في رحلته الأولى نحو "اللجاة" كأرض بكر؛ خطا الفريق الاستكشافي لـ"مدونة وطن" في "السويداء" خطواته الأولى نحو اللحف البازلتية المملوءة بالأسرار، متجاوزاً مخاطر الطريق لمحاولة الكشف عن تلك الكنوز المخبوءة في شقوق الصخر القاسية.

ولماذا "اللجاة" في مثل هذا الوقت بالذات؟ وكيف لفريق صغير أن يحاول كشف أسرارها بعد أن حاول الكثيرون ذلك من دون طائل؟!

كان الوضع العام يفرض علينا شروطاً معينة لمن يود الانضمام إلى الفريق، وكنا حريصين على أن يشمل مختصين ومهتمين بالبيئة ولديهم خبرة سابقة في هذه البقعة، كما كنا حريصين على وجود الفلاحين والشباب الصغار حتى نزرع في عقولهم حب هذه الأرض وحمايتها من كل الأهوال التي تتعرض لها، وهي خطوة أولى في رحلة طويلة نتمنى أن تستمر حتى نحقق الغاية المنشودة، علماً أن الكثيرين من الأشخاص والجمعيات الأهلية حاولوا العمل على استكشاف هذه البقعة، ولكنهم توقفوا منذ زمن، ولم يوثقوا ما اكتشفوه أو توصلوا إليه

لقد آمنا في مدونة وطن "eSyria" منذ انطلاقتها بأهمية الإنسان السوري وقدراته اللا متناهية؛ فهو كنز الحياة، ومن هنا كان مفتاح السر للوصول نحو هذه البقعة الغنية بالكنوز الاعتماد على هؤلاء الناس، فمن المهندس الزراعي، إلى الآثاري، إلى الفنان التشكيلي، إلى الفلاح العادي، إلى الشباب المتحمسين، إلى الباحثين في التاريخ والجغرافية، إلى محبي الطبيعة والتراث المادي من مصورين وأطفال؛ انطلقنا بخطوات مدروسة للمرور كل متر مربع فيها، وكانت الخطوة الأولى التي امتدت من "وادي اللوى" شرقاً نحو أراضي "صلاخد" و"أم الزيتون" و"مجادل" و"صميد" في أكثر من رحلة جماعية وفردية لتوثيق المعروف واكتشاف المجهول.

الجرماني ومهنا في طريق الرصيف الأثري

مدونة وطن "eSyria" التقت عضو الفريق المهندس الزراعي "عادل الجرماني" يوم الخميس الواقع في 21 أيار 2015؛ الذي تحدث عن الخطوات الأولى في الرحلة: «انطلقنا نبحث عن مفردات صغيرة وسط بحر من الصخور إيماناً منا بما تمتلكه "اللجاة" من ثروات مخبوءة تضاهي ما يمتلكه الإنسان من ذهب ونفط وأموال، كالغذاء الذي توفره الطبيعة هنا في حال تم استثماره بالطرائق الصحيحة، والنباتات الطبية النادرة التي لا يعرف عددها وأنواعها بدقة، والقمح بأنواعه الستة عشر المتواجدة هنا، وكذلك الشعير والبقوليات والنباتات التي يأكلها الإنسان، وصولاً إلى الأشجار التي تتميز بأنها منتجة بصورة غير طبيعية ولا تتأثر بأي عوامل جوية، ولا تصاب بأي من الأمراض المعروفة التي تصيب الأشجار المثمرة التي يزرعها الإنسان، وكذلك الأشجار الحراجية المتنوعة التي لا تقل أهمية في مردودها عن الأشجار المثمرة، كل ذلك وأكثر نحاول الوصول إليه للتعرف إلى عوالمها ومحاولة فتح العيون عليها لاستثمارها والمحافظة عليها من العبث والجور والتخلف».

وعن فريق العمل والمواصفات التي كانت مطلوبة للدخول إلى "اللجاة" أكد "جمال مهنا" منسق الفريق: «كان الوضع العام يفرض علينا شروطاً معينة لمن يود الانضمام إلى الفريق، وكنا حريصين على أن يشمل مختصين ومهتمين بالبيئة ولديهم خبرة سابقة في هذه البقعة، كما كنا حريصين على وجود الفلاحين والشباب الصغار حتى نزرع في عقولهم حب هذه الأرض وحمايتها من كل الأهوال التي تتعرض لها، وهي خطوة أولى في رحلة طويلة نتمنى أن تستمر حتى نحقق الغاية المنشودة، علماً أن الكثيرين من الأشخاص والجمعيات الأهلية حاولوا العمل على استكشاف هذه البقعة، ولكنهم توقفوا منذ زمن، ولم يوثقوا ما اكتشفوه أو توصلوا إليه».

مناظر من قلب اللجاة
تشكيلات صخرية