أنهى "د. جهاد الحناوي" يوم 6 نيسان 2015، متابعة علاج 21 مريضاً، في قسم العناية المشددة في المستشفى الوطني، وهو حريص على زرع الأمل لدى أهلهم وذويهم في الشفاء، بساعات عمل تجاوزت 11 ساعة، وهي حالة استثنائية بالنسبة لطبيب موظف.

يلفت الانتباه مرافق لأحد المرضى وهو يخرج من لقاء مع د. جهاد رافعاً يديه إلى السماء طالباً التوفيق له بعد أن شاهد بأم العين جهده الدؤوب وحرصه على المرضى.

علاقة الطبيب مع المريض علاقة صداقة، وكثيراً ما أجد نفسي مديناً لكثيرين من المرضى بعد شفائهم يقدمون لي في شارع وفي المحافل الاجتماعية الود والاحترام؛ ربما هذا ما يدفعني إلى الاستمرار في العمل أكثر، ويجعلني أمام مسؤولية أكثر تجاه رسم ابتسامة على وجه المريض والمرافق معاً، لأنني على يقين بأن مرافق المريض يكون متوتراً وقلقاً إلى درجة كبيرة؛ وهذا يتطلب مني الوقوف إلى جانبهما، وكثيراً من الحالات التي أصابت المرافق درجة من القلق جعلته يدخل العناية المشددة إلى جانب مريضه

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 نيسان 2015، التقت السيد "مهران الدبس" من أهالي مدينة "السويداء"، فبيّن قائلاً: «خرجت قبل قليل من قسم العناية المشددة شاكراً عمل الدكتور "جهاد الحناوي" لأنه أدخل الطمأنينة إلى قلبي، فهو طيب ومجد، عالج مريضنا وبذل أقصى ما لديه من الجهد، رغم صعوبة العمل والتوتر الدائم الذي يواجهه، على مدى ساعات العمل التي تتجاوز في أغلب الأحيان عشر ساعات، ويسأل عن التفاصيل الصغيرة كأن يسأل عن الأكل والشرب، عن الحركة، عن الشعور بالآلام، عن القلق الليلي، فهو يشعر بمدى المعاناة التي يعانيها المريض، نشاطه منقطع النظير ويبعث على الأمل والتفاؤل في نفوس مساعديه وممرضيه ومرافقي المرضى».

مهران الدبس

وعن علاقة الدكتور "الحناوي" مع الممرضين وممرضات قسم العناية المشددة في مستشفى "زيد الشريطي" الوطني؛ السيدة "نزيهه الأعوج" إحدى الممرضات في القسم بينّت قائلة: «هو حامل الأمل والتفاؤل، لأن مريض العناية المشددة يحتاج إلى مراقبة دائمة، يعمل بحس المسؤولية والعاطفة الصادقة تجاه مجتمعه وأفراده، خاصة أنه من الأطباء الذين يعملون ساعات طويلة من أجل الشفاء والاستشفاء، ومن الأطباء القلائل الذين يعملون على تهيئة المريض نفسياً لأنه يبعث الأمل والسعادة لمرافقي المريض من الأهل، بكلام ملؤه الرحمة والحبور، إذ لا أعتقد أن طبيباً يعمل مثله لساعات طوال تستمر فيها الابتسامة التي تكتنف محياه، والشعور بالتعاطف مع المريض، وهذا الأمر يبعث السعادة لدى الكثيرين ممن يدخلون المستشفى وتحديداً قسم العناية المشددة؛ حيث يعمل على إراحة المريض والأهل معاً، وهذا هو الجزء الأهم في العلاج».

وحول قيمة العمل والمردود النفسي والاجتماعي أوضح الدكتور "جهاد الحناوي" قائلاً: «أنا مثل جميع الأطباء الذين يعملون بإخلاص لمهنتهم ورغبة في تحقيق الشفاء لأي مريض قادم إلينا، وربما ساعات العمل عندي تتجاوز الحد الطبيعي للعمل، كأن أخرج من منزلي صباحاً في الثامنة ولا أعود إليه قبل الثانية عشرة ليلاً، بين المستشفى والعيادة ومراجعة المرضى في حالات إسعافية معينة، الأمر الذي يجعلني منسجماً مع ذاتي في تحقيق شفاء مريض وهو في حالة الخطر بين الحياة وفقدانها، فأستمد طاقة عمل مستمرة لأيام وليس لساعات فحسب، لأن مريض العناية المشددة يختلف في وضعه النفسي عن باقي المرضى في الأقسام الأخرى، ولكن الدعم والتشجيع له وطمأنة مرافقيه يزرع الأمل بالشفاء ولو بعد حين، ولهذا أتخذ من عامل التفاؤل استمراراً وديمومة للحياة القادمة، لأن صفاء الروح وجمال المعرفة لدى الكثيرين من أفراد المجتمع وخاصة الأساتذة الكبار الذين قدموا لنا النصائح والتوجيهات أثناء الدراسة، والحياة العملية؛ أن العلاج جزء منه نفسي ودعم اجتماعي، ولهذا أقوم بعناية وفحص يومي لأكثر من عشرين مريضاً، والشعور يكتنفني بالمسؤولية أكثر».

نزيهه الأعوج

وتابع الدكتور "جهاد الحناوي" بالقول: «علاقة الطبيب مع المريض علاقة صداقة، وكثيراً ما أجد نفسي مديناً لكثيرين من المرضى بعد شفائهم يقدمون لي في شارع وفي المحافل الاجتماعية الود والاحترام؛ ربما هذا ما يدفعني إلى الاستمرار في العمل أكثر، ويجعلني أمام مسؤولية أكثر تجاه رسم ابتسامة على وجه المريض والمرافق معاً، لأنني على يقين بأن مرافق المريض يكون متوتراً وقلقاً إلى درجة كبيرة؛ وهذا يتطلب مني الوقوف إلى جانبهما، وكثيراً من الحالات التي أصابت المرافق درجة من القلق جعلته يدخل العناية المشددة إلى جانب مريضه».

الابتسامة لا تفارق د. جهاد الحناوي