حصل الشاب السوري "حمد يوسف قطيش" على الجائزة الكبرى لمسابقة "بالعلوم نفكر" الإماراتية؛ لمشروع "تنقية مياه الصرف الصحي عن طريق نظام البرك المتصلة".

"بالعلوم نفكر" هي مسابقة إقليمية تشمل الجامعات والمدارس كافة، وهو ما منحه ميزات كبيرة نحو المستقبل، وفي اتصال هاتفي أجرته مدونة وطن "eSyria" مع الشاب "حمد قطيش" بتاريخ 3 حزيران 2015، تحدث عن المشروع الذي تقدم به قائلاً: «فزت بالمسابقة بعد جهد دام شهراً ونصف الشهر، والمشروع يجمع عدة أفكار منها المستحدثة ومنها الجديدة في نظام واحد، حيث مرّ المشروع بأربع مراحل: تبدأ أولها بعملية التنقية بمصافٍ لتنقية المواد المتوسطة إلى الكبيرة لتعالج فيزيائياً، تنقل المياه إلى المرحلة الأولى وهي عبارة عن مصنع مغلق تستخدم فيه البكتيريا اللا هوائية، حيث تترسب بعض المواد في أسفل الوعاء المحتوي ويتم أخذها واستخدام المواد العضوية منها كسماد عضوي، أما المواد الصناعية كترسبات زيوت السيارات فتتم معالجتها عن طريق ما يسمى بالمعالجة المتقدمة للمواد، وأثناء عملية المعالجة ينتج غاز الميثان الذي سيتجمع في أعلى الوعاء المحتوي، ويستخدم كمصدر طاقة بما أنه غاز قابل للاحتراق».

هناك اختلاف كبير في طبيعة الأرض بين بلدنا و"الإمارات"، والشاب "قطيش" كانت دراسته العلمية وتطبيقاتها على أرض صحراوية قد تشبه عندنا أرض الجزيرة الشرقية في البادية، وهو أمر يحتاج إلى دراسة طبيعة الأرض واستشارة خبراء الجيولوجيا لمعالجة التربة، وقد اعتمد الشاب على عاملين مهمين في دراسته هما الباكتيريا والأسماك، وهي خطوة تنمّ عن ذكاء حاد في استخدام المتوافر الذي يصنع الفرق، بعد أن درس جيداً مناخ الإمارات العربية، وهو خامة علمية تستحق التقدير نظراً إلى سنه الصغير وبحثه المتكامل

وتابع: «تنقل المياه إلى المرحلة الثانية وهي عبارة عن مستنقع يتكون من ثلاث طبقات، تقوم هذه المواد بتصفية المواد المتبقية، كما أن البكتيريا الهوائية ستنمو على سطح الأحجار والحصى بما يعرف بالبيوفيلم، ويكمل مرحلة المعالجة، هذه المرحلة مهمة جداً لأن المستنقعات تعدّ معدلات مناخية، وهو ما يحسن مناخ الإمارات الحار والجاف بعيداً عن الشاطئ، كما أن الطيور المهاجرة من إفريقيا إلى أواسط آسيا تستخدم هذه الأماكن للاستراحة وهو ما قد يجذب الناس للمشاهدة، وبالنسبة للرائحة فيتم التخلص منها عن طريق استخدام المفاعلات الكربونية الصديقة للبيئة، كما أن المستنقعات تنعش مخزون المياه الجوفية، ويتم التحكم بكمية المياه المتسربة للأرض عن طريق ضبط كمية الحصى مقابل التراب.

من التجارب التي قام بها على الأرض

وبعد الانتهاء من المستنقع علينا التخلص نهائياً من الميكروبات والبكتيريا، لذلك استخدمنا نوعاً من الأسماك النهرية المنقية للمياه "البلطي"، فهي تقوم بتنقية المياه داخل جسمها بالتغذي على البكتيريا الموجودة فيها، وهي تملك أجساماً مقاومة لهذه الظروف، كما أن السمك يبقى قابلاً للأكل لأنه يملك كلية قوية ضد التلوث. والمرحلة الرابعة هي للتخزين فقط، وتبقى المياه قابلة للاستخدام في الري والزراعة، وهي ليست مضرة للاستخدام البشري، لكن تبقى الاحتياطات واجبة حتى يثبت ذلك 100% على نطاق واسع».

وعن نجاح التجربة وما ترتب عليها، أضاف: «قمنا بالتجربة خمس مرات في خمس مناطق مختلفة بكمية 100 لتر، وكل النتائج تم إرسالها إلى جامعة الإمارات ومستشفى "توام الدولي"، وكانت إيجابية حيث لم تحتوِ العينة الأخيرة على بكتيريا معدية للبشر، والغاز المتجمع يحتوي على نسبة كبيرة من الميثان وهو ما يثبت المعالجة، وكان معدل الحموضة في النتائج الخمس 7.3 وهو أمر جيد جداً، وكان هذا دعماً مميزاً للمشروع حيث تم تكريمنا من قبل وزير خارجية الإمارات، وأعطينا الفرصة للتعاون مع رجال أعمال وممثلين عن "شركة معالجة الصرف الصحي أبوظبي"، لأن الإمارات تستعد لتكون الدولة الأولى بيئياً في العالم بحلول عام 2021، ونقوم معاً بدراسة المشروع وإن نجح المشروع بحلول عام 2016، ستقوم الحكومة بضخ الأموال لبدء تطبيقه لاستبدال النظام الحالي المستند إلى التنقية الكيماوية، أما الشهادة التي حصلت عليها فهي بمعيار "أ" عالمياً، وهي تسمح لحاملها بدخول عديد الجامعات العالمية، مع جائزة مالية رمزية، وإذا طلب مني العمل لبلدي فأنا على أتم الاستعداد، وهو حلم كبير أتمنى تحقيقه».

أثناء التحضير للتجربة

وتحدثت "صونيا العيسمي" الموظفة في لجنة الصرف الصحي لبلدية "شهبا" عن مشروع الشاب "حمد قطيش" وقدرة هذه الدراسة على التطبيق في "سورية"، قائلة: «هناك اختلاف كبير في طبيعة الأرض بين بلدنا و"الإمارات"، والشاب "قطيش" كانت دراسته العلمية وتطبيقاتها على أرض صحراوية قد تشبه عندنا أرض الجزيرة الشرقية في البادية، وهو أمر يحتاج إلى دراسة طبيعة الأرض واستشارة خبراء الجيولوجيا لمعالجة التربة، وقد اعتمد الشاب على عاملين مهمين في دراسته هما الباكتيريا والأسماك، وهي خطوة تنمّ عن ذكاء حاد في استخدام المتوافر الذي يصنع الفرق، بعد أن درس جيداً مناخ الإمارات العربية، وهو خامة علمية تستحق التقدير نظراً إلى سنه الصغير وبحثه المتكامل».

الشهادة التي حصل عليها