اكتشف والده ميوله نحو الإلكترونيات عندما كان في العاشرة من العمر، وفي زيارته الأخيرة لبلدته "شقا" أهدى شبابها شاحناً متعدد الاستعمالات حتى يتسنى لهم التواصل الدائم مع العالم، وكانت هذه البادرة فرصة للتعرف إلى مبتكراته.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الشاب الصغير "حيدر سامر السيد" المقيم في الإمارات العربية المتحدة، يوم الأربعاء 19 آب 2015، الذي تحدث عن ولعه بالإلكترونيات وأهم ما أنجزه بالقول: «نحن نقيم بدولة الإمارات منذ زمن، ولكنني لم أشعر بالسعادة الكبيرة بعيداً عن البلد ورفاق طفولتي، ولذلك كان ولعي ينصبّ على كل ما يقع نظري عليه من أدوات كهربائية وإلكترونية ورحت أفكك طلاسمها الكثيرة بكل صبر، وكانت النتائج كارثية في البداية، وبعد مدة لاحظ والدي هوايتي الجديدة فخصص غرفة صغيرة لي في المنزل وزودني بكل ما أريد من عدّة، وزودني بحاسوب موصول على شبكة الإنترنت، كنت أقضي كل وقتي في غرفتي الجديدة بعد أن أنجز فروضي المدرسية، وكان الحر الشديد الذي يغلف الحياة هنا دافعاً لي لكي أقوم بشيء، ففكرت بابتكار مروحة مع مكيّف صغير للمساحات الضيقة كتجربة أولى، وبعد دراستها جيداً طلبت ما يلزمني من أدوات وجهاز للف النحاس، وقطع إلكترونية وكهربائية، وأسلاك متعددة المقاسات، وأشياء خاصة بما يجول في رأسي حتى تمت العملية».

كانت الدهشة تنحصر بعمر "حيدر" الذي لا يتجاوز 13 عاماً ولم يدخل بعد في المواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات بوجه فعلي لكي يستطيع أن يكتشف هذه العوالم، وهو ما ينم عن ذكاء حادٍّ وقدرة على التفكير السليم، أما هديته القيمة فكانت مصدر فخر لنا جميعاً ودليلاً على قدرة العقل السوري عندما تتوافر له الإمكانيات المناسبة للإبداع

وتابع: «أعرف أن المروحة لا قيمة لها اقتصادياً لكون المكيفات العملاقة تملأ الأمكنة، لكنني كنت أفكر بأهالي البلدة الذين لا يمتلكون ثمن الجهاز، وبعد مدة صنعت قارباً تقذف أشرعته مروحة هوائية من صنعي أيضاً، وعند زيارتي للأهل في هذا الصيف لاحظت أن عدداً كبيراً من شباب القرية يقومون بحراسة الحدود والتلال لساعات طويلة من دون العودة إلى المنزل، ففكرت بإهدائهم شاحناً متعدد الاستعمالات من أجل الرؤية الليلية وشحن أجهزتهم الخلوية حتى يتسنى لهم التواصل الدائم مع العالم ويسهل عملهم، أعرف أن كل ما قمت به معروف ومصنّع منذ زمن؛ لكنني حاولت جهدي أن أبتكر شيئاً جديداً مضافاً ويخدم الناس بصورة كاملة، وأنا اليوم أعمل على جهاز جديد يمنع الخطر عن الأجهزة الكهربائية، ويحمي البيت من الماس الكهربائي، وقد وصلت إلى النهايات بنتائج جيدة، وكل هذه التجارب تتم بالمنزل وبإشراف والدي الذي يشجعني ويمدني بما يلزم».

الشاحن متعدد الاستعمالات

من جهته عبر الشاب "أشرف فيصل" عن دهشته بالشاحن الذي قدمه الشاب الصغير "حيدر سامر السيد" لشباب البلدة، وأضاف: «كانت الدهشة تنحصر بعمر "حيدر" الذي لا يتجاوز 13 عاماً ولم يدخل بعد في المواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات بوجه فعلي لكي يستطيع أن يكتشف هذه العوالم، وهو ما ينم عن ذكاء حادٍّ وقدرة على التفكير السليم، أما هديته القيمة فكانت مصدر فخر لنا جميعاً ودليلاً على قدرة العقل السوري عندما تتوافر له الإمكانيات المناسبة للإبداع».

في غرفته مع أدواته
أشرف فيصل