توصل المهندس الزراعي "جواد شرف" ضمن أبحاثه العلمية لقطعان الماعز الجبلي والشامي إلى إحداث خط تربوي جديد بين عرقين، يحمل مواصفات إنتاجية ووراثية مهمة، ونقل تلك التقانة إلى مربي "السويداء".

مدونة وطن "eSyria" زارت محطة بحوث "عرى" للماعز الجبلي بـ"السويداء" بتاريخ 31 أيار 2015، والتقت الباحث المهندس "جواد شرف" رئيس المحطة البحثية، فبيّن قائلاً: «تسعى محطة بحوث "عرى" للماعز الجبلي من خلال أهدافها الإنتاجية إلى تنمية وتنقية العرق الجبلي المحلي بوسائل تربوية مختلفة وبطريقة الانتخاب، وفق الاتجاه بالصفات الوراثية النقية للعرق، وبعد سنوات على متابعة العمل وأخذ القراءات والبيانات اللازمة حول تحديد المؤشرات الإنتاجية كنموذج للولادة ووزن الفطام وإنتاج الحليب وطول الموسم؛ تم اتخاذ الخطوات العلمية والعملية اللازمة لإحداث الخطوط التربوية الجديدة بين العرق النقي وهو الماعز الجبلي، وعرق الماعز الشامي المتميز بالإنتاجية الجيدة للحليب والتوائم.

استمر العمل لسنوات عديدة حتى تم التوصل إلى خطوط تربوية جديدة وهي جبلي مع شامي، المتميزة باكتساب صفة المقاومة من العرق الجبلي، والإنتاجية الجيدة من الشامي، حيث تم التزاوج بين إناث جبلية مع ذكور شامية، وكذلك ذكور جبلية مع إناث شامية، أطلق عليه اسم "أف1"

ولأن طبيعة العمل تحتاج إلى مراحل ومتابعة تم أخذ القراءات الدورية الناتجة عن المواليد الخليطة ومتابعتها، وتم التوصل إلى تلك النتائج في عام 2014، وهذا البحث مستمر للحصول على أكبر قدر ممكن من الإناث الناتجة من ذلك الخلط؛ لتقييم الصفات الإنتاجية لاحقاً واعتمادها عالمياً بهدف الحفاظ على العروق المحلية لكونها ثروة وطنية مهمة في الحياة، ومهمة من الناحية الإنتاجية».

المهندس جواد شرف

وتابع الباحث "شرف" بالقول: «استمر العمل لسنوات عديدة حتى تم التوصل إلى خطوط تربوية جديدة وهي جبلي مع شامي، المتميزة باكتساب صفة المقاومة من العرق الجبلي، والإنتاجية الجيدة من الشامي، حيث تم التزاوج بين إناث جبلية مع ذكور شامية، وكذلك ذكور جبلية مع إناث شامية، أطلق عليه اسم "أف1"».

الباحثة المهندسة "رنا حداد" بيّنت أهمية البحث بقولها: «هناك مفاهيم تربوية تقليدية قائمة على التجارب الاجتماعية عند المربين، وهي لا تقوم على دراسة العروق المحلية والتوصل إلى عرق صافٍ نقي وراثياً، بينما الأبحاث التي تمت توصلت إلى الجيل الأول، وهناك خط إضافي هجين ناتج بين الجبلي والشامي، يحمل مواصفات إنتاجية مميزة خاصة في الأوزان والميلاد وكانت نتائجه مميزة، والأبحاث التي نقوم بها مع المهندس "جواد شرف" تشير إلى تفعيل هذه الخطوط مستقبلاً عند مربي الماعز في مختلف المناطق الجبلية، بمعنى نقل التقانة العلمية من الإطار العلمي والبحثي إلى الفعلي الميداني، وهذا الطموح يجعل انتشار العرق أكثر في المنطقة ونحافظ عليه من التدهور، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن انتخاب الذكور للخطوط تم وفق معايير علمية وحسب الصفات الشكلية المميزة، وغير موجودة في القطعان "السرحية" الخارجية المتواجدة في المراعي الطبيعية وبالمساحات المعروفة في "السويداء" والمناطق التي تكثر فيها تربية الماعز الجبلي والشامي».

المهندسة رنا حداد

أحد المربين من قرية "العفينة" "فايز درويش" بيّن أهمية نقل تقانة من البحوث إلى المربين قائلاً: «إن العمل السرحي والتربوي لدينا كمربين للماعز والمجترات الصغيرة يحتاج إلى خبرات علمية كبيرة، وبالتعاون مع الباحثين في هذا المجال يتم تفادي العديد من الأخطاء التربوية لدينا، ونعمل ليكون التعاون وثيقاً للحفاظ على عروقنا المحلية وخاصة الماعز الجبلي والشامي والوصول إلى عروق جديدة ذات إنتاجية عالية كما يفعل ويبحث المهندس "جواد شرف" والباحثون في بحوث "عرى" للماعز الجبلي، وهذا التعاون يكسبنا خبرة ويتطلب التشاركية الحقيقية بنقل تلك التقنيات الحيوية المهمة إلى المربين للاستفادة منها وتطوير طرائق وأساليب التربية لدينا، والوصول إلى عروق ذات إنتاجية عالية ومقاومة للبيئة».

الماعز الجبلي مع الشامي