تحوّل "كنان الحرفوش" إلى ظاهرة فريدة في مكان إقامته بـ"سويسرا"، بعد أن بثت وسائل النقل صوره على شاشاتها للاحتفاء بمعرضه الفني؛ وهو ما منحه الثقة لينشئ خيمة كل يوم أحد من أجل بيع منتجات بلده وتحويل الأرباح إلى الفقراء في "سورية".

الشاب المولود في مدينة "شهبا" عام 1994، الذي كتب له عمر جديد كما قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 آذار 2017، عندما كان يحاول عبور البحر نحو القارة العجوز، وأضاف: «قررت منذ ذلك اليوم أن أكون إنساناً آخر يفخر بي قومي ووطني، حيث عملت منذ وصولي إلى "سويسرا" على تنمية مهاراتي، والاستفادة القصوى من الوقت حتى أنجح وأصبح مهندساً معمارياً مميزاً، فكانت الخطوة الأولى بمعرض للرسم مع مجموعة من الفنانين من جنسيات مختلفة، فاحتفت بي الصحافة والتلفزيون بعد أن قدمت عدداً من اللوحات التي تصور ما يعتريني من مشاعر تجاه وطني، وبدأت شاشات محطات المترو بثّ صوري ولوحاتي».

شعرت بأن الفنّ خلق معه بالفطرة، فهو سريع البديهة ويلتقط أدق التفاصيل بصورة مذهلة، وشعرت منذ اللحظة الأولى بأنني أمام فنان مستقبلي مهم. أما مبادرته في مساعدة الفقراء، فهي تدل على منبته وأصله الطيب، وليست غريبة عنه

لم يخرج الوطن منه، وكان هاجسه أن يثبت انتماءه أينما حلّ، حتى لو كانت مبادراته بسيطة، وقال: «عندما اشتدت الأزمة في "سورية" قدمت طلباً مفصلاً لمساعدة الفقراء في الوطن من خلال إنشاء خيمة في إحدى الساحات العامة في مكان إقامتي، وبعد ثلاثة أشهر تمت الموافقة، فقمت مع صديقي "عبادة الطويل" الذي ينحدر من "جبل الشيخ" بصنع عدد من الأكلات الشعبية والحلويات، وعرضها للبيع أمام المارة، وقد قام عدد من الشبان السويسريين بالمساعدة وصنع بعض الحلويات المحلية لزيادة الأرباح ومحاولة استمالة الزبائن الذين أقبلوا بكثافة على الخيمة واستفسروا عن الأوضاع في "سورية"، وشاهدوا الخرائط والصور التي قمنا بتجهيزها من أجلهم.

خيمة كنان التي احتوت منتجات محلية سورية

وبعد أسابيع تم جمع مبلغ مهم من المال وإرساله إلى الوطن، حيث تم توزيعه في "دمشق" وريفها و"السويداء"».

يدين "كنان" بما وصل إليه فنياً لمن علمه وأشرف عليه في طفولته، الفنان "حسين الحج"، الذي تحدث عن موهبته الفنية: «شعرت بأن الفنّ خلق معه بالفطرة، فهو سريع البديهة ويلتقط أدق التفاصيل بصورة مذهلة، وشعرت منذ اللحظة الأولى بأنني أمام فنان مستقبلي مهم. أما مبادرته في مساعدة الفقراء، فهي تدل على منبته وأصله الطيب، وليست غريبة عنه».

جانب من المعرض
في مترو سويسري تظهر إعلاناته