مئة عام قارب على إتمامها المعمر "أبو إسماعيل حمد الظاهر" من قرية "الثعلة"؛ يروي من أحداثها الكثير.

فلاح طوى سنوات العمر في العمل لم يصنع ثروة، لكن ثروته الحقيقية تحدث عنها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 تشرين الثاني 2015؛ التي زارته واستمعت منه عن علاقته مع الأبناء والأحفاد، فقال: «وفق بيانات البطاقة الشخصية أنا من مواليد 1923، لكنني أعرف أن هذا التاريخ غير دقيق لأنني أتذكر ثورة 1925، وكنت شاباً حينها، وأذكر من أحداثها التي دارت في جوار قريتنا وأحاديث أهالي القرية في تلك الفترة، وشاهدت الخيل والجثث للفرنسين في معارك "الأصلحة" و"تل الحديد" و"عرى" على أرض المعركة.

في قريتنا "الثعلة" عشنا أياماً فيها من صعوبة العيش والبحث عن الرزق الكثير، لكن الأيام القديمة كان فيها للفقير رحمة من الأهل والأقارب، وكان الناس يتشابهون في ظروفهم لتبقى المودة سائدة والتعاون في العمل وكل المواسم، وهذا ما هوّن علينا العيش لنكبر أولادنا ونحصل على لقمة العيش بالحلال

أمضيت عمري فلاحاً أعتني بالأرض في ذلك الزمن الذي عانى الناس فيه الفقر، وربيت عائلة كبيرة، ولي من الأحفاد أربعة وثلاثون حفيداً هم وأبنائي ثروتي التي حرصت عليها طوال سنوات العمر الماضية، ومع أن حركتي اليوم لا تتجاوز خطوات بسيطة إلا أنني أحمد الله أن حولي أسرة ترعاني، وأقيم في قريتي حيث للكبير احترام لتجد الجيران من كبار السن لا ينقطعون عن زيارتي والسؤال عني».

المعمر حمد الظاهر

وعن الذاكرة وما يخطر في ذهنه من سنوات العمر أضاف بالقول: «في قريتنا "الثعلة" عشنا أياماً فيها من صعوبة العيش والبحث عن الرزق الكثير، لكن الأيام القديمة كان فيها للفقير رحمة من الأهل والأقارب، وكان الناس يتشابهون في ظروفهم لتبقى المودة سائدة والتعاون في العمل وكل المواسم، وهذا ما هوّن علينا العيش لنكبر أولادنا ونحصل على لقمة العيش بالحلال».

خلال جولة لـ"إياد سليقة" رئيس مجلس بلدة "الثعلة" لإجراء مسح اجتماعي تحدث عن العم "حمد" فقال: «خلال جولة لتبيان ظروف المسنين؛ قمنا بزيارة العم "أبو إسماعيل" واستمعنا منه لحديث طويل من ذاكرته، وكانت المفاجأة عند سؤاله عن العمر ليظهر أنه قارب المئة عام، وهو اليوم بصحة جيدة يعي ما حوله ونقلنا له أمنياتنا بالعافية والصحة، وعلمنا منه أنه يحظى برعاية مناسبة من أولاده وزوجاتهم، وقد حاولنا الاستفادة منه في عدد كبير من المعلومات القديمة، وحاولنا نقلها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لأننا نهتم بكبار السن، وفي هذه القرية أمثلة كثيرة على الرعاية المتميزة بالكبار والاهتمام بهم والاحترام الذي يكنه الأولاد والأحفاد لهم».

إياد سليقة رئيس بلدية الثعلة