أثارت أعمالها التقليدية المتنوعة إعجاب الناس لما حوته من ابتكارات جديدة وقدرة على اللعب بالأصل ليتماشى مع العصر، وهي التي تصمم على أن يكون لها بصمة خاصة ومكان معروف بعد ست سنوات من العمل المضني.

مدونة وطن "eSyria" التقت ربة المنزل "وزنة فهد" بتاريخ 4 آب 2015، فحدثتنا عن طفولتها قائلة: «اكتشفت بعد 18 عاماً أنني غير مسجلة في النفوس، وأن والدي الراحل قد نسي ذلك، وأنا المولودة في قرية "نمرة" عام 1956 بحسب ما قالته والدتي، في الحقيقة لم أدخل المدرسة ولم أعرف الحروف والأرقام سوى في دورة محو الأمية المتأخرة التي عرفتني إلى العالم الجديد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، غير أنني لم أنل من الطفولة ما ناله غيري؛ فالفقر واليتم كانا عنوان حياتي، وكانت الصنّارة ونيس ليالي الشتاء الطويلة وتسليتي مع والدتي التي علمتني كل شيء يتعلق بالأشغال والحرف التقليدية، وكنت أبتكر أعمالي بقالب مختلف بعيداً عن التقليد لكي تتميز عن غيرها من الأعمال من أجل المتعة، وبقيت طوال عمري أهدي أعمالي إلى الأحباء والناس المقربين من دون أي تفكير بالربح والخسارة، حتى باتت مع الزمن مهنتي التي أعتاش منها».

توفي زوجي ولم أرزق منه بأولاد، وهو لم يبخل عليّ بشيء، وشاءت الأقدار أن أكون وحيدة ليس لي في الدنيا غير والدتي المريضة، فقررت أن أعتمد على ذاتي حتى لا أضطر لطلب العون من أحد، كنت في البداية أصنع الأكلات الشعبية لبيعها في القرية أو في المعارض والأسواق التقليدية مثل: "المغربية، والكسكسة"، والخبز، وعندما اكتشفت موهبتي في الأعمال اليدوية قررت أن تكون مهنتي على الرغم من غلاء المواد الأولية وعدم التسويق في البداية

صعدت أسهم "وزنة فهد" بعد معرفة الناس بها من خلال اشتراكها بالمعارض والأسواق التجارية من دون أن تبيع منتجاتها لفكرة في رأسها، وقالت: «كانت وسائد منزلي مشغولة بطريقة جميلة، وملأى بالتطريزات التي أخذت مني وقتاً كبيراً، ومنذ ست سنوات تقريباً قررت العمل على تجميع ما أنتجه، فكنت أصنع الخوابي المخصصة للشرب ومفارش الأسرة والقش بأنواعه، والبيوت المخصصة لـ"الموبايلات"، وصنعت من الخرز الجزادين المتنوعة، وخطرت في بالي فكرة صناعة الحقائب النسائية من "الخيش" مع نهايات وأشكال تناسب الصبايا، والكثير من الأشكال التي تلائم المنزل وسيدات البيوت من الشالات وشراشف الطاولات وغيرها الكثير، وبات في منزلي مئات الأشكال والألوان لأن لدي رغبة في فتح محل تجاري بعد أن شاهدت إقبال الناس على منتجاتي وبيعي لهم ما يطلبونه حياء على الرغم من إعلاني أنها ليست مخصصة للبيع».

جانب من أعمالها الكثيرة

وعن الهدف الذي جعلها تعتمد على يديها ومشغولاتها في العيش قالت: «توفي زوجي ولم أرزق منه بأولاد، وهو لم يبخل عليّ بشيء، وشاءت الأقدار أن أكون وحيدة ليس لي في الدنيا غير والدتي المريضة، فقررت أن أعتمد على ذاتي حتى لا أضطر لطلب العون من أحد، كنت في البداية أصنع الأكلات الشعبية لبيعها في القرية أو في المعارض والأسواق التقليدية مثل: "المغربية، والكسكسة"، والخبز، وعندما اكتشفت موهبتي في الأعمال اليدوية قررت أن تكون مهنتي على الرغم من غلاء المواد الأولية وعدم التسويق في البداية».

وعن مشغولاتها اليدوية تحدث رجل الأعمال المعروف "يونس أبو حسون" ابن بلدة "شقا" بالقول: «كل ما رأيته يمكن أن يستثمر، وقد وجدت ضالتي في الأعمال التي صنعتها من القش، وهي التي تذكرنا بالأهل والأجداد حيث أخذت جميع مشغولاتها من القش وزينت منتجعي السياحي في "السويداء"، تتميز أعمالها في الفرادة باللون والتزيينات المتعددة المتناسقة التي لم أجدها في مكان آخر، نعلم أن كل نساء "جبل العرب" يتقنون فنون الصنّارة والتطريز وصناعة القش، لكن الأعمال تختلف بين سيدة وأخرى، وهنا يكمن التميز في أعمالها اللافتة للنظر».

طفلة أمام (الجوني) المصنوع من قش البلاستك

يذكر أن "وزنة فهد" شاركت في معرض "أهلاً بالصيف" الذي تقيمه مديرية السياحة في بلدة "شقا"؛ بعدد كبير من الأشغال اليدوية المتميزة التي نالت استحسان الناس لما لها من وقع جميل في النفس، وهي المتحفزة لخلق إبداعات جديدة تضاف إلى المطرزات والمشغولات اليدوية.

مع رجل الأعمال الشاب أبو حسون