بدأت هوايتها بالرسم في الصف الثاني على شكل خربشات لا حلّ لها، لكنها كانت تدرك في قرارة نفسها أنّ المتعة تكمن مع الورقة والقلم، وعندما كبرت قليلاً اكتشفت فنّ الزخرفة؛ لتبدع به على جدران الغرف الكبيرة، وتلتقط بداية عوالمها نحو المستقبل.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 30 كانون الأول 2016، التقت الشابة "شروق نضال عامر" المولودة في مدينة "شهبا"، عام 2001، والناجحة بتفوّق في شهادة التعليم الأساسي، حيث تحدّثت عن زخارفها التي صنعتها على جدران البيت الداخلية، فقالت: «اكتشفت فنّ الزخرفة عن طريق المصادفة أثناء البحث في الإنترنت عن الفنون التشكيلية، كانت تلك اللحظة بالنسبة لي مهمة؛ لأنني وجدت شيئاً قريباً إلى ذاتي، فقرأت كثيراً عن هذا الفنّ القديم، وركّزت كثيراً على طبيعة الرسومات وكيفية صناعتها، لقد أعجبتني لوحة اسمها "ماندالا"، وهي نوع قريب من "المنمنمات الفارسية"، كان رسمها دقيقاً جداً، وقد شدّتني تفاصيلها بقوة، فرحت أحاول التقاط البداية من نقطة صغيرة، وبالتدريج حاولت أن أملأ كل فراغ في الدائرة الموجودة بأي شكل يخطر في بالي، وهكذا تعلّمتها حتى أصبحت أفكّر برسومات خاصة، وأملأ الفراغات بهذا النوع من الزخرفة».

أعرفها جيداً من خلال الدورة التي أشرفت عليها، فهي شابة موهوبة، تتقن العمل بخيال خصب، وتمارس هوايتها بشغف، دائمة السؤال، وما الأعمال التي زخرفتها على الحائط سوى دليل على تميزها، فهي اختارت الطريق الصعب الذي يحتاج إلى تركيز كامل من البداية حتى آخر نقطة، وقد نجحت بذلك، وأظنّ أنّ موهبتها سوف توصلها إلى أماكن أبعد

وعلى الرغم من عدم التحاقها بدورة للتدريب أو تنمية موهبتها في هذا النوع من الفن؛ إلا أنها كانت تحتال على الجدران البيضاء لتصنع عوالمها الخاصة، وتضيف: «أحببت أن أصنع شيئاً مختلفاً وجديداً في محيطي، شيئاً أستطيع من خلاله أن أفرغ كل الطاقة الموجودة بداخلي، وهو ليس مرتبطاً بورقة، فأحببت أن أعرف مدى جماله على الجدران، وبدأت بشجرة من صنع خيالي، وعندما اكتملت، أتبعتها برسم "بورتريه" على جدار آخر، وعندما فرغت من اللوحتين شاهدت انطباعات المحيط من حولي، وتيقّنت بعدم وجود حدود يمكن أن تبنى حول مفهوم الفن؛ ولذا سأتابع».

طريقة الرسم على الجدار "الزخارف"

صنعت في وقت فراغها "حلية" صغيرة يطلق عليها "صائدة الأحلام"، وقامت بعرضها على صفحتها الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحدّدت سعراً للمبيع، حيث اكتشفت أن ما تقوم به جذاب وقابل للاستثمار، وقالت: «لم أكن أقصد البيع، كانت دعابة وتحولت إلى أمر واقع عندما تلقيت الطلبات لاقتناء "الحلية" التي يعتقد الناس أنها طاردة للكوابيس، وهي تعلق في غرف النوم، وصناعتها بسيطة يمكن لأي شخص أن يقوم بذلك، وما عليه إلا البحث في الإنترنت، وفي النهاية، أنا شابة صغيرة تعيش حاضرها، ولا أفكر كثيراً بالمستقبل، وأدعو الجميع إلى هذا الأمر، فأستغل مواهبي بما أريد وما يفيدني ويفرحني».

عنها قال الفنان التشكيلي "طلعت كيوان"، الذي أشرف على معرض جماعي اشتركت فيه "شروق" بلوحة: «أعرفها جيداً من خلال الدورة التي أشرفت عليها، فهي شابة موهوبة، تتقن العمل بخيال خصب، وتمارس هوايتها بشغف، دائمة السؤال، وما الأعمال التي زخرفتها على الحائط سوى دليل على تميزها، فهي اختارت الطريق الصعب الذي يحتاج إلى تركيز كامل من البداية حتى آخر نقطة، وقد نجحت بذلك، وأظنّ أنّ موهبتها سوف توصلها إلى أماكن أبعد».

أمام بورتريه جداري من الخيال