وصل في تعليمه إلى الصف السابع، لكن عقله المنفتح على الحياة جعله من المبتكرين للإلكترونيات والعمل بالطاقة البديلة، حتى اخترع بطارية تعمل على أشعة الشمس، إضافة إلى تأهيله للعديد من الشبان وإطلاقهم ضمن سوق العمل.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاب "راجي العبد الله" يوم الخميس الواقع في 20 آب 2015؛ الذي تحدث عن طفولته وبدايته مع الإلكترون بالقول: «ولدت في "دمشق" عام 1982 بطريقة عدّها الناس معجزة، فجذوري من قرية "المنيذرة" في محافظة "السويداء" لوالدين لم ينجبا الأطفال على الرغم من كل الطرائق والعلاج، أنجبتني والدتي في سن الخمسين فاعتبر الأطباء والناس أنني أتيت بمعجزة، كنت في طفولتي أكره المدرسة، وأعدّ الواجبات المدرسية عقوبة، كان عقلي الصغير يجذبني نحو كل ما يتعلق بالأدوات الكهربائية والإلكترونية بصورة لا أعلم كيف أصفها، ورحت كلما وجدت قطعة أفككها وأعيد تركيبها، فمرة أفشل ومرة أصيب، لكنني لم أصمد في المدرسة أكثر من الصف السابع، لألتحق بدورات الإلكترون ومحل تصنيع غرف صناعية كبيرة؛ وهو حلم كبير بالنسبة لي قد تحقق».

لا أعرفه شخصياً لكنني استفدت من خدماته التي يقدمها إلى الناس؛ وخاصة تلك التي تعمل بالطاقة الشمسية كالشواحن والبطاريات، وللعلم كانت الأسعار مناسبة وفي متناول الجميع، والصيانة مجانية، والبطارية تشغّل المنزل كاملاً بالضوء، والتلفاز والراوتر، ويجب دعم هذه الصناعات لأنها تهم الناس وتخفف من معاناتهم في ظل الأزمة

بدأ العمل كشريك بعد أن اكتشف عدد من الصناعيين نظافة عمله ورجاحة عقله حتى استقل في عمله بمدينة "السويداء" ليصنع بدائل الطاقة بمواد محلية، حيث أضاف: «كانت الكهرباء هي العائق الكبير أمام الناس بسبب الأزمة، فاعتمدوا على المولدات الكهربائية في البداية، إلا أن كل ذلك لم يحل المشكلة، فلجأ الجميع إلى البطاريات المستوردة، وكانت فكرتي تنطلق من أن الطاقة الشمسية قادرة على شحن البطاريات عندما تتوافر "المدخرة" الشمسية* القابلة للاستقبال والتخزين، وعملت على تلك القاعدة بأدوات محلية الصنع، وأدخلت الخشب إليها ليكون وزنها أخف وتكلفتها في متناول الجميع، وقد انتشرت البضاعة بسرعة بين الناس بسبب المواصفات غير المعقدة وامتلاكها لخاصية الاعتماد على الطاقة الشمسية، وهي بنفس الوقت تعمل مثل البطاريات الأخرى بطريقة الشحن، ومن ميزاتها وجود مأخذ كهربائي فيها لجميع الاستعمالات».

البطارية مع استعمالاتها المتعددة

وعن ابتكاراته الأخرى أضاف: «هي ليست ابتكارات فأنا أضيف إليها فقط، وأضع في الحسبان الأدوات التي يمكن أن تصنع محلياً ولا تحتاج إلى تكاليف كثيرة، ففي العادة تكون لدينا كل المواد ولكن الاستيراد أسهل، وهي المعادلة التي يصعب حلها في مجتمع ليس صناعياً، ومن الأشياء التي قمت بتصنيعها وتعديلها ويعرفها الناس جيداً جهاز حماية الراوتر، شاحن بطاريات الهاتف الخلوي عن طريق الشمس، جرس البيت المنزلي، راديو الصيادين وبائعي الخضار، وكلها تتم بطرائق يدوية في ورشة صغيرة يعمل فيها ستة عمال، وهم من الأشخاص الذين أدربهم على العمل بكل تفاصيله حتى يستطيعوا أن يشقوا طريقهم بأنفسهم».

الطالب الجامعي "علاء عقل" أوضح عن معرفته بالصناعي "العبد الله" بالقول: «لا أعرفه شخصياً لكنني استفدت من خدماته التي يقدمها إلى الناس؛ وخاصة تلك التي تعمل بالطاقة الشمسية كالشواحن والبطاريات، وللعلم كانت الأسعار مناسبة وفي متناول الجميع، والصيانة مجانية، والبطارية تشغّل المنزل كاملاً بالضوء، والتلفاز والراوتر، ويجب دعم هذه الصناعات لأنها تهم الناس وتخفف من معاناتهم في ظل الأزمة».

جهاز حماية الراوتر

*المدخرة الشمسية: بطارية مهمتها تجميع الطاقة الشمسية وتخزينها.

أجهزة متعددة من ورشته الصغيرة