في تجربة منزلية وبمواد أولية، توصّل "عصام فارس المقت" من قرية "عرمان" إلى ابتكار قطع أسطوانية كانت وسيلته للحصول على تدفئة جيدة في موسم الشتاء البارد.

الطريقة التي يصفها بالبسيطة، اعتمدت على بقايا الكرتون و"التبن"؛ لينتج منها بعد الضغط قطعاً تصلح لإشعال النار لساعات طويلة من دون تكاليف مالية تذكر؛ وفق حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 شباط 2017، وقال: «من أجل البحث عن بدائل للتدفئة اختبرت حرق الكرتون، بمحاولة إعادته إلى أصله؛ وهو الخشب، لكنه يحترق بسرعة، وبعد محاولات إضافة مواد تطيل وقت الاحتراق كان "التبن" خياراً جيداً، لكن بعد المعالجة واستخدام وسائل لضغط الكرتون المعجون بالماء مع "التبن" أو "القصل"؛ أي سيقان القمح اليابسة، أو نشارة الخشب للحصول على عجينة نستثمرها بعد الضغط لتأخذ شكل الأسطوانة، وبعدها تجفف تحت أشعة الشمس لعدة أيام، وتصبح فيها جاهزة للاستخدام، ووسيلة كافية لتدفئة المنزل، وقد ثبت نجاحها بصورة جيدة، حيث تستمر كل أسطوانة بالاحتراق أكثر من ساعة».

الفكرة جيدة ولها آفاق يمكن تطويرها، وبسيطة في ذات الوقت، ومن وجهة نظري، هي وسيلة جيدة لتلبية جزء من حاجة الأهالي إلى عناصر التدفئة، والتصدي للقطع الجائر للأشجار المعمرة، وبديل منزلي مناسب، وقد تابعنا التجربة وراقبنا وقت الاحتراق ودرجة الحرارة، وكانت النتائج مميزة، حيث كانت مدة احتراق القطعة جيدة وموازية لمدة احتراق القطع المصنعة من "تفل" الزيتون من حيث الاشتعال والتدفئة؛ فهي من الوسائل المناسبة، إضافة إلى أنها صديقة للبيئة، وتم تصوير التجربة لنقلها إلى الأهالي والتعريف بها

إحراق مواد طبيعية غير منتجة لغازات ضارة فكرة تستحق التوقف عندها وفق ما أضاف، وقال: «هناك بدائل مختلفة تستخدم كوقود، لكن البحث كان من أجل استثمار مواد أولية من دون مخلفات مؤذية للصحة، وباختيار الكرتون بديلاً نقياً من المواد الكيماوية لدرجة جيدة، وإضافة المواد الطبيعية، حقّقنا الغاية، وشجّعت الجيران وأهالي قريتي على التجربة؛ فطريقة التحضير اعتمدت وسائل منزلية أهمها رافع العجلات أو "كريكو" السيارة للضغط، ومقاسات مختلفة من "البواري" لتشكيل الأسطوانة. ومع توافر الكرتون من بقايا ناتج استهلاك متجري الخاص، و"التبن" المتوافر في المناطق الريفية، أو أي نوع من نشارة الخشب، أو حتى أوراق الشجر المتساقطة، نتمكّن من الحصول على مخزون من القطع يفي باحتياجات التدفئة لفصل كامل من دون الحاجة إلى أي نوع من المحروقات».

القطع بعد الضغط والتعرض لأشعة الشمس

تجربة صديقة للبيئة، وفق حديث "وليد الصفدي" المعالج الفيزيائي من أهالي قرية "عرمان"، وأضاف: «الفكرة جيدة ولها آفاق يمكن تطويرها، وبسيطة في ذات الوقت، ومن وجهة نظري، هي وسيلة جيدة لتلبية جزء من حاجة الأهالي إلى عناصر التدفئة، والتصدي للقطع الجائر للأشجار المعمرة، وبديل منزلي مناسب، وقد تابعنا التجربة وراقبنا وقت الاحتراق ودرجة الحرارة، وكانت النتائج مميزة، حيث كانت مدة احتراق القطعة جيدة وموازية لمدة احتراق القطع المصنعة من "تفل" الزيتون من حيث الاشتعال والتدفئة؛ فهي من الوسائل المناسبة، إضافة إلى أنها صديقة للبيئة، وتم تصوير التجربة لنقلها إلى الأهالي والتعريف بها».

ما يجدر ذكره، أنّ "عصام فارس المقت" من مواليد عام 1961، مدرّس لغة فرنسية، متقاعد، ويمتلك متجراً في القرية.

وليد الصفدي