معظم الأحيان يستيقظ المعالج الفيزيائي "معن شجاع" على جرس هاتفه أو بابه ليكون المتصل أحد مرضاه، حيث يخرج من منزله عند السابعة صباحاً ويعود ليلاً بعد الثامنة منذ ربع قرن، سعادته الكبرى في شفاء مريضه، وهو يقوم بعلاج أكثر من عشرين مريضاً يومياً.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 18 آذار 2015، التقت أحد المرضى "عادل قطيش" أثناء علاجه في المستشفى الوطني بـ"السويداء"، فبيّن قائلاً: «"معن شجاع" شاب طموح إنساني، يعمل بجد واجتهاد لا يغريه المال والجاه، فكثيرون من المرضى ممن حالتهم المادية سيئة لا يتقاضى أجره منهم، وخاصة الفقراء، وأجزم أيضاً أنه يعطيهم ولا يأخذ منهم ولو ترتب على علاجهم تكاليف مالية يدفعها من حسابه الخاص، فأهم شيء لديه الشعور بأن مريضه يتحسن بالعلاج، لا مشكلة لديه إذا استيقظ عند الصباح الباكر أو ليلاً ولو كان عائداً للتو من عمله، فرحه بعمله، وسعادته بشفاء مريضه».

"معن شجاع" شاب طموح إنساني، يعمل بجد واجتهاد لا يغريه المال والجاه، فكثيرون من المرضى ممن حالتهم المادية سيئة لا يتقاضى أجره منهم، وخاصة الفقراء، وأجزم أيضاً أنه يعطيهم ولا يأخذ منهم ولو ترتب على علاجهم تكاليف مالية يدفعها من حسابه الخاص، فأهم شيء لديه الشعور بأن مريضه يتحسن بالعلاج، لا مشكلة لديه إذا استيقظ عند الصباح الباكر أو ليلاً ولو كان عائداً للتو من عمله، فرحه بعمله، وسعادته بشفاء مريضه

"تيمن نزهة" المنسق لأعمال مركز "الحكمة" بـ"السويداء" أوضح قائلاً: «عرفت الأخ "معن شجاع" منذ سبع سنوات، طيباً خدوماً يحب مرضاه، ويرفض أن يعامل المريض على أنه زبون، نحن تعرفناه مع بداية افتتاح وحدة العلاج الفيزيائي في مركز "الحكمة"، وكان من مؤسسي الوحدة مع المعالج الفيزائي "حازم شقير"، وهو يقدم العلاج للمرضى وفق أسعار المركز وهي شبه مجانية، لكن الأهم جولاته الخارجية التي يقوم بها على المنازل، حتى لو كانت في القرى البعيدة وجميعها مجانية، أمر آخر قلما يتميز به غيره وهو محاولته الجادة تقليل عدد الجلسات في حال تحقق الشفاء للمريض بجلسات أقل، لأن غايته الفائدة الإنسانية والصحية لا المادية، يعمل بأسلوب ودود مع الناس ويبني علاقات اجتماعية ونفسية مع مرضاه لدرجة كبيرة جداً، وقلما تجد مريضاً لديه لا يزوره أو يتصل به أو يدعوه إلى مناسباته، فهذه العلاقة الحميمية لها ثمنها الوجداني والأخلاقي والإنساني والاجتماعي».

الأب تيمن نزهة

المعالج الفيزيائي "معن شجاع" أوضح قائلاً: «المرء متأثر بمحيطه الاجتماعي والأسري، إذ لا يمكن أن يكون الإنسان الذي تربى على نمط معين في حياته الخروج من دائرته الضيقة، فأنا وبعد أن تخرجت في معهد متوسط صحي اختصاص معالجة فيزيائية عام 1992، كان لوالدي الفضل الكبير في رسم خريطة حياتي وبناء شخصيتي وتحديد مساري الاجتماعي والإنساني، ومنذ ما يقارب ربع قرن من الزمن وأنا أعمل وفق توجيهاته، لا توجد خسارة في ذلك قطعاً، أخرج من منزلي عند الساعة السابعة صباحاً وأعود بعد الثامنة مساءً منذ ربع قرن، سعادتي تكمن في شفاء المريض وفرحي بابتسامة على محياه، وحين أقدم له العلاج يطمئن أن الشفاء قادم إليه لا محالة، وأعلى درجات الارتقاء الروحي عندي حين يشفى مريض، ويقدم لقاء تعبي معه بعد جلسات كثيرة عبارات مثل: "الله يوفقك، الله يكثر من أمثالك، والله الدني بعد فيها خير، الله يوفقك بضناك، ويعفيك بصحتك"، وما شابه هذه العبارات الجميلة النابعة من القلب المكلوم، أشعر بأنني مالك الدنيا بما فيها من كنوز، لأنه يكون قد منحني طاقة إيجابية قوية ورغبة جامحة في العمل، ولهذا كثيراً ما كنت أذهب إلى قرى بعيدة في "السويداء" وقد تكون المسافات أكثر من 60 كليو متراً إما بـ"الباصات" أو على دراجة نارية وعلى حسابي الخاص، وحين لا أسمع هذه العبارات لا أستطيع قبض أجر أتعابي نهائياً لأنها تمدني بالطاقة، هدفي الحقيقي الشعور بأن المريض صديق حميم، ولهذا كثيرون من المرضى لدي تحولت علاقتي معهم إلى صداقة ذات ديمومة، فهم يدعونني إلى مناسباتهم لمشاركتهم كأحد أفراد الأسرة المقربة عندهم».

وتابع "معن شجاع" بالقول: «أحمد الله أنني كنت من مؤسسي وحدة العلاج الفيزيائي في مركز "الحكمة" بالسويداء، وكذلك من المعالجين في الاتحاد الرياضي، والأهم العمل مع الجمعيات الخيرية التي أشعر بالمتعة الفائقة بالعمل التطوعي المجاني معهم، يقيناً مني بأن أفراد المجتمع الطيبين يكسبون المرء طاقة قد لا يشعر بفائدتها في حينها، ولكن تراكمها يكسبه سعادة لا مثيل لها في الحياة، ولهذا أشعر بأنني اكتسبت منهم طرائق علاجية في المعالجة الفيزيائية، حتى بات لي أسلوبي الخاص في المعالجة؛ وربما هو سبب نجاحي».

بجانب مريضه عادل قطيش
معن شجاع أثناء العلاج