنسانية الفردية، وليس مخططات دول. في حين يعبر اللون الأخضر الحار في الأعمال عن ذروة التقدم الذي سعى ويسعى إليها الإنسان.

أنا مهندسة عمارة داخلية خريجة "كلية الفنون الجميلة"، الفن هو موهبة ربانية قمت بتنميتها بالدراسة الأكاديمية ومتابعتي الدائمة لكل ما يزيد من ثقافتي الفنية، توسعت بدراسة باقي الفنون التشكيلية، أحب المرأة والإنسان، وأحمل لهما تقديراً كبيراً لأنهما مصدر جمال دائم، ومواضيع أعمالي أغلب الأحيان تدور في هذا الفلك

إننا نلمح رغبة جدية بالعودة إلى الإنسان الطبيعي الذي يعترف بقوى الطبيعة، وأنه جزء غير محوري فيها على الرغم من قدرته على قيادتها ومقاومة غرائزه في حب الاعتراف والتقدير».

الفنانة ملدا مع الفنان حميد نوفل

وعن الألوان والأدوات المستخدمة في الأعمال، تضيف: «الألوان في صراع بين الإنسان في العصور الحجرية، وألوان "النيون" في العصور الحديثة من الأخضر والأزرق الساطع، فالخطوط والأشكال تعبر عن صراع محتدم بين البنية الجسدية للإنسان الأول التي فرضتها الطبيعة، والأخير بتغيراته الفيزيولوجية والإيكولوجية التي يرفض اعتبارها من نتائج حربه ضد الطبيعة. والمواد المستخدمة كانت مزيجاً بين المواد المركبة من الكولاج والنايلون، وأوراق الأمنيوم، وأكياس النفايات، وبين المواد الطبيعية، مثل: ألوان الباستيل الطبشورية الترابية، والفحم، والألوان الزيتية».

وبنبذة بسيطة عن حياتها، تضيف: «أنا مهندسة عمارة داخلية خريجة "كلية الفنون الجميلة"، الفن هو موهبة ربانية قمت بتنميتها بالدراسة الأكاديمية ومتابعتي الدائمة لكل ما يزيد من ثقافتي الفنية، توسعت بدراسة باقي الفنون التشكيلية، أحب المرأة والإنسان، وأحمل لهما تقديراً كبيراً لأنهما مصدر جمال دائم، ومواضيع أعمالي أغلب الأحيان تدور في هذا الفلك».

لوحة من المعرض

مغامرة شيقة تتركها الأعمال في ذهن المتلقي بخطوطها وألوانها ومواضيعها، حيث تحدث رجل الأعمال الشاب "سامر دنون"، الذي زار المعرض: «على الرغم من طبيعة الموضوع الفلسفية المعقدة، إلا أن الألوان كانت مشرقة وتدعو إلى التفاؤل والأمل، وتضعنا اللوحات أمام صراع داخلي، لكنها تفتح لنا العديد من المخارج نحو حب الحياة، والعمل للعودة إلى الطبيعة، والبعد عن كل ما يسبب الصراعات.

كقارئ لهذا المعرض، فإنه يقدم طرحاً متكاملاً للأزمات الإنسانية المعاصرة، وأهمها مسببات الحروب، ويدعو إلى دعم القيم الإنسانية العالمية».

من أجواء الافتتاح

يذكر أنّ الفنانة "ملدا عجلاني" من مواليد مدينة "دمشق"، عام 1986.