تعدّ مدونة وطن "eSyria" من المواقع الإلكترونية الرائدة في توثيق تاريخ وتراث وآثار "سورية" الحديثة، وتكمن أهميتها باعتمادها على المصادر أكثر من المراجع في التوثيق، وهذا أمر يزيد من مصداقيتها لكون المصدر أكثر دقة من المرجع في توثيق أي عمل أو دراسة تاريخية أو وثائقية.

هذا ما قاله الباحث والمترجم المعروف "كمال الشوفاني" خلال حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 آب 2015 في إطار مشاركتها في المسابقة العالمية للمحتوى الرقمي، ويضيف: «خلال السنوات الماضية تابعت منشورات المدونة التي يقودها مجموعة من الصحفيين الشباب الذين اجتهدوا في سبيل تسليط الضوء على عادات وتقاليد وشخصيات ومواقع تاريخية وفعاليات شعبية قلما تأخذ اهتماماً من قبل الكتاب والأدباء والموثقين، ولاحظت أن الموضوع الذي يطرح أمراً بسيطاً لا يكترث له الكثيرون من المؤرخين وتتناوله المدونة قد يعفو عليه الزمن خلال مدة قصيرة ويصبح من ذكريات الماضي ويتناساه الناس ولا تجد من يصفه ويتحدث عنه، وإذا أردنا تقييماً أكثر دقة لمواضيع المدونة فلا بد أن نسلط الضوء على السالب والموجب فيما تقدم، وإن لزم هذا فلكي ترقى المدونة إلى مصاف المواقع العالمية بامتياز».

أرجو للمدونة الاستمرار بنهجها الصحيح في تدوين وتوثيق تاريخنا وتراثنا لتكون مدونة وطننا بحق ولتصبح مع الزمن ذاكرة وطن

وتابع: «لا بد من القول إن ما جعل المدونة تستمر بالزخم ذاته خلال الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس هي ابتعادها عن الخوض بالسياسة وعدم التحيز إلى أي جهة كانت تقريباً خلال الفترة الماضية؛ وهذا مطلوب خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ بلدنا، والأمر الآخر هو تنوع المواضيع المختارة في نقل جميع مظاهر الحياة تقريباً، وأعتقد أن هذا غير موجود في وسيلة إعلامية أخرى. أما ما يؤخذ على المدونة في بعض مواضيعها فهو الرتابة في شكل بعض المواضيع حيث يصمم مديرو الموقع على ما يبدو على صيغة واحدة لم تتغير؛ وهي أن يكون هناك مقدمة ثم رأي لأحد المهتمين (الذي يعرف عن الشخص أو الموضوع المطروح) وذلك قبل الحديث عن الموضوع من قبل المعد، ثم يأتي دور المعد ليعرض ما عنده ثم يضع الخاتمة، وهذه الآلية لا تتغير أبداً».

وفي النهاية تمنى "الشوفاني" كل الخير للمدونة في مسابقة المحتوى الرقمي العالمي، وقال: «أرجو للمدونة الاستمرار بنهجها الصحيح في تدوين وتوثيق تاريخنا وتراثنا لتكون مدونة وطننا بحق ولتصبح مع الزمن ذاكرة وطن».

يذكر أن الباحث "كمال الشوفاني" لديه العديد من الإصدارات التي تهتم بترجمات الرحالة الأجانب الذين زاروا المنطقة، وهو من مواليد "السويداء" عام 1964، وخريج جامعة "دمشق" قسم الأدب الإنكليزي، وهو محاضر في كليات جامعة "دمشق" الثانية.