قدّم الفنان "علي أبو عسلي" في معرضه الأول تجربته بالألوان المائية الصرفة التي حاكى فيها جمال الطبيعة بألوانها وتجليّاته، وبحضور الطريق المؤدي إلى الفرح والغروب كبشارة أمل.

في معرضه الذي افتتح بتاريخ 9 تشرين الثاني 2016، في صالة "كل الفنون" تحدث الفنان "علي أبو عسلي" لمدونة وطن "eSyria"؛ موضحاً حالة الانتماء إلى الألوان المائية؛ فهي وفق تعبيره ابنة الطبيعة التي كانت وسيلته لتجسيدها بكل ما امتزجت به من عواطف وأحاسيس، وقال: «عندما نرسم اللوحة الزيتية على مساحة كبيرة نحتاج إلى أكثر من موضوع ومداخلات فكرية لشغل هذه المساحة، بينما تتيح لي اللوحة المائية أن أقدم من خلالها أفكاري وكل ما أريد التعبير عنه ضمن المساحة الصغيرة؛ مستثمراً آفاقها الثرّة، وبما أن الألوان مائية بعيدة عن التركيب الكيماوي؛ فهي أقرب إلى الطبيعة، وبما أن موضوعي المحوري هو الطبيعة، فالمائي وسيلة مناسبة قدمت لي فرصة التفاعل مع ألوان الخضرة والتراب وتفاصيل المزج والكثافة التي حملت عواطفي لجماليات تحيط بنا، لكن ضاعت منا في زمن الضجيج والضغوط، واليوم قدمت ثلاثين عملاً كان اللون المائي مادتها والحياة الطبيعية بتجلياتها؛ لنعود معاً إلى هذا الجمال بفصوله ومواعيده الغنية باللون والرقة».

تجربة فنية متكاملة بالألوان المائية أعدّها خطوة في مسار التنوع الفني، وقد لمست ذلك من خلال استحسان الجمهور لما قدمه الفنان من أعمال، والحوار المتفاعل الذي بيّن اهتمامات الجمهور وانفعالهم باللون والرؤى، التي عرضت لتجربة غنية كسرت الفواصل مع عين المتلقي، وتلاقت مع روحه

من تفاصيل العرض أعمال كان فيها الطريق محور العمل مُنَصّفاً له ترابياً أو معبّداً، لكنه في النهاية ناقلاً لرسالة، وأضاف: «الطريق حالة فلسفية بحتة، وحالة صوفية مستمرة، وقد لا يكون حقيقياً، قد يكون طريقاً فكرياً صوفياً أو مسار تواصل، لكنه طريق طبيعي؛ على مبدأ أننا نمشي في هذه الحياة على طرق متفرعة؛ فلا مسير بلا طريق، وكم لنا من أهداف حملها هذا الطريق هنا يمكن أن ننعطف أن نتوقف، نعود أدراجنا، كلها أفكار نحاكمها في الطريق».

من أعمال الفنان علي أبو عسلي

المهندس الفنان "عصام أبو الحسن" عبّر عن أهمية المعرض، وقال: «تجربة فنية متكاملة بالألوان المائية أعدّها خطوة في مسار التنوع الفني، وقد لمست ذلك من خلال استحسان الجمهور لما قدمه الفنان من أعمال، والحوار المتفاعل الذي بيّن اهتمامات الجمهور وانفعالهم باللون والرؤى، التي عرضت لتجربة غنية كسرت الفواصل مع عين المتلقي، وتلاقت مع روحه».

المهندس "أكرم منذر" أحد زوار المعرض، قال: «التجربة التي يقدمها الفنان "علي" بمقاييس الفنانين قد تكون كلاسيكية، لكنها من وجهة نظري تجربة إنسانية جميلة تحاكي الداخل البشري الباحث عن الجمال باستمراره وبساطته وعذوبته؛ هنا نجد أن الطبيعة حاضرة بصورها المشرقة وجمالياتها، والخطوط الراقية التي تعبّر عن تجربة قيّمة لهذا الفنان الجميل الذي عبّر عن علاقته الصادقة مع الطبيعة وتفاعله الفكري والروحي العميق».

المهندس أكرم منذر

يذكر؛ أن الفنان "علي أبو عسلي" من مواليد عام 1954، خريج المعهد المتوسط الهندسي، متخصص بالتصميم، ومتقن لبرامجه المتطورة.

من أعماله أيضا