رسمت وخطّطت بأناملها الصغيرة، لكن الزخرفة كانت خيارها لدخول مسابقة الروّاد التي حقّقت فيها الطفلة "أسيل أيمن جزان" المركز الأول على مستوى القطر.

عن ألوان وخطوط جذبت مخيلتها إلى عالم الجمال والفنّ الأصيل تحدّثت "أسيل" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 أيلول 2016، وقالت: «تدرّبت على فنون الزخرفة بعد تجارب مع الرسم والألوان، وبوصفه عالماً غير مطروق بكثرة من قبل أطفال مثلي؛ لاعتماده دقة الرؤية والرسم المتناظر والخطوط المنتظمة الدقيقة، وطرائقه الفاتنة التي كانت غريبة على مخيلتي في البداية، جذبني ودفعني إلى التدريب لوقت أطول، وكان ممتعاً بالنسبة لي، والتجربة كانت منتجة للوحة جديدة في كل مرة، خاصة أن فهمي للزخرفة كان في البداية عبارة عن حالة تزيين، لكن دراسة موضوع الزخرفة جعلتني أكثر تمكّناً بغايات هذه الخطوط والألوان ومعانيها الجميلة.

حرصت على أن تتعلم "أسيل" معاني الزخارف والرموز والنقوش التي بدأت نقلها وتكرارها من أعمال مشهورة، لتكون لديها المعرفة بكل أنواع الزخارف الإسلامية القديمة، وحالياً المعاصرة والنقوش المرتبطة بها، خاصة أن هذا العمل حقّق لها متعة، وأقدمت عليه بفرح ورغبة بالتعلم والمتابعة

فقد استفدت من والدي في مطالعة مراجع متخصصة بهذا الفن، وكانت مشاركتي بمسابقة الرواد لهذا العام في "طرطوس" تجربة غنية لأطّلع على تجارب طلاب مثلي في هذا المجال، وأستمع إلى نصائح متخصّصين في هذا الفنّ الذي أكتشف عنه الجديد في كل عمل أنفّذه، لعلّي أتمكن من عرض ما لدي في معرض قادم يعبر عن اهتمامي بهذا الفن، ولديّ اليوم مجموعة من المشاريع التي أسعى إلى استكمالها وحفظها كرصيد لأعمالي في هذه المرحلة».

المدرّسة خلود شروف

تابعتها مدرّسة الفنون "خلود شروف" من قرية "قنوات"، التي آمنت بموهبتها، وقالت: «من تعاملها مع الخط واللون اتضحت موهبتها، وكانت سخية عليها بالاهتمام، لأجدها متشوقة لكل معلومة ومتجاوبة مع أي ملاحظة لتنتج عدداً كبيراً من الأعمال بهدوء وتأنٍّ؛ وهو ما دفعني إلى تشجيعها على المشاركة، وكانت مشاركة موفقة ومتميزة؛ فقد نالت المرتبة الأولى التي تستحقّها، وأتوقع أنها ستثبت بصمتها الخاصة في هذا المجال في المراحل القادمة. ومن وجهة نظري، فقد برعت بالزخرفة الإسلامية وأتقنتها، ولديها تفاصيل ذاتية تعبّر عن شخصيتها يستطيع المهتم بالزخرفة تمييزها، وأتوقع أن اللجنة المتخصصة قيّمت ذلك بدقة».

لاحظ والدها جامع اللقى الأثرية "أيمن جزان" موهبتها، واهتمّ بتثقيفها في مجال الزخرفة، وقال: «حرصت على أن تتعلم "أسيل" معاني الزخارف والرموز والنقوش التي بدأت نقلها وتكرارها من أعمال مشهورة، لتكون لديها المعرفة بكل أنواع الزخارف الإسلامية القديمة، وحالياً المعاصرة والنقوش المرتبطة بها، خاصة أن هذا العمل حقّق لها متعة، وأقدمت عليه بفرح ورغبة بالتعلم والمتابعة».

والد أسيل أيمن جزان

الجدير بالذكر، أنّ "أسيل جزان" من مواليد قرية "قنوات"، عام 2004، طالبة بالصف السابع، وعازفة كمان، باشرت الرسم بعمر الأربع سنوات.

من أعمال أسيل