مثلت "فينوس حمزة" وطنها الأم "سورية" في حفل التخرج الضخم لطلاب جامعة "ماساشوتس"، حاملة علم وطنها لكونها متفوقة في اختصاصها الطبي الذي أنهته بأربع سنوات من أصل ست سنوات، لتكمل رحلتها مع اختصاصها الجديد ومواهبها المتعددة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الشابة "فينوس حمزة" ابنة الثالثة والعشرين عاماً، والمولودة في قرية "رساس"، حيث تحدثت عن حفل التخرج ودراستها بالقول: «هذا هو حفل التخرج السنوي الذي ضم 6600 طالب من كل الاختصاصات، من بينهم 1000 طالب في مدرسة الطب بكل اختصاصاته، ومعروف أن جامعة "ماساشوتس" هي واحدة من أكبر جامعات "الولايات المتحدة الأميركية"، وقد أكملت سنواتي الدراسية في أربع سنوات بدلاً من ست سنوات من دون عطلة نهائياً في الصيف والشتاء، حيث درست أكثر من تخصص في مجال الطب، والتخصص الأساسي في آخر سنتين كان في "الكينسيولوجي"؛ وهي الحركة عند الإنسان التي تضم الهرمون وإشارات الدماغ والعضلات والعظام، ودعيت للانضمام إلى نادي المتفوقين لأنني حافظت على معدل ما بين التسعين والمئة علامة في كافة المواد».

في الشهر الأول لهذه السنة تقدمت بطلب إلى إدارة الجامعة من أجل حمل العلم السوري في حفل التخرج لأنني سورية متفوقة؛ حيث لا يقبل رفع علم أي دولة من قبل أي طالب في حفل التخرج الضخم ما لم يكن متميزاً

وتابعت: «أكملت السنوات الأربع الماضية بمنحة دراسية من المدرسة بسبب محافظتي على معدل عالٍ خلال الدراسة، وخلال السنة الأخيرة قدمت بحثاً عن هرمون لمعالجة الآثار الجانبية للسرطان، ومنذ سنة تقريباً أعمل يوماً واحداً في مستشفى الأطفال بمدينة "بوسطن" لمساعدة العائلات العربية القادمة من الشرق الأوسط، وخلال الأشهر التسعة القادمة سأتابع اختصاصي في دراسة جهاز الحركة عند الأطفال، وحالات السرطان للسن المبكر».

العلم السوري في حفل التخرج

وبالنسبة إلى رفع العلم السوري في حفل التخرج، أضافت: «في الشهر الأول لهذه السنة تقدمت بطلب إلى إدارة الجامعة من أجل حمل العلم السوري في حفل التخرج لأنني سورية متفوقة؛ حيث لا يقبل رفع علم أي دولة من قبل أي طالب في حفل التخرج الضخم ما لم يكن متميزاً».

وفي حديث مع والدتها المصرفية "هند عكوان" التي قالت عن رحلة العائلة إلى "الولايات المتحدة الأميركية"، وتفوق ابنتها: «أتينا عام 1998 من قرية "رساس" في محافظة "السويداء"، وكان عمر "فينوس" ثلاث سنوات ونصف السنة، والدها "مجيب حمزة" الذي يمتلك مطعماً صغيراً للبيتزا، وتساعده "فينوس" بأوقات الفراغ القليلة، ويعدّها الزبائن أفضل شيف، وأختها "لجين" أنهت دراستها الجامعية في "علوم الدماغ" وتعمل معالجة نفسية، ومحللة للأطفال المصابين به، وآخر العنقود "طلال" المتفوق على مستوى الولاية، وقد قبل في مركز البحوث العلمية بمنحة دراسية كاملة.

مع والديها

"فينوس" موهوبة منذ الصغر، ففي المرحلة الابتدائية حصلت على علامة كاملة في الامتحان العام في العلوم على مستوى الولاية، وهكذا بدأنا نكتشف حبها للعلوم، كانت مثالاً عالياً لطلاب صفها بكل المراحل، وتشجعهم ألا ينفروا من الطفل المعوق، وتتميز بمساعدة الطلاب الآخرين، وهي مصممة على العمل مع الأطفال، وسوف تعود إلى "سورية" لتفتح مستشفى مع أخويها، وقد أطلقت الآن حملة تبرع لأطفال "سورية" بهدف جمع مبلغ من المال وإرساله إلى الوطن.

ومن هواياتها العزف على البيانو والرسم، وتابعت لعبة كرة السلة واحترفتها في المرحلة الإعدادية والثانوية، لكن ضيق الوقت جعلها تتوقف، وتلعب أيضاً التنس وكرة القدم لتحافظ على لياقتها».

شهادة الطب من الجامعة

الشاب "علاء مكاكي" الطالب في جامعة "دمشق" سنة ثانية علم اجتماع، قال: «قرأت عن "فينوس حمزة" ابنة بلدي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستمعت إلى عدة أحاديث عن تميزها وأعمالها الإنسانية التي تقوم بها من أجل الطفولة في كل مكان، وأكثر ما شدني في قصتها اهتمامها وارتباطها بكل ما يمت إلى الوطن بصلة، وعزيمتها التي جعلتها تصل الليل بالنهار من أجل اختصار دراستها، والدخول في الحياة العملية».