أكثر من أربعين عاماً قضاها في المحافظة على نظافة بيئته بعمل تطوعي، موجهاً الرسائل إلى الناس للالتفات نحو مرافق مدينتهم من دون أن يكل عزمه، وعليه كُرّم بالورود كعربون محبة وإجلال.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 حزيران 2015، "خليل البيطار" عند البوابات الرومانية الجنوبية أثناء تكريمه بالورود، فتحدث عن الهدف من العمل الذي يقوم به كل يوم، فقال: «سألني أحد الأصدقاء عن الفائدة التي تجعلني أقوم بتنظيف شوارع مدينتي على الرغم من أنني أعمل أساساً بالقطاع التعليمي، وعدم اكتراث الكثيرين بي، فأعجبت بالسؤال وقلت له إن النظافة هدف من خمسين هدفاً يمكن أن تزرعه في عقل وسلوك الطفل، وهو الأهم برأيي لتحقيق الغايات النبيلة التي تسعى لغرسها في المجتمع، وعندما خرجت اليوم مع مجموعة تطوعية لتنظيف الحديقة الملاصقة لبداية مدخل "شهبا" الجنوبي؛ أحسست بالطفل الجميل داخل كل شخص فيهم، وشعرت بإنسانيتي وأنا بينهم».

إن الأشياء التي يقوم بها "البيطار" كسرت الأنا الكبيرة الموجودة داخل كل منا، وبعثت رسائل إيجابية كسرت معها الحواجز، والخطوة التي قمنا بها اليوم هي بداية وجزء صغير من طموحنا المستقبلي

وتابع: «أحسست اليوم بأن ما أقوم به منذ زمن طويل كواجب عليّ تجاه مدينتي كان له أثره في الأرض، وهو ما جعلني أتفاءل بالمستقبل كثيراً على الرغم من قسوة المشاهد اليومية التي يحاول الآخرون تمثيلها كواقع قائم في وطننا، وهذه الورود التي غمرني بها الناس هي لطفل صغير يعلم قيمة النظافة، ولطبيب كبير يداوي المجتمع قبل المرضى بنزوله إلى الشارع، ولأستاذ يطبق درس النظري ويحوله إلى واقع أمام طلابه المارين من أمامه، وإلى شخص عادي يكترث لما نقوم به فشمّر عن ساعده وقام بما نقوم به».

أعداد من الشبان انضموا إلى الحملة

المحامي "دريد دنون" أحد القائمين على هذه الفعالية، قال: «بقي هذا الرجل لسنوات طوال يخرج من بيته ليساهم في نظافة المدينة من دون تذمر لعدم اكتراث الناس بعمله، وثابر على ذلك، وهو اليوم يحصد ما زرعه، وهو مربٍ فاضل وواحد من مثقفي المدينة، وخطوتنا اليوم في نظافة المدينة وتكريم "البيطار" واحدة من خطوات قادمة لزرع المحبة والعمل التطوعي للمحافظة على جمال "شهبا"».

وأردف الدكتور "وسيم أبو جهجاه" قائلاً: «هي رسائل نبعثها للأهل والأصدقاء والمارة من دون فرض، فالنظافة ليست مصطلحاً يتم حصره في عدة كلمات، إنما هي مفهوم كبير تندرج منه سلوكيات لها تأثير كبير في المجتمع والبيئة، وإذا ما تم التركيز عليها وتطبيقها جدياً تظهر مدى رقي المجتمع، أما إذا أهملت فقد ينتج عنها مشكلات بيئية وصحية كبيرة وتظهر مدى عدم قابلية المجتمع للتطور والوصول إلى الحضارة».

لقطة جماعية للذين اشتركوا بالحملة

وبدوره أضاف أستاذ الأدب الإنكليزي "غسان الخطيب" مؤكداً: «إن الأشياء التي يقوم بها "البيطار" كسرت الأنا الكبيرة الموجودة داخل كل منا، وبعثت رسائل إيجابية كسرت معها الحواجز، والخطوة التي قمنا بها اليوم هي بداية وجزء صغير من طموحنا المستقبلي».

المكرم خليل البيطار